حجز المنتخب الإسباني، بطل أوروبا، مقعده في المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه المستحق على ألمانيا 1-0 في اللقاء الذي جرى على ملعب «دوربان» ضمن إطار نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم 2010 الجارية حالياً في جنوب أفريقيا. سجل هدف المباراة الوحيد كارليس بويول في الدقيقة 73 بكرة رأسية رائعة. وضربت إسبانيا موعداً في النهائي مع منتخب هولندا الأحد المقبل على ملعب «سوكر سيتي» في جوهانسبورغ حيث سيتوج منتخب جديد باللقب المرموق لأول مرة. أما ألمانيا فتلعب مع أوروغواي السبت المقبل على المركزين الثالث والرابع، علماً أنها حلت ثالثة في مونديال 2006 على أرضها وثانية في مونديال 2002. وفشلت ألمانيا في الثأر من إسبانيا بعد خسارتها أمامها في نهائي أمم أوروبا 2008، كما أنها تلقت خسارتها الأولى أمام «لا روخا» في نهائيات كأس العالم بعد فوزين وتعادل في ثلاث مواجهات سابقة. عموماً دمغ الإسبان اللقاء بطابعهم الخاص وكشفوا عن الوجه الذي عرفهم العالم من خلاله في أمم أوروبا 2008، فحجّموا الألمان أداء واستحقوا النتيجة فعلاً، فيما بدت ألمانيا ظلاً للمنتخب الذي دمّر إنكلترا والأرجنتين، فكان أداؤها دفاعياً وشبه عاجز عن خلق الفرص هجومياً. سبق وأن تواجه الفريقان في عشرين مباراة بين ودية ورسمية. فازت ألمانيا ثماني مرات وإسبانيا ستاً، فيما آلت ستة لقاءات للتعادل، وقد سجل الألمان 27 هدفاً مقابل 22 لمنافسيهم. ثلاثة لقاءات من هذه العشرين جرت ضمن نهائيات كأس العالم. فازت ألمانيا باثنين منها، الأول عام 1966 بنتيجة 2-1 في مرحلة المجموعات، والثاني عام 1982 بنفس النتيجة إنما في الدور الثاني، أما اللقاء الثالث فانتهى بالتعادل 1-1 ضمن مرحلة المجموعات لمونديال 1994. لكن أهم مواجهة جمعت الطرفان كانت في نهائي أمم أوروبا 2008 وقد آلت الموقعة للإسبان بنتيجة 1-0 بهدف سجله فيرناندو توريس. استهل فيسنتي دل بوسكي المباراة بخطة مغايرة لمباراة دور ربع النهائي مع باراغواي وتعديل واحد، إذ لعب بتشكيل 4-2-3-1، دافعاً ب»بيدرو» كأساسي مكان فيرناندو توريس غير الموفق منذ بداية المونديال. انسحب هذا التبديل على التوزيع التكتيكي للاعبين، إذ ترك دافيد فيا مركزه كمهاجم متأخر على الجهة اليسرى ولعب كرأس حربة مكان توريس في حين تولى بدرو مهمة الاختراق. ولعب اندريس انيستا وتشافي هيرنانديز في مركزيهما في الوسط، فلعب الأول بين منتصف الميدان والجهة اليسرى فيما لعب الثاني كلاعب محوري. أما في الخطوط الخلفية فلم يجر دل بوسكي أي تعديل، فقاد رباعي خط الظهر الثنائي جيرار بيكيه وكارليس بويول إلى جانب سيرجيو راموس وخوان كابدفيلا، وأمامهم في الوسط الدفاعي لعب الثنائيان سيرجيو بوسكتش وتشابي الونسو. المدرب الألماني يواخيم لوف أجرى بدوره تعديلاً واحداً اضطرارياً فدفع ب»بيوتر تروخوفسكي» مكان توماس مولر الموقوف لتراكم الإنذارات الصفراء دون أن يعدل على الشكل الخططي مع خطة 4-2-3-1 المعتادة. وأسند لوف للاعب هامبورغ المهام التي كان يوكلها لمولر، رغم اختلاف قدرات اللاعبين. فتروخوفسكي يجيد اللعب كوسط مهاجم في منتصف الميدان ويفتقر لقدرات مميزة على الجناحين وداخل المنطقة بخلاف مولر الذي يجيد صناعة الألعاب والتهديف والاختراق واللعب داخل منطقة الجزاء إن استدعى الأمر ذلك. في باقي المراكز استلم ميروسلاف كلوزه مركز رأس الحربة ومن ورائه مسعود اوزيل ولوكاس بودولسكي إلى جانب تروخوفسكي. وفي الخطوط الورائية، لعب سامي خضيرة إلى جانب باستيان شفانشتايغر كلاعبي وسط دفاعيين، ومن ورائهما الرباعي بير ميرتساكير وارني فريدريخ في العمق وفيلب لام وجيروم بوانتغ على الأطراف.