يلتقي الشاعر سميح القاسم محبيه وقراءه ومتابعي مسيرته، في أمسية أدبيّة فنيّة، مساء يومه الاثنين في حيفا، المدينة التي انطلق منها شاعرًا ومناضلاً ورمزًا حيًا من رموز الثقافة الفلسطينية والعربية المعاصرة. الأمسية، بدعوة مشتركة من «دار راية» للنشر التي تتولى إصدار سيرة الشاعر العربي الكبير، ومركز مساواة، وتأتي احتفاءً بصدور أحدث أعماله؛ كتاب سيرته الذاتية الموسوم بعنوان «إنها مجرّد منفضة»، وهو العنوان الذي اختاره الشاعر لمسيرة حياته الشعرية والنضالية، وقد كتبها على مدار السنوات الأخيرة في لعبة «جرد حساب» مع الحياة والشعر والصداقات والأمكنة، فاتحاً كوّة إلى عالمه الخاص جدا؛ الشعري والشخصي بكل مراحله، سارداً مراحل مختارة من حياته بحلوها ومرّها، بأحلامها الجميلة وأوهامها أيضاً، في نص ممتع ومؤثر في آن معاً يمتد على قرابة 450 صفحة، مذيّلاً بملحق صور من رحلة الشعر والعمر والصداقات والقراءات التي احتضنتها جهات الأرض الأربع. ويشمل برنامج الأمسية الفنّي مشاركات لفنانين شدوا بكلمات الشاعر في أغانٍ ميّزتهم وتميّزوا بها، حيث تحضر الفنانة ريم تلحمي وفرقتها في عدد من الأغاني، كما يقدّم الفنان المميّز يوسف حبيش (إيقاعات) برفقة الفنان رمسيس قسيس (عود) مقطوعات موسيقية جديدة ومبتكرة تقرأ عوالم الشاعر وأجواء قصائده، ويقدّم الفنان علاء عزام عدة أغانٍ من أغانيه المعروفة بالإضافة إلى لحن خاص وضعه لكلمات إحدى قصائد الشاعر يقدّمه للمرة الأولى،. ويشارك في البرنامج الفني أيضا عدد من الفنانين اللامعين بينهم حبيب شحادة حنا (عود)، سامر بشارة (قانون)، درويش درويش (كمان)، الياس حبيب (إيقاعات) في تحية حب ومودّة لشاعر فذ بحجم سميح القاسم ومنجزه الشعري والإنساني الهام والكبير. وصرّح مؤسس دار راية ومديرها الشاعر بشير شلش بأنّ الأمسية بمجملها تحية محبّة وتقدير للشاعر ورحلته الشعرية والنضالية المتواصلة على مدار ما يزيد عن ستّين عاماً، شكلت حيفا فيها وخلالها فصلا متميّزَا وعرف فيها شاعرنا الكبير تجاربه الكبيرة والصغيرة التي صقلت هُويته الأدبية والكفاحية. هذا وتُختتم الأمسية بقراءة شعرية يقدمها الشاعر سميح القاسم، ويقرأ فيها مختارات من قصائده قبل أن يلتقي محبيه وقراءه لتوقيع عمله الأدبي الجديد.