اليوم السبت، هو أول أيام شهر رمضان المبارك في المغرب، ويبدأ المغاربة، على غرار كافة المسلمين عبر العالم، صيام الشهر الفضيل، متوسلين لخالقهم أن يتقبل منهم قيامهم بهذا الركن من أركان الإسلام، وداعين إياه أن يجعل أوله رحمة لهم، وأوسطه مغفرة، وآخره عتقا من النار، كما يتطلعون إلى أن يكملوا شهرهم هذا في ظروف اجتماعية واقتصادية مناسبة ورحيمة بجيوبهم، وأن لا يبقى الشهر الكريم مرادفا للكسل الجماعي، ولتعطيل كل المعاملات والمصالح في الإدارات، ولتوقيف البرامج التنموية والعمل الحكومي وغيره. إذ نقدم لشعبنا صادق المتمنيات بهذه المناسبة الدينية الكبيرة، فإننا نتطلع إلى أن يستحضر الكل أهم دلالات الشهر الفضيل، ومنها أن العمل بصفة عامة هو، في الحديث، عبادة، كما أن شهر رمضان هو شهر لتعميق التواصل الاجتماعي وتشذيب النفوس، وتحسين السلوك، وإعلاء قيم التعاون والأخوة والتسامح والانفتاح بين الناس، وهذا ما درج عليه المغاربة منذ قرون بلا تزمت أو تطرف أو جهالة. بالنسبة للسلطات المركزية، فإن الشهر الكريم الذي انطلق اليوم، يقتضي تعزيز اليقظة لتوفير المواد الاستهلاكية في الأسواق، والمراقبة الصارمة لأسعار بيعها للناس، ومحاربة السماسرة والمضاربين، كما تستوجب المناسبة الاستمرار في الانكباب على مختلف الأوراش والبرامج الهادفة إلى تلبية مختلف الحاجيات الملحة لشعبنا، بالإضافة إلى أن شهر رمضان يجب أن يحفز المسؤولين على استحضار المحطات والمهمات المرتقب مواجهتها مباشرة بعد عيد الفطر. سيكون الدخول المدرسي والجامعي على الأبواب، بما يطرحه من مصاريف ومشكلات التربية والتعليم بصفة عامة، كما سيفرض الحوار الاجتماعي ومطالب الشغيلة نفسه بقوة مباشرة بعد عطلة الصيف، وفي سياق ذلك ستعود للواجهة قضايا مركزية مثل: إصلاح المقاصة ونظام الدعم، إصلاح أنظمة التقاعد، أسعار المحروقات وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية، الإصلاح الجبائي، قانون الإضراب وقانون النقابات، مطالب المقاولات والمستثمرين، الاستعداد للموسم الفلاحي الجديد، الإعداد للقانون المالي وافتتاح دورة أكتوبر البرلمانية، تنظيم المشاورات الخاصة بالاستحقاقات الانتخابية، احتجاجات العاطلين، إصلاح الإعلام، تعيين كبار مسؤولي عدد من المؤسسات العمومية، الحوار الجاري حول إصلاح العدالة وحول قطاع الصحة وخلاصات الحوار حول سياسة المدينة، الجهوية، الشروع في تنزيل المخطط التشريعي والقوانين التنظيمية وفق ما ينص عليه الدستور الجديد... إنها إذن قضايا وأوراش إستراتيجية كبيرة، تتطلب استعدادات ضخمة، وأساسا فهي لا تسمح بجعل شهر رمضان زمنا فارغا أو فترة بيضاء، بل يجب أن يتواصل العمل في مختلف المؤسسات، لأن ما هو مطروح على البلاد في هذه المرحلة، وما ينتظره شعبنا لا يسمح فعلا بالتهاون أو التراخي. رمضان كريم هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته