أمريكا تتفوق على الصين وأصحاب الأرض يحققون أفضل إنجازاتهم بالدورات الأولمبية أقيم مساء أول أمس الأحد حفل ختام فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الثلاثين، التي نظمتها العاصمة البريطانية لندن خلال الفترة من 27 يوليوز الماضي وحتى 12 غشت الجاري وشهدت مشاركة 204 دول. وقد امتلئ الملعب الأولمبي بالعاصمة البريطانية بأكثر من 70 ألف متفرج يتقدمهم شخصيات سياسية ورياضية وشهد الحفل في بدايته عروض موسيقية وغنائية انجليزية تلاها طابور عرض لأعلام الدول التي شاركت في المنافسات الرياضية بعدها ظهر جميع اللاعبين واللاعبات الذين حصلوا على ميداليات متنوعة. وواصلت لندن إبهارها للعالم خلال حفل الختام الخاص بدورة الألعاب الأوليمبية لندن 2012 فما يحدث على أرض الملعب الأولمبي شد الانتباه جراء دقة وتنظيم الحفل والتقنيات الحديثة بجانب الجهد الكبير من قبل المتطوعين الذين بلغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف يقودهم مخرج الحفل كيم جافين . فقد قدم المتطوعون عروضا في غاية الجمال بدأت بعرض أهم مظاهر الحياة في العاصمة البريطانية وعلى رأسها مجسم لساعة «بيغ بن» الشهيرة وعروض آلات صناعية قديمة تبرز تاريخ بريطانيا العريق مع مزيج للحياة الحديثة. كما شهد الحفل ظهور شخصيات فنية شهيرة على أرض الملعب مثل عارضة الأزياء الشهيرة ناعومي كامبل والمطربة ماريا كاري وكانت أشعة الليزر أحد أبطال العرض حيث سلط على المدرجات وأرضية الملعب، وهو ما أعطى انطباعا أن لندن كلها تشارك في الحفل الضخم. وقد نجحت بريطانيا برغم مرور أكثر من ساعتين من حفل ختام دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012 في شد انتباه العالم بفضل استمرار المفاجآت والتقنيات الحديثة وظهور شخصيات فنية واستعراضية إنجليزية عالمية مثل فرقة «سبايس غولز». وأوضح أن حفل الختام يريد أن يوصل رسالة للعالم بعراقة كافة أنواع الفنون البريطانية القديمة والحديثة حيث سبق ظهور فرقة «سبايس غولز» عرض تجسيد لرواية شكسبير كما أن الحفل لم يخلو بجانب الدقة والتنظيم والجدية من المرح والكوميديا. وشهد الحفل عزف السلام الوطني لدولة اليونان باعتبارها الدولة الأم للاولمبياد، وأول دولة نظمت أولمبياد في العالم، ثم عزف السلام الخاص للألعاب الأولمبية والتي تحث على السلام والمحبة ونبذ الخلافات بين شعوب الأرض. وأعقب ذلك نزول العلم الأولمبي، حيث قام عمدة لندن يوريس جونسون بتسليمه بحضور جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية إلى عمدة مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، حيث من المقرر أن تنظم البرازيل أولمبياد عام 2016. إلى ذلك، نجحت الولاياتالمتحدة في استعادة ريادتها للألعاب الاولمبية بعد أن أزاحت الصين عن المركز الأول إثر تربع المارد الأسيوي على العرش في النسخة الماضية بكين 2008. وكانت الصين حسمت صدارة النسخة الأخيرة في مصلحتها برصيد 51 ذهبية من أصل 302 وزعت و21 فضية و28 برونزية، وجاءت الولاياتالمتحدة ثانية ولها 36 ذهبية و38 فضية و36 برونزية، وروسيا ثالثة ولها 23 ذهبية و21 فضية و28 برونزية. أما في النسخة الحالية، فقد حلت الولاياتالمتحدة أولى برصيد 46 ذهبية و29 فضية و29 برونزية، مقابل 38 ذهبية للصين و27 فضية و22 برونزية، في حين سجلت بريطانيا الدولة المضيفة أفضل انجاز لها في تاريخ الألعاب بحلولها ثالثة جامعة 29 ذهبية و17 فضية و19 برونزية. ونظمت لندن الألعاب الاولمبية للمرة الثالثة في تاريخها بعد عامي 1908 و1948 فأصبحت بالتالي أول مدينة تنال هذا الشرف، وقد أنفقت الدولة المضيفة نحو 14 مليار جنيه إسترليني لتحديث بنيتها التحتية وبناء المرافق الرياضية التي كان تحفتها الملعب الأولمبي. وأقيمت المنافسات في 34 منشاة رياضية على امتداد بريطانيا تسع منها في المجمع الاولمبي (شرق لندن) الذي استغرق بناء الملعب الذي يتوسطه ثلاث سنوات واستخدم في انجازه عشرة آلاف طن من الفولاذ. وكرس السباح الأميركي مايكل فيلبس أسطورته الاولمبية برفع عدد ميدالياته في 3 نسخات من الألعاب إلى 22 ميدالية (18 ذهبية وفضيتان وبرونزيتان)، فحطم وتخطى بالتالي الرقم القياسي في عدد الميداليات التي كان في حوزة لاعبة الجمباز السوفياتية لاريسا لاتينينا (بين 1956 و1964). وكان فيلبس أحرز ست ذهبيات وبرونزيتين في دورة أثينا 2004، و8 ذهبيات في بكين 2008، و4 ذهبيات وفضيتين في لندن 2012. في المقابل، دخل العداء الجامايكي الفذ يوساين بولت الأسطورة الاولمبية بدوره بعدما فرض نفسه أسرع وأعظم عداء في تاريخ سباقات السرعة، بعد احتفاظه بالألقاب الثلاثة التي توج بها في بكين قبل اربع سنوات، وقاد في إحداها بلاده الى تحطيم الرقم القياسي وتحديدا في سباق التتابع 4 مرات 100 م. وكان التحدي كبيرا أمام بولت في هذه الدورة التي دخلها على وقع هزيمتين أمام مواطنه يوهان بلايك في التجارب الجامايكية وإصابة طفيفة في ظهره، لكنه أثبت أنه أعظم عداء سرعة أنجبته الملاعب عندما بات ثاني عداء في التاريخ يحتفظ بلقب سباقي 100م و200م إلى جانب الأميركي كارل لويس. وكانت أم الألعاب مسرحا لتألق العداء البريطاني محمد فرح الذي دخل بدوره الأسطورة الاولمبية بإحرازه ذهبيتي سباقي 5000م و10000م في دورة واحدة أمام تشجيع حماسي منقطع النظير في المدرجات من قبل الجمهور المحلي. وبات فرح سادس عداء في تاريخ الألعاب يجمع بين ذهبيتي سباقي 5000م و10000 بعد التشيكوسلوفاكي الشهير إميل زاتوبيك في هلسنكي عام 1952، والسوفياتي فلاديمير كوتس في ملبورن عام 1956، والفنلندي لاس فيرين عامي 1972 و1976 في ميونيخ ومونتريال على التوالي، ومواطنه ميروتس يفتر عام 1980 في موسكو، والاثيوبي كينينيسا بيكيلي في بكين 2008. كما حقق العداء الكيني ديفيد روديشا رقما مذهلا في سباق 800م في طريقه لإحراز الذهبية مسجلا 91ر40ر1 دقيقة، وكان الرقم القياسي السابق باسم روديشا نفسه ومقداره 01ر41ر1 دقيقة سجله في لقاء رييتي الإيطالي في 29 غشت 2010. وللمفارقة ونظرا للسرعة التي تميز بها السباق، فان العدائين الثمانية الذي شاركوا في هذا السباق حققوا أرقاما شخصية أو أفضل رقم لهم هذا الموسم. ونجح روديشا صيف العام 2010 في تحقيق مبتغاه بتحطيمه الرقم القياسي السابق للسباق، والذي صمد لفترة 13 عاما باسم مواطنه الأصلي ويلسون كيبكيتير الدانماركي الجنسية على حلبة الملعب الاولمبي ببرلين، وهو الملعب ذاته الذي فشل فيه قبل عام في بطولة العالم بتسجيله 09ر41ر1 دقيقة قبل أن يحطمه مجددا بعد ثلاثة أيام في لقاء رييتي الايطالي في 29 وينزل به الى 01ر41ر1 دقيقة. وتربع منتخب الأحلام الأميركي مجددا على العرش الأولمبي، وأحرز ذهبيته الرابعة عشرة في مشاركته السادسة عشرة بفوزه على نظيره الإسباني بطل أوروبا 107-100. وكان المنتخبان التقيا في النهائي قبل اربع سنوات وفازت الولاياتالمتحدة أيضا 118-107. وباستثناء ليتوانيا التي تغلب عليها 99-94 في الدور الأول، دمر المنتخب الأميركي الباحث عن لقبه الاولمبي الرابع عشر في 17 مشاركة، جميع خصومه ففاز على فرنسا 98-71، وتونس 110-63، ونيجيريا 156-73، والأرجنتين 126-97، قبل أن يجتاز أستراليا في ربع النهائي 119-86، والأرجنتين مجددا في نصف النهائي 109-83. ويمكن اعتبار العداء الإثيوبي كينينيسا بيكيلي أكبر الخاسرين، لأنه لم ينجح في الدفاع عن لقبه في 10000م حيث حل رابعا، في حين لم يشارك أيضا في سباق 5000م الذي يحمل لقبه أيضا. ويعتبر المنتخب البرازيلي لكرة القدم في خانة الخاسرين أيضا، لأنه لم ينجح في تحقيق اللقب الوحيد الذي تخلو خزائنه منه، وخسر أمام المكسيك 1-2 في المباراة النهائية على الرغم من أن صفوفه تضم كوكبة من ابرز اللاعبين الصاعدين أمثال نجم سانتوس نيمار ولياندرو دامياو ولوكاس مورا والكسندر باتو. والأمر ينطبق على المنتخب الاسباني الذي خرج من الدور الأول من دون أن يسجل أي هدف علما بأنه كان مرشحا للمنافسة على الذهبية خصوصا بأن معظم افراده توجوا أبطالا لأوروبا تحت 21 عاما العام الماضي، وكان المنتخب معززا بلاعبين توجا أبطالا لأوروبا عام 2012 وهم خوان ماتا ودافيد ألبا. ودونت سبع دول جديدة أسماءها في السجلات الاولمبية للمرة الأولى في تاريخ مشاركاتها وهي: البحرين، الغابون، بوتسوانا، غرينادا، قبرص، غواتيمالا ومونتينيغرو (كدولة مستقلة).