بحث المشاركون في لقاء عقد يوم السبت ببني ملال حول «النهوض بثقافة حقوق الإنسان بجهة تادلة أزيلال»، السبل الكفيلة بتكثيف جهود مختلف الجمعيات والأندية الحقوقية بالمؤسسات التعليمية لنيابات قلعة السراغنة وبني ملال وأزيلال من أجل النهوض بثقافة حقوق الإنسان. وقد شكل هذا اللقاء، الذي نظمه المكتب الإداري الجهوي للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ببني ملال بتنسيق مع مركز التوثيق والتكوين في مجال حقوق الإنسان التابع للمجلس، مناسبة للتفكير في بلورة برنامج عمل لتفعيل مبادئ الديمقراطية والمواطنة الحقة. وتم، بالمناسبة، التعريف بمسار وأهداف «أرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان»، المعلن عنها بشكل رسمي في 26 فبراير 2007 بالرباط، وكذا سبل اعتمادها مرجعا في الأنشطة التحسيسية الرامية إلى خلق دينامية محلية قمينة بالنهوض بحقوق الإنسان. وركز المتدخلون خلال هذا اللقاء، الذي حضرته العديد من الفعاليات من مختلف المشارب، على أهمية هذه الأرضية التي تستمد قوتها من كونها نتاج مجهود التفت حوله مجموعة من الإرادات إثر الدينامية التي انطلقت بمبادرة من المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وبشراكة مع مختلف القطاعات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية. وتمت الإشارة إلى أن الصيغة الراهنة لأرضية المواطنة للنهوض بحقوق الإنسان، التي كانت وليدة نقاش طويل واستشارات همت محاور التربية وتكوين المهنيين والتحسيس، انخرطت فيها مجموعة من الفعاليات السياسية والنقابية والثقافية والإعلامية. وقد استفادت اللجنة، التي انبثقت للإشراف على هذا المشروع، من طبيعة تركيبتها واستقلاليتها حيث كانت تحتكم في أشغالها للإرادة المشتركة لأعضائها فضلا عن المقاربة التشاركية المعتمدة لجعل الأرضية تقدم قيمة مضافة من جهة، ولمد جسور قوية بين الشركاء لتعضيد الجهود دون الحد من حريتهم من جهة أخرى. وتوج اللقاء بتنظيم مائدة مستديرة، كنتاج لسلسلة من اللقاءات التواصلية التي عقدها المكتب الإداري الجهوي للمجلس مع مؤطري الأندية الحقوقية، تمخض عنها تكوين لجنة جهوية ستنكب على إعداد مخطط عمل كفيل بتفعيل الشراكة الوطنية القائمة ما بين المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ووزارة التربية الوطنية. ويهدف هذا المخطط إلى خلق مزيد من الأندية الحقوقية وتمكينها من كافة الإمكانات اللوجستيكية والمعرفية لتقوم بمهمة ترسيخ مقومات ثقافة حقوق الإنسان على أحسن وجه خاصة في الأوساط التربوي بالجهة.