علق الأسير الفلسطيني خضر عدنان مساء أول أمس الثلاثاء إضرابه المفتوح عن الطعام الذي استمر 66 يوما، وذلك بعد أن توصل محاموه إلى اتفاق مع الادعاء العام الإسرائيلي يقضي بالإفراج عنه في شهر أبريل القادم مقابل إنهاء الإضراب عن الطعام. وجاء في تفاصيل الاتفاق بحسب المصادر الإسرائيلية أن النيابة العامة ومحامي الأسير عدنان اتفقوا على تقديم بيان مشترك للمحكمة العليا ينص على انه لا ضرورة للنقاش الذي كان من المفترض أن يجري في المحكمة حول إضراب الأسير عدنان، كما أنه من الممكن سحب الالتماس المقدم للمحكمة، مقابل أن لا يتم تقديم لائحة اتهام ضد عدنان وأن يتم الإفراج عنه في أبريل القادم. ووفق الاتفاق -بحسب المصادر الإسرائيلية- فإن إسرائيل تلتزم بتقديم العلاج لخضر عدنان بعد أن يتم وقف إضرابه فور تسليم الإعلان المشترك للمحكمة. وأكد وزير الأسرى عيسى قراقع أن الإفراج عن الأسير خضر عدنان البالغ من العمر -34 عاما- سيتم بعد انتهاء فترة حكمه الإداري بعد شهرين مؤكدا أن عدنان وافق على تعليق إضرابه عن الطعام. وبموجب الاتفاق فإن الإفراج عن الأسير خضر عدنان سيتم يوم 17 أبريل القادم والذي يصادف يوم الأسير الفلسطيني. وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا نظرت الثلاثاء في استئناف عدنان الذي طالب بإطلاق سراحه حيث قررت إطلاق سراحه في ابريل القادم موعد انتهاء حكمه بالسجن الإداري لمدة 4 شهور، الأمر الذي دفعه لتعليق إضرابه المفتوح عن الطعام الذي استمر 66 يوما متتالية مما أدى لتدهور صحته بشكل خطير. وينص القرار الإسرائيلي على احتساب فترة حكم الاعتقال الإداري بحق عدنان لمدة أربعة شهور ابتداء من اليوم الأول لاعتقاله في 17 من دجنبر الماضي. وجاء القرار بعد تقديم استئناف للإفراج عن عدنان في ظل التردي الخطير لوضعه الصحي بفعل استمرار إضرابه عن الطعام ، وكانت دعوات فلسطينية ودولية صدرت لضرورة الإفراج عنه ومراعاة حالته الصحية. واعتبرت رندة موسى زوجة الأسير خضر عدنان أن زوجها حقق «انتصارا» وأرغم السلطات الإسرائيلية على تحقيق مطالبه اثر صدور قرار بالإفراج عنه في 17 أبريل المقبل وقضاء المدة المتبقية إلى حينها في المستشفى للعلاج. وقالت رنده موسى (31 عاما): «نحن مسرورون جدا لانتصار خضر على محتليه» معتبرة أن بقاءه في المستشفى للعلاج «يكون أولا تحت رعاية ربنا وتحت رعاية الأطباء في المستشفى وهذا مهم جدا». هذا وشهدت بلدة عرابة قضاء جنين شمال الضفة الغربية خيمة تضامن أمام بيت خضر عدنان حيث توافد الرجال من مدينة جنين والقرى الفلسطينية على الخيمة للتحدث مع والده وأقربائه لمؤازرتهم بينما تزور النساء والدته وزوجته للتعبير عن تضامنهم داخل منزله. وفي منزله تحدثت رندة زوجته عن المخاوف التي انتابتها خلال فترة اعتقال وإضراب زوجها. وقالت: «كنت أغلق هاتفي النقال ليلا حتى لا اسمع أخبارا سيئة عنه، لم أشأ أن أتلقى خبر موته وهم يتحدثون عن خطورة وضعه الصحي، فإذا حصل ليكن من يتلقى هذا الخبر شخصا آخر». وتابعت رندة وهي حامل في شهرها السادس ولها بنتان معالي (4 سنوات) وبيسان (سنة ونصف السنة) «كنت أفكر هل سأعيش مع أطفالي لوحدي وهل من الممكن ألا يرى خضر ابنه الذي طالما تمنى رؤيته، لكني أقول إن خضر إنسان يحمل رسالة حتى لو ضحى بحياته فهي رسالة كل المعتقلين الفلسطينيين». وأوضحت: «لكن قدرة الله كبيرة ولقد استجاب لدعواتنا بان يتم الإفراج عنه». وولد خضر عدنان في 24 مارس عام 1978 في بلدة عرابة ودرس الرياضيات في جامعة بيرزيت وحصل على ماجستير في الرياضيات الاقتصادية من جامعة النجاح، ولم يعمل في أي مؤسسة أو في مجال تخصصه. وعمل فرانا وبائعا للفطائر في مدينة جنين. وقالت رندة إنها لاحظت انه في آخر زيارة لها الأحد الماضي إن «وضعه الصحي في كل مرة يسوء عن المرة السابقة، لقد بات نحيلا جدا ووجهه شاحبا كثيرا لكن صوته كان قويا ويتحدث بتحد أمام رجال الأمن». وعن ظروف اعتقاله، قالت رندة «حاصرت قوات خاصة مع مجموعات من الجيش الإسرائيلي بيتنا من الساعة الثانية صباحا حتى الثالثة في 17 دجنبر وقاموا باعتقاله وهددوا باعتقالي وقالوا لي (سندبر لك تهمة ونعتقلك)». وقالت رندة: «تعرض خضر أثناء التحقيق لتعذيب جسدي ونفسي والحرمان من النوم والاهانات. كانوا يضعون الغبار والتراب من حذائه على شاربيه وفمه، وكانوا يقولون له سنجعلك تتعفن داخل السجن». ومضت تقول: «كانوا يكيلون له الاهانات والشتائم عبر تجريحي والتعريض بي ويقولون له (أنت تسجن وزوجتك تحمل من الآخرين يجب أن تجري فحص الحامض النووي دي إن إيه لبناتك) وكان مجرد التفوه باسمي يعتبر خطا احمر بالنسبة له». وبدأ خضر عدنان إضرابا عن الطعام منذ 18 دجنبر. وكانت محكمة عسكرية إسرائيلية أمرت باعتقاله «إداريا» لمدة أربعة أشهر من دون إبراز إثباتات معتمدة على ملفات استخباراتية سرية تفيد بأنه قيادي بتنظيم الجهاد الإسلامي وبأنه يشكل خطرا على أمن إسرائيل. وثبتت محكمة الاستئناف العسكري الحكم. وكان تقرير الأطباء الذي قدم إلى المحكمة الإسرائيلية العليا أفاد أن «خضر يواجه خطر الموت الفوري لأنه «بعد صوم 50 يوما، يحدث تحلل في عضلات القلب وتحلل في عضلات المعدة وتلوث جراء انهيار جهاز المناعة». وبدأ خضر عدنان وهو أحد قادة حركة الجهاد بالضفة الغربية بالإضراب عن الطعام منذ اليوم الأول لاعتقاله في 17 دجنبر الماضي احتجاجا على اعتقاله وتحويله للاعتقال الإداري. وكانت السلطة دعت أعضاء اللجنة الرباعية إلى التدخل الفوري للإفراج عن الأسير عدنان حيث وجه الدكتور صائب عريقات رسائل خطية إلى أعضاء اللجنة الرباعية على المستوى الوزاري أكد فيها إن الأسير خضر عدنان مضرب عن الطعام منذ أكثر من شهرين وإن قرار اعتقاله إداريا يعتبر خرقا فاضحا للقانون الدولي. وحملت الرسائل، التي أرسلت إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، والمفوضة السامية للعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي البارونة كاثرين أشتون، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة الأسير خضر عدنان. هذا وشهدت الأراضي الفلسطينية فعاليات تضامنية كثيرة مع الأسير عدنان مطالبة بإطلاق سراحه.