إيلون ماسك يتوعد بتأسيس حزب جديد في أمريكا وترامب يهدد بقطع الدعم الفيدرالي    عدد المستفيدين من برنامج دعم السكن بلغ 54 ألف شخص ضمنهم 3 آلاف في العالم القروي    مليون شاب دون تكوين أو تمدرس أو شغل... السكوري: أعداد "NEET" تشهد تراكما مقلقا    كاريكاتير في مجلة "LeMan" في تركيا يشعل حالة غضب ويؤدي إلى اعتقالات واسعة    كأس أمم إفريقيا للسيدات (المغرب-2024): لاعبات المنتخب الوطني "متحمسات لانطلاق المنافسات" (خورخي فيلدا)    حكيم زياش مهدد بالسجن وحجز الممتلكات.. اكتشف السبب    ساكنة حي اشماعو بسلا تستنجد بالسلطات بسبب سيارة مهجورة    الصويرة.. إحباط محاولة تهريب ثلاثة أطنان و30 كيلوغراما من مخدر الشيرا وتوقيف ثلاثة أشخاص    عاجل.. المحكمة تدين محمد بودريقة ب5 سنوات حبسا نافذا    انطلاقة قوية للمناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي تُبرز طموح المغرب للريادة الرقمية (صور)    مهرجان موازين يستقطب أكثر من 3,75 مليون متفرج ويحتفي بأزيد من 100 فنان عالمي    حزب الاستقلال يكتسح الانتخابات الجزئية بإقليم الحسيمة    غبار كثيف يرافق هبوط طائرة بوينغ 747 بمطار الحسيمة ومصدر يوضح    نشطاء حقوقيون ينتفضون ضد "تعديلات تقييدية" على المسطرة الجنائية    الحكومة تفلت من الإسقاط في فرنسا    الريال يتخطى اليوفي بمونديال الأندية    المغرب يُعزز موقعه كشريك موثوق في مكافحة الاستغلال الجنسي داخل عمليات الأمم المتحدة    المنظمة العالمية للأرصاد الجوية .. على الجميع التأقلم مع موجات الحر    ميتا تعلن إحداث مختبر للذكاء الفائق    جلالة الملك يهنئ رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية بمناسبة العيد الوطني لبلاده    المغرب والسعودية عازمان على توطيد التعاون الاقتصادي    السغروشني: الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارا تقنيا بل ضرورة سيادية للمغرب    تأكيد الحكم بالسجن خمس سنوات بحق الكاتب الجزائري بوعلام صنصال    عبد اللطيف حموشي يستقبل رئيس جهاز الاستخبارات الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة    بورصة البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    شيرين عبد الوهاب تتعثر فوق مسرح "موازين" وغادة عبد الرازق تصفق للظلّ    الكشف عن الأغنية الرسمية لكأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025    السيطرة على حريق غابة آيت إصحى بنواحي أزيلال بعد تدخل طائرتي "كنادير"    تقارير تفتيش تكشف تلاعبات مالية في شراكات "وهمية" بين جماعات ترابية وجمعيات يترأسها أقارب وزوجات المنتخبين    شيرين تهدد باللجوء الى القضاء بعد جدل موازين    عاجل.. بودريقة يشبّه محاكمته بقصة يوسف والمحكمة تحجز الملف للمداولة والنطق بالحكم    الحسيمة.. صرخات استغاثة لم تنقذ مصطافا.. رجل ستيني يغرق بكالا بونيطا    غوارديولا: بونو وراء إقصاء "السيتي"    طريقة صوفية تستنكر التهجم على "دلائل الخيرات" وتحذّر من "الإفتاء الرقمي"    "أونروا": 500 قتيل و4000 جريح أثناء محاولتهم الحصول على الطعام بغزة    بعد انخفاضات محتشمة... أسعار المحروقات تعود للارتفاع من جديد بالمغرب    الهلال السعودي يواصل الحلم بقيادة ياسين بونو.. مباراة ملحمية وبصمة مغربية حاسمة    توقيف شخص ببركان بشبهة الاتجار غير المشروع في المخدرات    أكادير تحتضن أول مركز حضاري لإيواء الكلاب والقطط الضالة: المغرب يجسّد التزامه بالرفق بالحيوان    فتح بحث قضائي في ملابسات تورط أحد أفراد القوات المساعدة في قضية تحرش وابتزاز مادي    العصبة تحدد موعد فترة الانتقالات الصيفية وتاريخ إجراء قرعة البطولة الاحترافية    النَّوْ: بِرِيدْنَكْ    آسفي... كأس الفرح وصرخة المدينة المنسية    وقت الظهيرة في الصيف ليس للعب .. نصائح لحماية الأطفال    حرارة الصيف قد تُفسد الأدوية وتحوّلها إلى خطر صامت على الصحة    اتحاد طنجة يجدد عقود ركائزه الأساسية تحضيراً للموسم القادم    مونديال الأندية.. مبابي "يملك حظوظا كبيرة" في المشاركة أمام يوفنتوس (ألونسو)    إصلاح نظام الصرف يندرج في إطار الإصلاحات الهيكلية الهادفة إلى تعزيز مرونة الاقتصاد الوطني    طقس حار في العديد من مناطق المملكة اليوم الثلاثاء    إبداع بروكسل يفك الحصار عن غزة    الصويرة تحتضن مؤتمر المدن الإبداعية 2026    أكثر من 900 قتيل في إيران خلال الحرب مع إسرائيل    الخطوط الملكية المغربية توسع شبكتها الدولية بإطلاق أربع وجهات جديدة    الصحة العالمية تحذر: الهواتف ووسائل التواصل تعزز مشاعر الوحدة        ضجة الاستدلال على الاستبدال    التوفيق : تكلفة الحج تشمل خدمات متعددة .. وسعر صرف الريال عنصر حاسم    وزير الأوقاف: خدمات واضحة تحدد تكلفة الحج الرسمي وتنسيق مسبق لضبط سعر الصرف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‎ندوة دولية من أجل إنشاء دار تاريخ المغرب
نشر في بيان اليوم يوم 22 - 10 - 2012



نخبة من المؤرخين والمفكرين يقاربون قضايا تاريخية وثقافية وتراثية
على امتداد يومين، نظم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ندوة دولية، تناولت عدة قضايا لها ارتباط وثيق بتاريخ المغرب، وتوزعت هذه الندوة على ثمانية محاور هي: التعددية المغربية، الدولة المغربية عبر التاريخ، الثقافة المغربية، التراث المادي وغير المادي، الهجرة والمهاجرون، فضاء الدارالبيضاء، الأرشيف والذاكرة ووسائل الإعلام، البحث العلمي والتعليم.‎ وتأتي هذه الندوة العلمية ذات الطابع الدولي، في سياق الاستعداد لإنشاء دار تاريخ المغرب، وكما جاء في الورقة التقديمية لهذه الندوة؛ فإن مشروع إنشاء الدار جاء باعتباره جزء من منطق الرد على تصاعد الطلب الاجتماعي على التاريخ.
التعددية المغربية
‎ساهم في هذا المحور الأساتذة: عبدالسلام شدادي «هل نظرية ابن خلدون نظرية كونية؟»، محمد مزين «سكان المغرب ما وراء الخرائط»، إدريس المغراوي «المغاربة من خلال جريدة الاستقلال»، علي أمهان «تصور المجموعات البربرية ومهاراتها إبان المرحلة الكولونيالية»، رحال بوبريك»من المرابطين إلى أحمد الهيبة ما العينين: تأثيرات صحراوية»، لطيفة البوحسيني «الحركة النسائية بالمغرب»، محمد كنبيب»الرافد اليهودي لتاريخ وثقافة المغرب».
‎وتم من خلال هذه العروض التطرق إلى عدة إشكاليات تهم خصوصيات سكان المغرب، ومكوناتهم الإثنية، والتلاقحات التي عرفوها وتفاعلاتهم مع الأوساط المغربية والمتوسطية والصحراوية،وأن تفكيك هذه الإشكاليات وفهمها لا يمكن أن يتم إلا عبر المدى الطويل والمجال الأوسع، لأجل الوصول إلى العوامل التي أدت إلى الوضعية الراهنة، وتم من خلال ذلك إنجاز تصور متكامل عن مراحل الاستيطان في المغرب، انطلاقا من الحوليات وكتب الرحلات ومدلولات تسميات القبائل.
‎كما تم تقديم عرض موجز لعلم العمران، وبحث إمكانية تطبيق المفاهيم السوسيولوجية والأنتربولوجية الخلدونية على التاريخ البشري بصفة عامة، ماضيه وحاضره.
‎ وتم إبراز الاهتمام الذي أولت الدراسات المنجزة والسياسات المتبعة خلال مرحلة الحماية، لجانبين أساسين في الحياة الاجتماعية والثقافية للمجموعات الأمازيغية: التنظيم الاجتماعي والمؤسسات المرتبطة به ومهارات هذه المجموعات، وإبراز كذلك السمات الجوهرية في هذه الدراسات ووضعها في إطار التوجهات الرسمية التي كانت تعبئها وتستغلها.
‎ وعرفت هذه الجلسة كذلك تقديم رؤية عن أوجه العلاقة بين الصحراء وباقي مناطق المغرب من خلال تحليل أهم اللحظات التاريخية التي ميزت مسار هذه العلاقة انطلاقا من الحركة المرابطية، مرورا بوفود القبائل العربية وانتهاء بحركة أحمد الهيبة مع مطلع القرن العشرين، وتبيان مدى غنى هذا المجال وخصوبته اجتماعيا وسياسيا، حيث لم تكن الصحراء ذلك المكان العقيم الثابت، بل عرفت دينامية ثقافية واجتماعية وسياسية ساهمت في التأثير على محيطها المغربي.
‎ وتم التركيز في عرض آخر على المسار التاريخي للحركة النسائية بالمغرب، والسياق العام لظهور مكوناتها ومدى مساهمتها في مسار الإقرار بحقوق الإنسان في المغرب.
‎وتم كذلك التطرق إلى تجذر الرافد اليهودي في تاريخ وثقافة المغرب، وكيف أن هذا التعايش انبنى على أسس متعددة ، وأسفر عن بروز شعور مشترك بالانتماء المغربي وبتقاسم ثقافة مشتركة رغم اختلاف الديانات، غير أنه إبان الفترة المعاصرة طغت على هذا التعايش التي طرأت على الساحة الدولية وانعكاساتها على الوضع القائم في المغرب.
الدولة المغربية عبر التاريخ
‎ ساهم في هذه المائدة المستديرة الأساتذة: حسن حافظي العلوي «التدافع المذهبي بالمغرب من القرن الثامن عشر إلى نهاية العصر الوسيط»، عبدالحق المريني «الدولتان المرابطية والموحدية ومسألة توحيد أقطار الغرب الإسلامي عقائديا وسياسيا، عبدالرحيم بنحاد»المغرب والعثمانيون»، خالد بن الصغير «المقترحات الإصلاحية البريطانية إلى المغرب ما بين 1864 و1904»، إدموند بورك»حلم حماية مغربية على نمط الهند الكولونيالي»، الجيلالي العدناني «ردود فعل الوطنيين المغاربة تجاه ظهير 30 ماي 1930»، يحيى أبو الفراح «المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء»، محمد الطوزي»الدولة أمام امتحان الفهارس الإمبراطورية للحكم».
‎ تم من خلال عروضها رصد جولات التدافع المذهبي بالمغرب من بدايات الإسلام إلى مشارف نهاية العصر الوسيط، ودراسة وتحليل السياق السياسي الذي أطر هذا التدافع إلى حين حسم مادة الخلاف المذهبي بالبلاد وتكريس المذهب المالكي على المستوى الرسمي، ومراجعة الآراء التي تواترت بخصوص هذا الموضوع.
‎كما تم من خلال عروض هذه المائدة المستديرة تسليط الضوء على دور الدولة المرابطية في الدعوة إلى التشبث بالإسلام الصحيح المؤسس على القرآن والسنة ومحاربة المذاهب الضالة، ونشر المذهب المالكي، وكذا دورها في توحيد أقطار المغرب الكبير والصحراء دينيا وسياسيا وإنقاذ الأندلس من براثن ملوك الطوائف، إلى جانب دور الدولة الموحدية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشجيع الفقهاء على الاجتهاد الفقهي ومحاربة أصحاب البدع.
‎ وتناول عرض آخر ضمن هذه الجلسة علاقة المغرب بالدولة العثمانية ما بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، التي كانت تتراوح بين التوتر والانفراج، ارتباطا بمتغيرات محلية ودولية، وتم في هذا العرض الوقوف عند المراسلات التي كان يتبادلها الطرفان، والتي كانت مطبوعة بالمد والجزر منذ الدخول الأول للأتراك إلى مدينة فاس إلى عهد السلطان سيدي محمد بن عبدالله.
‎ وتم في عرض آخر تقديم خلاصة مركزة وتحليلية للدعوات الإصلاحية التي توجهت بها بريطانيا إلى المخزن لتقويم اقتصاده وتحويله إلى أداة رافعة كفيلة بإحداث التحولات في مجال التجارة والفلاحة ووسائل المواصلات والجيش وغير ذلك من المجالات الحيوية لتنمية الموارد والمداخيل، أملا في تعزيز القدرة الشرائية للمغاربة وتمكينهم من تحسين أحوالهم الاجتماعية والمساهمة في النهوض الاقتصادي للبلاد.
‎ وتطرق عرض آخر إلى القرارات التي اتخذها ليوطي ومعاونوه لفرض الحماية الفرنسية للمغرب.
‎ وتم في عرض آخر تبيان ظروف دخول العمل السياسي معترك التاريخ قبل الفشل النهائي للمقاومة المسلحة، حيث جرى استعمال الرموز المرتبطة بتاريخ الأندلس واللغات والترجمة في هذه المعركة.
‎وقام عرض آخر في هذه الجلسة بإبراز محددات علاقات المغرب مع باقي الدول الإفريقية وتتبع تطورها وتحديد أبعادها المختلفة وتوجهاتها العامة.
الثقافة المغربية‎
عرفت هذه المائدة المستديرة مساهمة الأساتذة: عبدالرحيم اليوسي «دينامية التاريخ والثقافة واللغة»، محمد نورالدين أفاية «موقع المخيلة في الثقافة المغربية»، مصطفى الشابي»النخبة المثقفة وقضايا المغرب الكبرى ما بين 1912 و1956»، كبير مصطفى عمي «التاريخ والرواية»، محمد أمسكان»تاريخ الأغاني وأغاني التاريخ»، مجيد بركاش « الدبلوماسية الثقافية الأمريكية في المغرب».
‎ وتم من خلال هذه العروض تسليط الضوء على بعض مظاهر التعثر على عملية استنبات مقومات المعالجة العصرية للثقافة المغربية.
‎ كما تم في عرض آخر التطرق إلى نشاط ونضال النخبة المثقفة في عهد الحماية، في وماجهة المشكلات والنقائص ووجوه الحيف التي كان يعاني من ويلاتها المغاربة قاطبة في ذلك الإبان.
‎ وتم تسليط الضوء في عرض آخر على طبيعة العلاقة القائمة بين الآداب والتاريخ، وما يمكن أن يقدمه أحدهما إلى الآخر، من أجل إعادة قراءة بعض صفحات الماضي وفهم الذاكرة.
‎ وجرى استعراض ضمن هذه الجلسة كذلك، بعض السمات الرئيسية للدبلوماسية الثقافية الأمريكية في المغرب منذ حصوله على الاستقلال إلى يومنا هذا،ومدى تأثير الاتفاقية الثقافية الأمريكية الموقعة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب سنة 1967.
‎التراث المادي وغير المادي
‎ ساهم في هذه الجلسة الأساتذة: وداد التباع «مسألة التراث بالمغرب»، مينة المغاري «التراث الديني في المغرب»، الحسين المجاهد «التراث الأمازيغي غير المادي»، محمد حبيدة» إرث غذائي أعيد اختراعه يسمى كسكسو»، جان روبير هنري «عرض التاريخ والثقافة على الجمهور».
‎ وتم من خلال عروضها الحث على ضرورة امتلاك نظرة أوسع وأكثر دينامية للتراث غير المادي، المتمثل في الحكايات والأساطير الشعبية والطقوس والمهارات التقليدية وأنماط الحياة الخاصة، لأجل رفع الحدود بين الشيء التراثي وبعده الثقافي والاجتماعي، حتى لا يظل التراث فقط نوعا من الشعار الهوياتي.
‎ كما تم تناول وضع المباني الدينية، باعتبارها عناصر هامة من تراثنا، والخطر الذي يهددها بالزوال، وبالتالي الدعوة إلى ضرورة إعطاء مكانة للتراث الديني في تنوعه.
‎ وتم في عرض آخر إبراز تاريخانية وتنوع وغنى التراث غير المادي الأمازيغي وكذا تجذره في التطور التاريخي للبلاد، وأشكال تمثل هذا التراث في السرد الاستغرافي.
‎ الهجرة والمهاجرون‎
عرفت هذه الجلسة مساهمة الأساتذة: لوسيت فلنسي» مسلمون بأوربا ما بين القرنين السادس عشر والثامن عشر»، محمد امطاط»الهجرات الجزائرية إلى المغرب»، محمد حاتمي «هجرة اليهود المغاربة»، عبدالرحمن سيك «المغرب والسنغال، دينامية الذاكرة»، ربيعة بكار «قمريون بالمغرب، جوانب تاريخية «، محمد بريان «من أجل تحقيب تاريخ الهجرة».
‎ وتناولت عروضها ما كان يشكله الحاجز الديني بين أوروبا المتوسطية والمغرب من صعوبة اختراق في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وتحدي ذلك من خلال التنقلات المكثفة التي كانت تتم على طرفي تلك الحدود، وظروفها.
‎وتم في عرض آخر تناول أربع محطات تاريخية للهجرات الجزائرية إلى المغرب بين القرن السادس عشر والقرن العشرين، وتبيان ظروف كل واحدة منها، اعتمادا على رصيد ثقافي متنوع.
‎وتم التطرق في هذه الجلسة كذلك إلى الظروف التي تم فيها تهجير اليهود من المغرب إلى إسرائيل من طرف المنظمات الصهيونية، وكيف أن هذه المنظمات بذلت جهدا متواصلا للضغط على سلطات الحماية لإرغامها على أن تفك الطوق عن النشاط الصهيوني الممنوع في المغرب، ومن ثم إقناع الحكومات المغربية بقبول مبدأ الهجرة اليهودية.
‎فضاء الدارالبيضاء
‎ هذا المحور عرف مساهمة الأساتذة: دنييل شرويتر «من الصويرة إلى الدارالبيضاء»، محمد جنجار «الدارالبيضاء ومسألة الحداثة المغربية»، زهور رحيحل «تجربة متحف اليهودية المغربية بالدارالبيضاء»، ياسمين بريان «التاريخ المجهري، نموذج الحي المحمدي بالدارالبيضاء»، عبدالقادر كعيوة «التخطيط الاستراتيجي وتنمية جهة الدارالبيضاء».
‎ وتم من خلال هذه العروض توضيح كيف أن مدينة الدارالبيضاء هي مدينة بهويات متعددة، بمثابة ورش دائم يعكس صورة لقطة تاريخية غير مكتملة لهوية في صيرورة. فما يحدث للدارالبيضاء هو صدى على الصعيد المحلي للثورة الصناعية، وهي بذلك ترمز إلى عبورنا نحو الحداثة.
‎ كما تم عرض أهم مراحل تطور الدارالبيضاء عبر تحليل توجهات التخطيط والإعداد المجالي التي عرفتها المدينة الحاضرة منذ بداية القرن العشرين، كما تم التركيز على الاكراهات التي تواجه تطور الحاضرة الاقتصادية اليوم والمشاريع المهيكلة الرئيسية التي انطلقت والتي هي مبرمجة في مجال في مجال الاقتصاد والبنيات التحتية والسكن والتعمير خلال العقد الأخير من أجل تنمية مستدامة لهذه المدينة.
الأرشيف والذاكرة ووسائل الإعلام
‎ساهم في هذا المحور الأساتذة: جامع بيضا « متاحف التاريخ والأرشيف»، بهيجة سيمو «الكتابة التاريخية من خلال الوثيقتين المكتوبة والإيكونوغرافية»، عبدالعاطي لحلو «الصحافة باعتبارها مصدرا لكتابة التاريخ»،لطفي بوشنتوف «الاحتفال، تاريخ وذاكرة وهوية»، العربي المساري «أضواء على الصحافة في الشمال في عهد الحماية»، عبدالحميد الصنهاجي «ذاكرة الكوم المغاربة في حرب الهند الصينية».
‎ ومن بين ما أشارت إليه هذه العروض أن هناك ارتباطا وثيقا بين الأرشيف والتاريخ والذاكرة والمتاحف، فالأرشيف يتيح للباحث إمكانية إعادة بناء التاريخ أو الذاكرة، كما أن المجموعات المعروضة في المتاحف تعتبر بمختلف أصنافها من شواهد الماضي، كما أن للمتاحف مهمة تواصلية، فضلا عن الدور المنوط بها تجاه المجتمع وفي حقلي المواطنة والتربية.
‎ وتم في مداخلة أخرى مقابلة الوثائق المكتوبة مع الإنتاجات الفنية، والإنتاجات الفوتغرافية، حيث تمت المقارنة بين هذه الأنواع الثلاثة من الوثائق وتوضيح بالتالي نقط الالتقاء والاختلاف ومساءلتها حول مدى مصداقيتها وقربها من الواقع التاريخي.
‎وتم في هذه الجلسة كذلك إعطاء فكرة عن الرصيد الصحفي المكتوب المحفوظ بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، من حيث عدد عناوينه ومدة الإصدار وجهة الإصدار وطبيعته وما يشكله اليوم كمصدر للدراسات التاريخية خاصة والإنسانية عامة.
‎ وتم تبيان في عرض آخر كيف أن الاحتفال في المغرب لا يحمل دوما الدلالة الرسمية والشعبية المتداولة والغالبة، لكون ذاكرة المغاربة يلونه هذا الاحتفال في محطات تاريخية حاسمة ودقيقة بتلوينات مغايرة تستجيب لتحديات المرحلة للمطالب المجتمعية.
‎ وتم في عرض آخر توضيح كيف أن الكتابات التاريخية عن ماضي الصحافة في المغرب تتعرض في الغالب إلى الصحافة الصادرة في المنطقة السلطانية أيام الحماية، حيث تم تناول وضع الصحافة الصادرة في المنطقتين الخليفية والدولية وفي الثغرين المحتلين بالساحل المتوسطي حتى سنة 1956، وكذا القوانين التي كانت تضبط الممارسة الصحافية في الواجهة المتوسطية.
‎ وفي العرض الخاص بذاكرة الكوم المغاربة في الهند الصينية، تم استعراض البعد الودي والشخصي في سرد محنة الأسر، ومعالجة كيفية تحول هذا السرد إلى عمل جماعي، مروي لسجناء آخرين وباسمهم.

البحث العلمي والتعليم
‎ عرفت هذه الجلسة مساهمة الأساتذة: ليلى مزيان «المغرب والبحر»، عبدالله نجمي «بعض الأدوار الكبرى للتصوف ورجاله في تاريخ المغرب»، فرناندو مديانو «غرام مغربي إسباني، العنصرية والسياسة في العلاقات الإسبانية المغربية»، محمد معروف الدفالي « تجربة مجلة أمل للتاريخ والثقافة والمجتمع»، غيثة عواد «التاريخ المدرسي من عهد الحماية إلى اليوم»، بشير تامر «الأنا والآخر من خلال خطاب محتوى الكتب المدرسية».
‎ وتم في هذه العروض تتبع تطور علاقات المغاربة مع البحر منذ أقدم الأزمنة إلى أيامنا هذه، مرورا بفترة قراصنة سلا وانفتاح الموانئ الذي يعرفه المغرب منذ بداية القرن العشرين، وبالتالي معرفة كيف رأى المغاربة البحر وكيف أحسوا به وعاشوه.
‎ كما تم تتبع بعض الأدوار الكبرى التي اضطلع بها التصوف ورجاله في تاريخ المغرب، وذلك منذ العهود الأولى لانتشار الإسلام به إلى حدود نهاية دويلات التصوف التي تقاسمت الحكم به خلال القرن السابع عشر، وإبراز بعض معالم هذه السيرورة وطرح بعض قضاياها وإشكالاتها الرئيسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.