ثلاثة أيام من الحر يشهدها المغرب أكدت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية أن موجة الحر التي تجتاح المغرب، منذ يوم الثلاثاء الماضي، ستتواصل إلى غاية يوم الخميس القادم، وذلك خلافا للتوقعات الماضية التي «لم تكن دقيقة نظرا لبروز عوامل ترتبط بظواهر طبيعية استثنائية». وأوضح محمد بلعوشي مدير التواصل بمصلحة الأرصاد الجوية، في حديث ل«بيان اليوم»، أن التنبؤات المناخية تتم صياغتها، في ظل مناخ عادي عموما، على المدى القصير من أجل تحري الدقة، وبالتالي، واعتمادا على المعطيات التي كانت متوفرة، بداية الأسبوع الماضي، تم توقع تراجع موجة الحرارة بالتدريج إلى حدود السبت المنصرم. بيد أن الاعتماد على التقنيات الحديثة يؤدي إلى انزياحات، يضيف محمد بلعوشي، عند حدوث ظواهر مناخية قصوى، وبالتالي، وفي ظل الحالة المناخية الاستثنائية التي لا تسمح للحواسيب وللنماذج العددية بتوفير الدقة العادية، وبعد ملاحظة تغيير في المعطيات والعناصر المناخية، قامت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية بتغيير تنبؤاتها. وذكر بلعوشي بأن موجة الحر المعروفة بظاهرة «الشركي»، هي ظاهرة طبيعية شهدها المغرب خلال سنوات1953 و1999 و2001 و2006، مشيرا إلى أن مثل هذه الظواهر المناخية القصوى، مثل موجة الحر التي تجتاح المغرب منذ يوم الثلاثاء الماضي، أو موجة البرد التي شهدتها المملكة خلال فصل الشتاء من السنة الجارية، أو هبات الريح القوية أو الأمطار الطوفانية مرتبطة بالتغيرات المناخية التي يشهدها العالم. وحول الأسباب التي ستجعل الحرارة الاستثنائية ملازمة للأجواء المغربية إلى غاية الخميس القادم، قال بلعوشي للصحيفة إن الارتفاع الاستثنائي للحرارة بمختلف مناطق المغرب يعزى إلى « استمرار صعود كتل هوائية جافة وحارة من الجنوب الشرقي للمملكة، بعد أن كانت قد استقرت طويلا في الصحراء، حيث أصبحت أكثر جفافا وأكثر حرارة بعد تخطيها لسلسة جبال الأطلس»، مضيفا أن هذه الظاهرة التي يطلق عليها اسم «الشركي»، تتأثر بها مناطق اللكوس وسوس والحوز وتادلة والشاوية ودكالة وعبدة والغرب، بالإضافة إلى الشريط الممتد شمال الأقاليم الجنوبية. ويرتقب، حسب مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، أن تتراوح درجات الحرارة بمنطقة سوس ما بين 37 و47 درجة مئوية تحت الظل. أما في منطقة الحوز والمناطق الأخرى فستتفاوت درجات الحرارة بين 40 و42 درجة مئوية، أي ما يفوق بكثير المتوسط الشهري لشهر ماي. وجدد محمد بلعوشي، في معرض تقديمه للحالة الاستثنائية التي تميز أجواء المغرب، التأكيد على ضرورة التعامل بحذر مع موجة الحر، حيث دعا المواطنين إلى عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس الحارقة لتفادي الضربات الشمسية، خاصة في أوقات الظهيرة، وارتداء القبعات والإكثار من شرب السوائل وحث الأطفال والمتقدمين في السن على ذلك تفاديا للاجتفاف، وإلى التقيد بتعليمات السلامة عند ارتياد فضاءات الاستجمام سواء في الشواطئ أو الغابات أو على ضفاف الأنهار والبحيرات.