النظام رفض تقديم الرعاية الطبية ل 100 من المعتقلين الجرحى كشف شريط فيديو النقاب عن ممارسات غير مشروعة ترتكبها قوات النظام السوري ضد الثوار المعتقلين في سجن حمص، ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية عن دوائر وصفتها بالمعارضة السورية، إن الظروف داخل المعتقل تشي بمخالفة صريحة لحقوق الإنسان، إذ يقبع في المعتقل ما يربو على 1200 سجيناً، بالإضافة إلى ما يزيد عن 100 جريحاً، أصيبوا خلال المواجهات مع قوات الرئيس بشار الأسد، كما تشير المعطيات إلى أن هؤلاء الجرحى يفتقرون للرعاية الطبية، وأنهم يسعون منذ فترة طويلة لتلقي العلاج دون جدوى. ووفقاً للصحيفة العبرية جرى تسريب الشريط الذي يدور الحديث عنه من داخل المعتقل الرئيسي في مدينة حمص السورية، إذ يقبع فيه معارضي نظام بشار الأسد، ويوثق شريط الفيديو الظروف العصيبة، التي تهيمن على كافة التفاصيل المعيشية في المعتقل السوري، وتزداد تلك الظروف تفاقماً في تعامل السلطات مع المعتقلين المحسوبين على المتظاهرين في الشوارع السورية ضد نظام الأسد. ويُظهر شريط الفيديو في مقاطعه الأولى، الشخص الذي قام بعملية التصوير، وهو يتجول في ممرات المعتقل السوري، ويتعمد التركيز على الظروف المتردية التي تسود المكان، وتشير تقديرات الصحيفة العبرية إلى احتمال تصوير شريط الفيديو في شهر تشرين الثاني الماضي، وعلى الرغم من سوء عملية التصوير، إلا أن الشريط حاز على شعبية واسعة بين متصفحي الانترنت. وفي الشريط يبدو صوت المصور إذ يقول: «هذا معتقل خاص للمتظاهرين السوريين، إذ يقبع فيه ما يربو على 1.200 متظاهر، فضلاً عن 100 متظاهر، يطالبون منذ فترة ليست بالقصيرة بالحصول على الرعاية الطبية، في وقت تنعدم خدمات الرعاية الطبية للمعتقلين في سوريا، فلا توجد مياه أو أدوية لإسعاف المصابين». ويواصل مصور شريط الفيديو التجول بالكاميرا في دهاليز المعتقل، إذ تبدو في الشريط حجرات نوم المعتقلين، وكميات هائلة من القمامة المنتشرة في جميع أرجاء المعتقل، وتدخل كاميرا المصور مرحاض المعتقل لتنقل صورة بشعة من القذارة، التي لا تختلف كثيراً القمامة المنتشرة في باحة المعتقل. على صعيد ذي صلة، نقلت صحيفة يديعوت احرونوت عن دوائر في المعارضة السورية قولها: «إن الحال الذي يبدو عليه المعتقل الرئيسي في مدينة حمص، لا يختلف عن نظيره في المعتقلات السورية، وان المعتقلين يعانون من ظروف متردية، نتيجة لعدم احترام نظام بشار الأسد لحقوق الإنسان». كما اتهمت المعارضة السورية الجامعة العربية بأنها «منظمة غير ناجعة وضعيفة»، ولن تمكنها قوتها الواهنة من التوصل لحلول جوهرية للإشكالية السورية، التي تتصاعد حدتها اليوم تلو الآخر، ولذلك تطالب المعارضة السورية بتدخل حاسم من الأممالمتحدة، وقال احد أقطاب المعارضة السورية في هذا الصدد: «أدعو جامعة الدول العربية إلى مطالبة مجلس الأمن الاممي بتبني مبادرتها، لزيادة فرص نجاح تلك المبادرة في الحيلولة دون تنصل نظام بشار الأسد من التزاماته». وطالب المعارض السوري الذي لم تكشف الصحيفة العبرية عن هويته بضرورة وقف ما وصفه بالمذبحة البربرية التي يرتكبها نظام بشار الأسد ضد السوريين. تتوجه الى دمشق الاثنين المجموعة الأولى من المراقبين، وتضم أكثر من خمسين خبيراً في الشؤون السياسية، وحقوق الإنسان والشؤون العسكرية، ويرى معارضون ان ارسال بعثة مراقبين عرب الى سوريا بعد توقيعها على البروتوكول هو مضيعة للوقت وازهاق لأرواح السوريين وخاصة في ظل تفجيران هزّا دمشق قال النظام «إن القاعدة مسؤولة عنهما»، في حين تتهم المعارضة النظام بتدبير وتنفيذ التفجيرين. وأكد عبد الكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان في تصريح خاص ل»ايلاف» أن «عدد أعضاء البعثة قليل وغير كاف، ولا يمكنهم الانتشار في كل المناطق الساخنة»، وأضاف «ان تنسيق البعثة مع النظام السوري كفيل بشل حركتها». ولفت الى أن «نظام البعثة تبادلي بمعنى ان العدد الإجمالي 150 عضوا ولكنهم لن يتواجدوا بأكملهم على الأراضي السورية اذ سيتناوبون في الذهاب والاياب»، مشددا على «وجوب سفرهم إلى كل المحافظات السورية وحمص وادلب وريفهما على وجه الخصوص». من جانبه أكد المعارض السوري الدكتور أبو الضاد سالم السالم في تصريح خاص ل»ايلاف» أنه بالنسبة للتفجيرات الأخيرة في دمشق فهناك عدة ثغرات وأخطاء يمكن ملاحظتها «فالمنطقة التي وقعت فيها التفجيرات هي منطقة محصنة ولا يمكن لشخص أو سيارة الاقتراب منها حتى على بعد مئات الامتار». موضحا «أن شكل الجثث المحروقة والمتفحمة وآثار الدماء المتجمدة دليل على أنها قديمة ووضعت خصيصاً في هذا المكان»، وأشار إلى عدم نشر أسماء الضحايا حتى الآن للتأكد من هوياتهم، وإلى اتهام تنظيم القاعدة بالعملية والقبض على الرأس المدبر لها بعد أقل من نصف ساعة، معتبراً أن هذا «دليلا على ترتيب الموضوع». وبيّن السالم «أن توقيت العملية يوم الجمعة وبالتزامن مع قدوم بعثة المراقبين العرب لتخويف أعضاء البعثة والتشويش على عملهم». ولفت إلى أنّ من ضمن أخطاء النظام «تصوير موقع الانفجار بعد أقل من ساعة، وهو أمر صعب جداً حيث أن فرق البحث العلمي والتحقيق يلزمها ساعات في عين المكان للوقوف على كل صغيرة وكبيرة، ثم بعد ذلك السماح للتلفزيون بالتصوير». وتساءل «الثورة السورية مشتعلة منذ عشرة أشهر، فلماذا لم تحدث تفجيرات قبل ذلك؟». وبالنسبة لبعثة المراقبين فعبر عن اعتقاده «إنه يجب التركيز على البنود الأخرى التي لم يوقع عليها النظام وهي المبادرة العربية والتي تلزمه بسحب الجيش وقوى الأمن وإطلاق سراح المعتقلين مع السماح بالتظاهر والسماح لوسائل الإعلام بالدخول حيث إنه مجرد تطبيق هذه البنود يعني السقوط الفعلي للنظام».