..أخيرا خرجت لجنة الإستئناف عن صمتها في شخص رئيسها محمد الحمامي، ومنحت نقاط الفوز لفائدة المغرب الفاسي في مباراتها أمام النادي المكناسي، لينطبق عليها المثل المأثور «سكت دهرا ونطق كفرا»، خصوصا أن القرار جاء في الوقت الذي تعيش فيه الدوري الإحترافي مراحله الأخيرة.. والغريب في الأمر أن الفاكس الذي توصلت به إدارة النادي المكناسي، والمغرب الفاسي، من مقر جامعة كرة القدم، لإخبارهما بقرار لجنة الاستئناف بخصوص المباراة التي جمعت بينهما ولم تعرف نهايتها القانونية، حمل تاريخ 12 مارس من السنة الحالية. وبذلك انتظرت جامعة علي الفاسي الفهري، أزيد من 20 يوما لتعلن قرارها بفوز الماص، وخصم نقطة من رصيد النادي المكناسي، مع هزيمته بحصة ثلاثة أهداف لصفر، بل إن بعض أعضاء لجنة الاستئناف، أكدوا في أكثر من مرة أن القرار لم يتخذ بعد، وأن اللجنة لا تزال تنظر في القضية. وكانت الجامعة قد حسمت في أكثر من قضية في ظرف وجيز، كقضية فريق حسنية أكادير، في مباراته مع شباب الريف الحسمي، لكنها عجزت عن الحسم في قرار الماص مع الكوديم، وحتى بعد اتخاذ القرار لم تملك الشجاعة لإعلانه. الجامعة بدل إعلان القرار وقت اتخاذه، ليكون الفريقان على علم بالموضوع، سيما أن البطولة الاحترافية كانت في دوراتها الأولى في شطر الإياب، انتظرت مرور دورات عديدة بل شارفت البطولة الاحترافية على نهايتها لتصدر قرارها الذي أثار حفيظة فعاليات مدينة العاصمة الإسماعيلية، وفي مقمتها رئيس الفريق أبو خديجة الذي هاجم الجامعة بكل ما أوتي له من قوة... وتصر الجامعة التي تؤكد أنها تسهر على تطبيق الاحتراف على التعامل بمنطق بعيد كليا عن الاحتراف تراعي فيه مصالح جهات على حساب أخرى، استنادا إلى علاقات أعضاءها الجامعيين، وسعيهم إلى تكييف القرارات بما يرضي فرق بعينها. يبدو من خلال هذا القرار أن جامعة الفهري تغرد خارج السرب، وأنها تتخذ قرارات مزاجية بدون أن تعرف الأضرار التي قد تخلفها لدى الفرق «المظلومة»، خاصة أن إصدارها في هذا الظرف بالذات هو مخالف للأعراف والقوانين الرياضية، لأن هذا من شأنه أن يؤثر على السير العام للبطولة وبالتالي يفقد مصداقيتها. فالمكتب المسير للكوديم لن يسكت عن التظلم الذي طاله من طرف جامعة علي الفاسي الفهري، حيث سيسعى إلى الرفع من حدة الاحتجاجات، وذلك من خلال تنظيم مسيرة حاشدة من مكناس إلى الرباط للاحتجاج على قرار الجامعة الذي اعتبره الفريق تعسفيا. وقد كانت أولى شرارة هذا الإحتجاج هو هجوم رئيس النادي أبو خديجة على أعضاء الجامعة ووصفهم ب «الشفارة والقمارة»، كما أكدا على أن جامعة الفهري لا يستطيع توقيف ملاعب بعض الأندية التي تحظى بدعم كبير من طرف أعضاء جامعيين، لكنه يستطيع بالمقابل توقيف ملعب النادي المكناسي، كما هاجم أحمد غيبي رئيس لجنة البرمجة التابعة للجامعة، محملا إياه مسؤولية ما يحصل للفريق. المشكل في هذه القضية أن لجنة الإستئناف عرفت انقساما بين أعضائها في اتخاد القرار النهائي بين مؤيد لهزيمة الكوديم، وبين مؤيد لخصم نقطة للفريقين، لكن المشكل الكبير هو أن أعضاء هذه اللجنة أصبحوا خارج الشرعية باعتبار أنهم لاينتمون إلى فرق بعينها، ومن خلال هذا المعطى أن يثيرا موضوعا آخرا وهو أن قرارات هذه اللجنة أصبحت تفتقد إلى الشرعية.. فالجامعة سقطت في الإمتحان في أول تجربة احترافية لها، نظرا للقرارات المتناقضة التي أصدرتها في هذا الموسم، وجعلت العديد من الأندية تلجأ إلى الفيفا للمطالبة بحقها الذي تم اغتصابه من طرف إحدى اللجن التابعة لجامعة الفهري، مما أعطى صورة مشوهة لهذه الأخيرة داخل رداهات الأجهزة الدولية.