التأمت مساء الثلاثاء الماضي بالرباط نخبة من الشعراء المغاربة في أمسية احتفالية نظمها فرع الرباط لاتحاد كتاب المغرب بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس، تكريما للشاعر الجزائري بوزيد حرز الله. وشارك في هذا اللقاء الذي احتفى بتجربة أدبية متميزة بلغت شأوا بعيدا في النضج والإبداع، الشعراء محمد عابد، وادريس علوش، وحسن اعبيدو بالاضافة الى توقيعات موسيقية ووصلات غنائية للفنان محمد الأشرقي. واستعاد فرع اتحاد كتاب المغرب بالرباط، في شهادة حول الشاعر بوزيد حرز الله جوانب من شخصيته الأدبية والإنسانية، والتي بدأ من خلالها ذلك الرجل « الحرون الذي لا يريم، الصادق والمباشر حد التسبب في الألم لمن يحيطون به، عاشق المرأة، المشاكس والمزاجي...». واعتبرت كلمة الفرع أن اللقاء الذي التف فيه جمع من شعراء المغرب حول الشاعر الجزائري المعروف بصلته الوطيدة بالمغرب، أرضا وناسا، جسد عمق التلاحم الثقافي والأدبي بين صناع الكلمة في المغرب والجزائر، وعزز الدعوة الى العمل على تعزيز التبادل المثمر بين التجارب الأدبية والفنية والفكرية في البلدين. وجاء موعد جمهور مسرح محمد الخامس مع صوت الشاعر المحتفى به، الذي صدح بمنتخبات من شعره، بأدائه التعبيري المميز، صرخة جهورية حينا، وهمسا خافتا حينا أخرى، يحكي بصوته الشجي جراحه ومآسي العالم، مباغتا جمهوره بسلاسة لغته وكثافة صوره الشعرية. وتعاقبت على منصة الأداء أصوات شعرية متباينة الاتجاه ومتنوعة التجارب، وإن تواطأت على تقديم باقة ورد شعرية للمحتفى به. وألقت الشاعرة الشابة غزلان عود الورد بعضا من قصائدها، مستعيدة وجع الشاعر وهو يكابد مخاض القصيد. وقادما من العرائش، انقاد فضاء مسرح محمد الخامس لصوت الشاعر المغربي إدريس علوش، الذي نشر عدة دواوين شعرية أبرزها «الطفل البحري» (1990) و»دفتر الموتى» (1998) و»مرثية حذاء» (2007)، مخلدا قيم الحب والحرب والمرأة والشهداء. وجاءت قصائد محمد عابد، الذي صدر له ديوان «علبة الخسائر» عن منشورات وزارة الثقافة، لاسعة حارة بصورها المكثفة التي شحن فيها كل طاقته الإبداعية. أما الشاعر حسن اعبيدو، الذي صدرت له «تواشيح على صحيفة الوجع» وديوان مشترك تحت عنوان «من أجلك يا قدس» وشريط صوتي بعنوان «لأجلك يا غزة»، فقد أهدى الشاعر بوزيد حرز الله قصائد عن الوطن وألم الهامش بانفعال صوتي مميز.