تصريحات أوزين تثير حفيظة الجامعة والجهات الداعمة لها.. وغيريتس يتولى مهمة الرد يواصل الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، مسلسل إهدار النقط بعد التعادل الصعب الذي حققه مساء يوم السبت بملعب مراكش الجديد، أمام منتخب إيفواري، امتلك مفاتيح الفعالية دون أن يقنع بأداء بعيد عن مستواه المعروف، والذي أهله للعب نهاية كأس الأمم الأفريقية. نتيجة التعادل هذه، قوت من حظوظ أصدقاء العميد ديديه دروغبا في صراعهم على انتزاع تذكرة المجموعة الثالثة، المؤهلة لمونديال البرازيل صيف 2014، إذ يحتلون حاليا المرتبة الأولى بأربع نقط، بينما يكتفي المنتخب المغربي بنقطتين من تعادلين. لم يحتج الإيفواريون، في ثاني لقاء لهم، للكثير من المقدمات للبصم عن حضور فاعل، إذ تمكن كالو من الانسلال من وسط الدفاع، موقعا هدف السبق، بعد انفراد بالحارس المياغري، الذي غادر مرماه محاولا إغلاق الزاوية على المهاجم الإيفواري، إلا أن هذا الأخير عرف كيف يستغل الفرصة، وهذا الهدف المبكر تلقاه الجمهور المغربي بردة فعل عنيفة اتجاه الجامعة ومدربها إيريك غيريتس. ورغم ذلك قاومت العناصر الوطنية التي زج بها في هذه المواجهة الصعبة وهى الفاقدة للخبرة والتجربة، صعوبة الموقف، مستفيدة من دعم سخي للجمهور الغفير الذي حضر المباراة، حيث فرضت ضغطا مستمرا على دفاع المنتخب الإيفواري، لتتمكن من تحقيق التعادل عن طريق ضربة جزاء نفذها العميد الحسين خرجة قبل نهاية الجزء الأول من اللقاء بأربع دقائق. بنفس سيناريو الجولة الأولى، جاءت نظيرتها الثانية، ضغط مغربي، وهدوء إيفواري، ففي حدود الدقيقة 60 تمكن كولو توري من استغلال ارتباك وسط الدفاع ليوقع الهدف الثاني، وليستعيد الجمهور مرة أخرى كل عبارات الاحتجاج، والمطالبة برحيل الجامعة ومعها المدرب البلجيكي، بل تطور الأمر في اللحظات الأخيرة إلى تشجيع الفريق الخصم، وهي درجة احتقان لم نعهدها في الجمهور الرياضي المغربي الذي يعيش منذ نهائي كأس الأمم الأفريقية بالغابون، فترة عصيبة جراء توالي حالات الإخفاق، وعدم تقبله استمرار جهاز جامعي متجاوز، ومدرب يكلف الكثير بدون طائل. وفي الوقت الذي كانت المقابلة تسير نحو فوز مستحق للمنتخب الإيفواري، تمكن البديل حمزة بورزوق من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 89 بضربة رأسية في غفلة من الدفاع الإيفواري، في هذه اللحظة بالذات ظهر المدرب إيريك غيريتس للعموم، وهو الذي ظل طيلة المباراة جامدا بكرسي الاحتياط لا يحرك ساكنا، مانحا مساعده كوبيرلي كل الصلاحيات. بهذه النتيجة التي تعتبر نصف خسارة، أنقذ الفريق الوطني لكرة القدم ماء الوجه، بتعادل صعب بميدانه، انضاف إلى تعادل مخيب للآمال بغامبيا، وحصيلة النقطتين من مقابلتين لا تبشر بالخير، كما لا تمنح الاطمئنان المطلوب، لكنها لا تحكم على أسود الأطلس بالاستسلام والإقصاء المبكر، لكن الأمل جد ضعيف في منافسة المنتخب الإيفواري صاحب الريادة والمتسلح بالخبرة والتجربة والفعالية، والقادر على كسب النقط بأقل مجهود بدني، نظرا لتقدم أغلب عناصره في السن. المؤكد أن الوضعية الآن غير سليمة، وأن كل الرهانات التي علقت على التعاقد مع المدرب الحالي خابت، وعلى هذا الأساس فإن الأمر يتطلب، اتخاذ قرارات استعجالية، تقود إلى تغييرات جوهرية داخل الجامعة المشرفة والطاقم التقني العاجز عن قيادة المنتخب بكفاءة وفعالية. بعد لقاء السبت الماضي، سيدخل الفريق الوطني في عطلة طويلة تمتد من الآن إلى شهر مارس، موعد ثالث مقابلة له عن هذه المجموعة، حيث سيواجه منتخب تنزانيا بدار السلام، وهذه الفترة الطويلة تسمح بإدخال التغييرات المطلوبة، خاصة وأن أغلب العناصر التي خاضت اللقاء الأخير يمكن أن تشكل نواة لمنتخب شاب قادر على المنافسة مستقبلا، وعليه فإن الضرورة تفرض استغلال عمل الزمن للقيام بالتغييرات المطلوبة، والتي تمر عبر تغييرات أساسية داخل الجامعة، وإعادة النظر في تركيبة الطاقم التقني. واذا كانت تصريحات محمد أوزين، قد أزعجت الأعضاء الجامعيين النافدين، والجهات الداعمة لهم، وهو ما يفسر تجرؤ إيريك غيريتس على تجاوزه اختصاصاته، وذلك بالرد على تصريحات الوزير المنتقدة خلال الندوة الصحفية ليوم الجمعة الماضي، فإن كل الرأي العام حاليا مع تدخل وزارة الشباب والرياضة، في إطار مقتضيات القانون الوطني وحتى الدولي، تدخل يسمح به في إطار الحفاظ على السير العام للقطاع وباعتبار لعبة كرة القدم، قادرة على تحريك الملايين من المحبين والعشاق والمتتبعين، وخاصة وأن الأمر يتعلق بفريق وطني يمثل شعبا بكامله، وما يجعل الوزارة منطقية مع نفسها، هو كون الجامعة تعيش منذ ثلاث سنوات وضعية غير قانونية، وأن عقد الجمع العام من شأنه أن يسمح باستعادة المشروعية، ووضع حد للتسيب والفوضى واستغلال النفوذ وهدر المال العام، وهي حالات ثابتة، والنتائج السلبية تعطي الحق لكل مطالب بالتغيير والإصلاح واستعادة زمام المبادرة...