مجلس الأمن يفشل في دعم مهمة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا فشل أعضاء مجلس الأمن في الاتفاق على مسوّدة بيان رئاسي قدمته فرنسا لدعم مهمة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي عنان بعد اصطدامه بالتردد الروسي. ومن المنتظر أن ترفع إلى المجلس نسخة معدلة من المسودة على أمل تبنيها الأربعاء. وتدعو المسودة إلى وقف العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وضمان وصول المساعدات. وأفاد دبلوماسيون أن أعضاء مجلس الأمن ال15 أنهوا مناقشاتهم مساء الثلاثاء حول مشروع إعلان رئاسي قدمته فرنسا يدعم مبادرة الموفد الدولي والعربي إلى سوريا، من دون التوصل إلى اتفاق رسمي، وعلى أن ترفع لهم نسخة معدلة لاحتمال تبنيها صباح الأربعاء. وقال السفير الفرنسي جيرار أروفسوف إن بلاده سوف تقدم «نصا جديدا» وفي حال لم تعترض أي دولة عضو بمجلس الأمن فإن التبني الرسمي لهذا البيان بالمجلس سيتم صباح اليوم الأربعاء. وتطالب مسودة الإعلان الفرنسي الرئيس السوري بشار الأسد ب»التطبيق التام والفوري» لخطة تسوية من ست نقاط طرحها أنان أثناء محادثاته في دمشق. ويتناول النص النقاط الست بالتفصيل ومنها إنهاء أعمال العنف والالتزام التدريجي بوقف إطلاق النار وتقديم مساعدة إنسانية وإطلاق حوار سياسي. وكانت مسودة سابقة للإعلان أشارت إلى «اتخاذ إجراءات إضافية» غير محددة في حال لم يتم تطبيق النقاط الست. ووفق الدبلوماسيين، فإن النص الجديد قد يشير إلى «خطوات سابقة» بصيغة أقل قوة وأقل تهديدا. وكان أعضاء مجلس الأمن قد اجتمعوا قبل ظهر الثلاثاء على مستوى الخبراء، وناقشوا مدة أربع ساعات مشروع البيان الفرنسي قبل إحالته إلى السفراء بعد الظهر. ويأتي المسعى الغربي لاستصدار بيان لرئاسة المجلس يساند جهود عنان بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) مرتين لإحباط قرارات تدين حملة سوريا على المتظاهرين المناهضين للأسد. في المقابل رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن يأخذ الإعلان «شكل منح مهلة» للنظام السوري. لكن لافروف اعتبر في مقابلة مع إذاعة كومرسانت الروسية أن موسكو «تعتقد أن القيادة السورية ردت بشكل غير صحيح على أول مظاهر الاحتجاجات السلمية. ورغم وعودها العديدة بالاستجابة لدعواتنا، ترتكب الكثير من الأخطاء». وأضاف الوزير أن «الأمور التي تسير فعلا بالاتجاه الصحيح تأخرت كثيرا». وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تتعدد فيه الإشارات إلى احتمال تغير في الموقف الروسي الذي ظل حتى الآن وفيا في دعمه لنظام دمشق. من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن سوريا تواجه أزمة عميقة وبالغة الخطورة قد تكون لها آثار خطيرة على المنطقة والعالم. وأضاف أن المبعوث الخاص للجامعة العربية والأممالمتحدة كوفي عنان «سيعود إلى دمشق» قريبا جدا. وأوضح بان -في كلمة ألقاها في جاكرتا- قائلا «لا نعرف كيف ستتطور الأحداث، لكن ما نعرفه هو أننا جميعا نتحمل مسؤولية العمل من أجل حل هذه الأزمة العميقة البالغة الخطورة». من جهة أخرى أعلنت الأممالمتحدة الثلاثاء في بيان تعيين الفرنسي جان ماري غيهينو مساعدا لكوفي عنان. وفي سياق ذي صلة، يعكف خمسة خبراء فوضهم عنان في سوريا على التفاوض بشأن تشكيل مهمة مراقبة تهدف لوقف العنف. وفي جنيف، التقى عنان والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي حيث وجها نداء إلى وحدة الموقف بشأن سوريا. على صعيد متصل، أعلنت الخارجية التركية الثلاثاء بأنقرة أن مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» تعتزم الاجتماع بإسطنبول في الأول من أبريل المقبل لإجراء محاولة جديدة لإنهاء العنف بسوريا. وكانت فرنسا قد وزعت مشروع بيان على أعضاء مجلس الأمن يدعم مهمة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في سوريا، في حين حثت روسيا واللجنة الدولية للصليب الأحمر الحكومة السورية والمعارضة على الموافقة دون تأخير على وقف يومي لإطلاق النار لأغراض إنسانية. وعبر مشروع البيان الذي وزعته فرنسا الاثنين عن القلق الشديد جراء تدهور الوضع في سوريا وما نجم عن ذلك من أزمة خطيرة في أوضاع حقوق الإنسان. كما دعا إلى دعم مهمة عنان ومساعيه لوقف العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وضمان وصول المساعدات الإنسانية والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة عبر المفاوضات. وقال رئيس المجلس للشهر الجاري السفير البريطاني مارك ليال غرانت إن حكومات الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس تعكف على دراسة مسودة البيان الذي أعدته فرنسا، وتوقع أن يتبنى المجلس البيان اليوم الثلاثاء. من جهته أعرب سفير ألمانيا لدى الأممالمتحدة بيتر فيتيش عن تفاؤله إزاء هذا البيان، وقال «جميع الدول الأعضاء في المجلس أعربت عن دعمها لمهمة أنان، وينبغي أن نبني على ذلك. هدفنا هو توجيه رسالة واضحة بقدر الإمكان إلى الرئيس بشار الأسد وكلما تم ذلك بسرعة كان مفيدا لمهمة عنان». وحثت روسيا واللجنة الدولية للصليب الأحمر، الحكومة السورية والمعارضة على الموافقة دون تأخير على وقف يومي لإطلاق النار لأغراض إنسانية. ودعا وزير الخارجية الروسي لمزيد من الخطوات تجاه ما وصفه بالمشكلات الإنسانية الأكثر خطورة في سوريا. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عبر عن تأييده الصريح لخطة الوقف اليومي لإطلاق النار للأغراض الإنسانية في سوريا، ووعد بأن تضغط روسيا على حكومة سوريا لقبولها. وقال رئيس اللجنة جاكوب كيلينبرغر لرويترز عقب محادثاته مع لافروف إن الوزير الروسي «وافق بوضوح وكان مؤيدا» لفكرة وقف إطلاق النار لمدة ساعتين يوميا للسماح بعمليات المساعدات العاجلة.