جددت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التراشق الإعلامي بينهما رغم الأجواء الإيجابية التي رافقت اللقاء الذي جمعهما برئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية والتي ظهرت في الاتفاق على فتح مقر لجنة الانتخابات المركزية في غزة وتسليم منزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لفتح. واستهجن الناطق الرسمي باسم حماس سامي أبو زهري اللغة التي وردت في التصريح المنسوب لما يعرف بالناطق باسم الرئاسة الفلسطينية والتي «تحدث خلالها بطريقة غير لائقة عن رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية». ولفت أبو زهري إلى أن التصريح جاء بعد ساعات قليلة من لقاء غزة الذي أُعلن خلاله العديد من الخطوات التي بادر إليها هنية وحركة حماس، «رغم عدم وجود خطوات مقابلة من حركة فتح». وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية قال في وقت سابق إن «إسماعيل هنية أحد قادة حماس، زعم أمام جلسة لأعضاء حماس في المجلس التشريعي بغزة بعد عودته من الخارج بأن السلطة في رام الله قامت بمحاولات، وبعثت برسائل، لمنع إتمام زياراته الخارجية الأخيرة، بما في ذلك تونس». وأضاف أن هذه الادعاءات عارية عن الصحة تماما، ولم تخطر على بال عباس لا من قريب ولا من بعيد. وأشار الناطق إلى أن «هنية يعيش أوهاما وهواجس على ما يبدو لا أساس لها من الصحة، وليس لها من تفسير سوى التعبير عن نواياه المبيتة، وإصراره على تسميم أجواء المصالحة واختلاق المبررات، التي من شأنها التغطية على تلك النوايا والمصالح الفئوية الضيقة». وانتهى اجتماع قادة من حركتي فتح وحماس مع هنية -عقد في منزل الأخير- بالاتفاق على فتح مقر لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة وتسليم منزل عباس لحركة فتح. وقال عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية في مؤتمر صحافي مشترك مع عضو اللجنة المركزية لفتح زكريا الأغا، إن الاجتماع أكد أن المصالحة أمر لا رجعة عنه، ولا بد أن يعمل كافة الأطراف على إزالة كل ما يعكر صفوها. وأضاف أن ملف تشكيل حكومة الوحدة سيتم قبل نهاية الشهر الجاري، مشددًا على أن الحركتين تواجهان اختبارا حقيقيا أمام الشعب الفلسطيني، معربا عن أمله في الوصول إلى اتفاق. من جانبه، وصف الأغا اللقاء بأنه إيجابي، معرباً عن أمله بأن تتم ترجمة ما جرى باللقاء على أرض الواقع من خلال إجراءات ملموسة.