لقد وقف الجميع على حقيقة مرة، ألا وهي أن جامعة كرة القدم الحالية التي تغنى بوجودها إعلام التمييع والتجميل، تستهزئ بالشعب المغربي منذ لحظة تكوينها. تجاوزت صلاحياتها القانون بعدم عقدها جمعها العام، تعاقدت مع هذا المدرب البلجيكي الذي يثير سخط الجميع، مع ما يرافق ذلك من غموض بخصوص راتبه الخيالي، وصولا إلى النتائج المخيبة للآمال ضدا على إرادة الشعب المغربي. تعتقد جامعة الفهري أنها الوحيدة التي تفهم في شؤون الكرة، وأن النتائج المسجلة في اقصائيات كأس العالم سيجدون لها تفسيرات وتأويلات تعفيهم من المساءلة، قالوا لنا بعد مباراة غامبيا أن سوء الحظ والطقس وأرضية الملعب والحكم ..عوامل ضيعت على الفريق المغربي لحظة الفوز، لكن بمراكش وأمام الكوت ديفوار وجدنا أنفسنا أمام مدرب عاجز عن فك رموز المدرب لاموشي، فالاختيارات التكتيكية كانت ضعيفة، إن لم نقل منعدمة، وهي تندرج ضمن لائحة أخطاء تكتيكية بالجملة، فاللاعبون هم من خاض المباراة، أما المدرب فقد كان غائبا وشريدا، لم يقم بآية مبادرة لرفع إيقاع لاعبي المنتخب المغربي في مواجهته للفريق العاجي. فلم نلمس تلك الصورة التقنية على امتداد عمر المباراة، كان التيه والنرفزة واضحة على اللاعبين في محاولة لتدارك عامل الزمن والنتيجة، في غياب تام لبصمة المدرب تقنيا، وهنا لابد من التأكيد على نقطة مهمة، وهي أن غيريتس ليس مدرب الفريق المغربي، ولكنه مرافق فقط للمنتخب منذ توليه هذه المهمة، والدليل على ذلك غياب أي مفهوم تكتيكي، وخلال مباراة السبت أمام الكوت ديفوار، لم تكن لدى المدرب غيريتس حلول كثيرة، أو لم يكن يتوفر على آية حلول في مواجهة الخصم الايفواري. قد يكون غيريتس مدرب كبير للأندية، لكنه مدرب فاشل على مستوى المنتخبات، لم يقدم أية إضافة للمغرب، بل إنه متفرج ليس إلا... فبآية إستراتيجية يشتغل المدرب والجامعة، إلى حدود مارس؟ وبأي فريق سنلعب وسنواجه المنتخبات الافريقية؟ هل بهذا المستوى سنتأهل إلى كأس العالم وكأس إفريقيا؟ وما هي الإضافات التي يمكن أن يقدمها مستقبلا غيريتس، الذي يفتقد للمسة المدرب؟ القرار الحاسم الشعب المغربي الذي يتحمل الزيادة في ثمن المحروقات، قادر على تحمل خطأ الجامعة والوزير السابق للرياضة، بإبرام عقد جزافي مع المدرب حتى في حالة رحيله، وحتى وإن رحلت معه هذه الجامعة، لأن التمادي في الخطأ ضدا على إرادة الشعب المغربي، لن يزيد الأمور إلا تعقيدا وإساءة كبرى لتاريخ المغرب الكروي والرياضي، وهو الوضع الذي لا يمكن إستمراره لمجرد عناد بضعة مسيرين داخل جامعة الكرة، مع ما يرافق ذلك من تعذيب للجمهور والشعب بأكمله، والذي يقدم الدليل بحضوره ودعمه اللامشروط واللامحدود، رغم النتائج المخيبة للآمال. وأي قرار حاسم لا يتخذ غير شكل واحد، والمطلوب الآن هو الرحيل الجماعي عن المشهد الكروي، لأننا لا نريد هزالا أكثر مما نحن فيه، لأن الثابت مع هذه الجامعة ومعها مدربها المدلل هو الاخفاق، هذا المدرب الذي لا يمكن أن يقاس عطاؤه بما قدمه سابقوه من أمثال كليزو أو بلمحجوب عبد الرحمان أو مارداريسكو أوفلانتي أو فاريا أو هنري ميشيل أو الزاكي، فإذا كانت الجامعة تريد مواصلة اهدار المال العام، فهناك مجالات أحق بها، وأي بناء حقيقي لكرة المغربية يبدأ بالضرورة من الأندية والعصب وصولا إلى الجامعة، بمساهمة سواعد الرجال الذين تشبعوا بتراب هذه الأرض، وأفنوا زهرة شبابهم في سبيل الارتقاء بها إلى أعلى القمم. القرار الحاسم يجب أن يكون فوريا، ولا يقبل نتظار الإياب لقادم المباريات سواء أمام غامبيا أوالكوت ديفوار أوتانزانيا، فعندها سنقرأ الخاتمة، ولن ينفع بعدها البكاء على الأطلال... آخر الكلام: نسألكم الرحيل