مدينة خريبكة تشيع جثمان ابنها جواد أقدار في غفلة من الجميع لبى اللاعب جواد أقدار نداء ربه مساء يوم السبت الماضي، و هو في أوج الشباب و قمة العطاء و الحيوية نزل الخبر كالصاعقة و انتشر بمدينة خريبكة كالنار في الهشيم و تحول حي «لبيوت الجداد» الى قبلة عشاق المستديرة الجميع يبحث عن منزل عائلة أقدار ليتيقن أولا من الخبر الفاجعة و ثانيا ليقدم العزاء للأب و الأم المكلومين اللذين كانا ينتظران إطلالة إبنهما البار بمناسبة عيد الاضحى لكن لامفر من قضاء الله . المرحوم جواد أقدار من مواليد 9 شتنبر 1984 بمدينة خريبكة، التحق بالفريق المحلي موسم 1997/1998 فئة الصغار و انتقل إلى فئة الفتيان موسم 1999/2000 حيت تمت المناداة عليه إلى الفريق الوطني للفتيان و لاعب متدرب بالمدرسة الوطنية لكرة القدم، و خلال موسم 2000/2001 انتقل إلى فئة الكبار بشهادة من طبيب مختص في الطب الرياضي و بأمر من طبيب الفريق الدكتور المصطفى سكادي، و هو لم يتجاوز سن السادسة عشرة بعدما اقتنع المدرب جواد الميلاني بمؤهلاته البدنية و التقنية ليسجل كأول لاعب يلتحق بفريق الكبار في سن مبكرة 16 سنة، كما تمت المناداة عليه الى الفريق الوطني للشبان سنة 2000 و سنة 2002 التحق بالمنتخب الأولمبي لتتم المناداة عليه من طرف الناخب الوطني بادو الزاكي سنة 2003، لتعزيز صفوف الفريق الوطني الأول حيث سجل الهدف الحاسم أمام منتخب غينيا الاستوائية الذي أهل المغرب إلى نهائيات كأس إفريقيا بتونس سنة 2004 . كما فاز المرحوم مع أولمبيك خريبكة بلقب البطولة و الكاس موسم 2006/2007، كما لعب لعدة فرق وطنية كالجيش الملكي الذي توج معه بلقبي البطولة و الكأس و لعب كذلك للمغرب التطواني و أخيرا التحق بحسنية اكادير و كانت نهاية المشوار الكروي و الدنيوي، و كانت للمرحوم تجربة احترافية بالسعودية ضمن فريق اتحاد جدة والرائد السعوديين، و أهلي طرابلس الليبي. لقد ضحى الراحل بمشواره الدراسي ليتفرغ للمشوار الكروي حيت تكون بشكل علمي بمركز تكوين اللاعبين التابع لأولمبيك خريبكة و أكاديمي بالمدرسة الوطنية لكرة القدم، مما ساعده على حرق المراحل ضمن الفئات العمرية بأولمبيك خريبكة و المراحل العمرية بالمنتخبات الوطنية لينسج بذلك مسيرة كروية حافلة أحرز من خلالها كل الالقاب الوطنية بمعية فرق وطنية كبيرة إنها مشيئة الله و القدر المحتوم ان يعود المرحوم جواد أقدار إلى نقطة البداية داخل تابوت و كانت في انتظاره الموت من الأصدقاء و المحبين الذين أتوا من مختلف المدن المغربية و الجيران و اللاعبين و المسيرين، و كل أسرة أقدار التي انبهرت لهذه الحشود الغفيرة التي لم يأت بها الطمع لكن أتى بها حب المرحوم صاحب الخصال الحميدة و الابتسامة العريضة التي كانت لاتفارق محياه هذه الحشود التي اقتسمت مع الاسرة حزن الفراق و هول هدا المصاب الجلل. لقد تحركت مدينة خريبكة من عامل الاقليم الى اخر مهووس بحب الكرة الى مقبرة الشهداء بعدما صلى الجميع على الجثمان الطاهر صلاة الجنازة بمسجد الامام ورش، حيت ووري الترى تحت الأضواء الكاشفة رحم الله الفقيد برحمته الواسعة و أسكنه فسيح الجنان مع الشهداء و الصدقين و أن يلهم ذويه الصبر و السلوان.