عندما يلتقي الفن والرياضة والعمل الخيري والثقافي... عاشت مدينة تارودانت نهاية الأسبوع الماضي على إيقاع النسخة الثانية من سباق تارودانت على الطريق 10 كلم «أستا فوتينغ»، والذي عاد لقبه للعداء المغربي أحمد بداي الذي تمكن من تحطيم الرقم القياسي للسباق بعدما حقق توقيت 27 دقيقة و56 ثانية، متفوقا على الكيني شيبروت سيمون الفائز بدورة السنة الماضية، فيما عادت الرتبة الثالثة للعداء المغربي شاني حفيظ الذي قطع مسافة السباق في 28 دقيقة و30 ثانية. وفي السباق الخاص بالإناث، عاد اللقب للعداءة الإثيوبية ميكاشا أمار محققة توقيت 31 دقيقة و47 ثانية، ومتقدمة على الكينية بارسوسيو أكنيس التي قطعت السباق في ظرف 31 دقيقة و50 ثانية، متبوعة بمواطنتها جيبكمبوا ويني التي حققت توقيت 32 دقيقة وثانيتين، علما أن أول مغربية حلت في الصف الرابع ويتعلق الأمر برقية المقيم التي سجلت توقيت 33 دقيقة و43 ثانية. يحاول المنظمون الرفع من مستوى السباق عبر التنظيم الجيد واستقدام أسماء وازنة والوصول الى تحقيق أرقام جيدة، مما يمكن من الحصول على شهادة الاعتراف من طرف الجمعية الدولية للماراطون والسباقات على الطريق، وبالتالي الالتحاق بركب السباقات المنظمة بالمغرب، والتي نجحت في ترويج لنفسها على الصعيد الدولي، وباتت مناسبة ينتظرها العداؤون من مختلف بقاع العالم، وعلى هذا الأساس تحاول اللجنة المنظمة الوقوف عل جل الثغرات التي شابت النسخة الثانية من السباق، لتجاوزها خلال الدورة القادمة، حتى يتمكن السباق من بلوغ المرامي المنشودة. * ندوة لتدارس الواقع الرياضي بين الماضي والمستقبل بموازاة هذه التظاهرة الرياضية عرفت الكلية المتعددة التخصصات بالمدينة تنظيم ندوة صحفية قبيل انطلاق السباق بيوم بعنوان «الرياضة بتارودانت: الحاضر والمستقبل»، والمنظمة من لدن مؤسسة الأعمال الاجتماعية لشركة أسطا الراعية كذلك للسباق، للتأكيد على انخراطها في تحريك الحياة بالمدينة على مختلف الأصعدة، سواء كانت رياضية أو فنية أو اجتماعية. وحاولت الندوة في مقاربتها للقطاع الرياضي بمدينة تارودانت تسليط الضوء على مكامن الخلل التي تقف دون تطور هذا القطاع ورصد الإكراهات والمعيقات التي حالت دون تحقيق إقلاع رياضي بالمدينة مع البحث على السبل الكفيلة بالنهوض رياضيا، مشيرة إلى أن المدينة كانت سباقة في قطاع الرياضة في مجموعة من الألعاب التقليدية، ومبدية كامل أسفها على الوضع الذي بات يعيشه فريق كرة القدم اتحاد الشبيبة الرياضية الذي رأى النور في سنة 1937، ليكون بالتالي من أعرق الفرق على الصعيد الوطني. * توصيات ولجنة متابعة للنهوض بالقطاع بتارودانت خلصت الندوة إلى مجموعة من التوصيات، لعل أبرزها تخليق الرياضة بتارودانت، ووضع إستراتيجية رياضية واضحة المعالم والأهداف، وتشجيع الأطر التقنية المحلية والإقليمية والجهوية المشهود لها بالكفاءة والشفافية، والتصدي للمفسدين في الرياضة والمتلاعبين بمصير الفرق والنوادي الرياضية، وبناء المنشآت الرياضية بما يتوافق مع التوزيع الديمغرافي والاستغلال الأمثل للمنشآت المتوفرة بالمؤسسات التعليمية. وتمت خلال الندوة الدعوة إلى انتهاج نيابة وزارة الشباب والرياضة برنامجا علميا وعمليا لانتقاء الموهوبين الرياضيين وتوفير الدعم الاجتماعي والفني والمادي للمتفوقين رياضيا مع ضمان حقوقهم وأوضاعهم الدراسية والمهنية بالتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية المعنية، والتأكيد على أهمية إقامة علاقة متينة بين المؤسسات الرياضية ووسائل الإعلام والعمل على توفير التغطية الإعلامية المناسبة لكل الفعاليات الرياضية. واختتمت الندوة بتشكيل لجنة متابعة من أجل تنفيذ التوصيات الآنفة، وتتألف من ممثلين عن السلطة المحلية والإقليمية، والمجلس البلدي، والجمعيات الرياضية، ونيابة وزارة الشباب والرياضة، ومندوبية وزارة الصحة العمومية، ووزارة التربية الوطنية. * العمل الخيري حاضر والفن يغري ساكنة المدينة في المقابل، فإن مؤسسة الأعمال الاجتماعية التابعة لشركة أسطا دأبت على مواكبة التظاهرة الرياضية بالعمل الخيري والاحتفال الفني، حيث قامت المؤسسة بمبادرة خيرية لفائدة رياضي المستقبل من الفئات المعوزة، وذلك من خلال توزيع 300 حقيبة رياضية تضم بدل وأحذية رياضية لتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة. وحرصت اللجنة المنظمة على تنظيم سهرة فنية بوسط تارودانت، تميزت بحضور جماهيري غفير، وهو ما تسبب في سكون غير اعتيادي داخل أزقة وشوارع المدينة، حيث حجت الساكنة للساحة الرئيسية قصد متابعة الفقرات المتنوعة للسهرة الفنية الكبرى التي عرفت مشاركة كل من : الدقة الرودانية، الرايس أحماد أوطالب، عائشة تيشنويت، مجموعة تكادة، الفكاهي شاوشاو، أما تقديم فكان للفنان عبد الكبير حزيران، كما قامت الفرقة النحاسية المكونة من 40 فردا بجولة بالمدينة. وتجدر الإشارة الى أن مجموعة من الفنانين حضروا هذا النشاط كضيوف شرف، من بينهم الفكاهي حسن فولان، الممثل مصطفى هنيني، والممثلة زهور السليماني المعروفة بالفليفلة.