تنظم جمعية فستيفال تيفاوين، بتعاون مع جماعة أملن وبلدية تافراوت، فعاليات الدورة السابعة لمهرجان تيفاوين، خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 26 غشت الجاري، وستعرف هذه الدورة -حسب تأكيد إدارة المهرجان- برمجة متميزة، يتناغم فيها السؤال الثقافي بمثيله التنموي والاجتماعي، في إطار المسعى العام إلى تعميق قيمة الانتصار لفنون القرية التي تشكل عنوانا أساسيا لهوية المهرجان وسمة بارزة لشخصيته. وفي اتصال بيان اليوم برئيس الجمعية المنظمة للمهرجان الأستاذ حسين الأحسيني، أشار إلى أن هذه الدورة بلغت مرحلة النضج بتراكمها لسبع سنوات من الحضور المنتظم، وبالتالي ستكون هناك مقاربة احترافية لفريق العمل لأجل ملامسة مختلف الجوانب التي تلبي متطلبات جمهور المهرجان. ويؤكد الأحسيني على أن المهرجان سيكون وفيا لشعاره المتمثل في الانتصار لفنون القرية، ويتجسد خلال هذه الدورة بالخصوص في حفل استعراضي خاص بلباس المرأة الأمازيغية، وكذا اللقاء الفكري حول القرية في السينما المغربية، دون أن يعني ذلك أن تجليات القرية غائبة عن بقية فقرات المهرجان. وستركز البرمجة الفنية على جانب التفاعل بين جماليات فنون القرية المغربية وإبداعات الموسيقى الأمازيغية العصرية، في إطار فرجة مفتوحة على الفضاءات العمومية القروية الرحبة، بأملن وتافراوت، وستعرف هذه الدورة مشاركة العديد من الفاعلين في الحقل الموسيقي: فرقة أحواش، ومجموعة أرشاش ومجموعة أودادن، ودجي سرحان، وفي جي أطموست، ومجموعة صحراء ستريت، والفنانة فاطمة تبعمرانت، وحميد إنرزاف، وعبد العزيز الستاتي، ومجموعة أمنات أزوان للطرب الحساني وفرقة الكدرة .. كما سيكون لفن الفكاهة حضور متجسد في الفنان بوشعيب أباعمران. وستنفتح هذه التظاهرة على إبداعات الشباب المتجسدة بالخصوص في فن الراب، وبهذا الصدد ستقام ورشة حول هذا الفن، تتولى تأطيرها مجموعة راس الدرب. وإلى جانب ذلك، سيتم تقديم فقرة إبداع «أولاون» وهي إقامة فنية ستجمع بين فرقة «رباب فوزيون» و»طيور كناوة» في توزيع موسيقي متميز. كما ستعرف هذه الدورة إقامة ورشة تكوينية أخرى حول فن المزج الموسيقي أو ما يعرف بالفيزيون. فضلا عن ذلك، سيتم تنظيم عروض في فن الفروسية. وتشير إدارة المهرجان كذلك إلى أنه خلال هذه الدورة، سيتم التوجه أكثر نحو ترسيخ البعد الاجتماعي للمهرجان، من خلال تنظيم مبادرة الزواج الجماعي لتشجيع الشباب على الزواج، بالإضافة إلى تحفيز التلاميذ المتمدرسين المتفوقين على مواصلة دراستهم من خلال تخصيص منح مالية تشجيعية. أما بخصوص الجانب التربوي، فسيتم تنظيم «أولمبياد تيفيناغ»، الذي سيشمل جميع نيابات الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين على الصعيد الوطني، وموازاة مع ذلك سيتم عقد لقاء مفتوح حول آفاق تجويد تدريس الأمازيغية، وتوقيع بروتوكول اتفاقية الشراكة بين جمعية فستفال تيفاوين وشركائها لتنظيم أولمبياد تفيناغ، بحضور مسؤولين من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ووزارة التربية الوطنية، وفي نفس السياق سيتم تنظيم مخيم لفائدة الأطفال المتبارين في الأولمبياد، إلى جانب عدة أنشطة تربوية وترفيهية لفائدة الطفولة بشراكة مع جمعية شباب تافراوت. وكما هو الحال في الدورات السابقة، تشير إدارة المهرجان إلى أنه سيتم التركيز على إبراز مقومات الثقافة الأمازيغية المحلية، بتنظيم «ميكاملحف»، وهو عبارة عن حفل استعراضي كبير للباس المرأة الأمازيغية، بمشاركة مجموعة من الفرق النسوية من مختلف مناطق سوس، كما سيتم في نفس الحفل، تقديم الألبوم الأول لفرقة أحواش أركان تافراوت. وفي الجانب الثقافي، ستنظم ندوة حول موضوع: «الإعلام المحلي بمناطق أدرار: الواقع والتحديات»، بتعاون مع جمعية أكرض أوضاض للتنمية والتعاون والجريدة الإلكترونية أدرابريس، كما سيتم تنظيم الجامعة القروية محمد خير الدين، التي شكلت منذ دورتها الأولى فضاء للتلاقي وتعميق التواصل بين النخب الفكرية والأكاديمية والفعاليات الجمعوية، في مجالات البحث العلمي المرتبط بمنطقة تافراوت وأملن، وسيخصص موضوعها للقرية في السينما المغربية، وستعرف مشاركة العديد من المهتمين بالشأن السينمائي، كما سيتم خلالها التركيز على العمق الثقافي للقرية المغربية في الصورة السينمائية وإثارة إشكالات السينما المغربية بصفة عامة والأمازيغية بالتحديد في هذا المجال. وسيتم ضمن فعاليات هذه الجامعة، توقيع بعض إصدارات جمعية فستيفال تيفاوين، منها ديوان شعري بالفرنسية للأديب محمد فريد زلحوض تحت عنوان «كلمات تقال سدى» وكتاب « تافراوت و املن : مؤهلات ثقافة وذاكرة» وهو كتاب جامع لأشغال الدورة الأولى للجامعة القروية محمد خير الدين، كما سيتم عرض المسرحية الأمازيغية «أوال ؤفلا» بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس، وهي من تشخيص مسرح الصورة وإخراج أحمد أمل، فضلا عن ذلك، سيشهد المهرجان تنظيم معرض للمنتوجات المحلية بتعاون مع المديرية الإقليمية للفلاحة بتيزنيت. كما سيكون للجانب المرتبط بالرياضة حضور ضمن برمجة المهرجان، من خلال مجموعة من الفقرات المتنوعة. ولن تغفل هذه الدورة الجانب الاحتفائي، حيث سيتم الالتفات إلى أبناء المنطقة الذين قدموا عطاءات مهمة في مجالات الفن والإعلام كما هو الحال بالنسبة للمخرج المسرحي أحمد أمل، والممثل السينمائي والمسرحي محمد يازيدي، والصحفي حمزة عبد الله قاسم مؤسس جريدة أدرار.