استضاف مقر المجلس الجهوي لطنجة-تطوان مؤخرا المنتدى التشاركي بوهاشم الذي يضم ست جماعات قروية معنية بشكل مباشر بمشروع إحداث المنتزه الطبيعي. وتم خلال اللقاء استعراض المراحل التي تم قطعها من أجل وضع خارطة طريق لإحداث المنتزه الطبيعي جبل بوهاشم، الذي يحظى بدعم من شركاء مؤسساتيين دوليين، وسيمكن الجماعات المستفيدة من إمكانات هامة للتنمية المستدامة، ويتعلق الأمر بجماعات تزروت وتناقوب والواد وبني ليت والغدير والدردارة الواقعة غرب مدينة شفشاون. ويعتبر المشروع ثمرة برنامج تعاون لامركزي بين جهة طنجة-تطوان وجهة (فرونس آلب كوت دازور) الفرنسية وبرنامج (آرت غولد) المغرب التابع لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية وجمعية تارغا، بدعم تقني من المنتزه الطبيعي لوبيرون (فرنسا). وترمي هذه المبادرة ذات الأهمية البيئية إلى تثمين المؤهلات الطبيعية والثقافية عبر تنفيذ مجموعة من المشاريع المتعلقة بالنقل والبنيات التحتية للإيواء والتشوير، وكذا تفعيل المقاربة التدبيرية بين الجماعات المعنية. وأبانت عروض، قدمت خلال اللقاء، أنه تم القيام بمبادرات مهمة منذ إطلاق دراسة الجدوى خلال سنة 2001، مرورا بإعداد ميثاق المنتزه الطبيعي بوهاشم بتشاور بين مختلف الشركاء المحليين سنة 2003، ومشروع تطوير البنيات التحتية وتشجيع السياحة القروية سنة 2004. وتتعلق المراحل المقبلة من المشروع بتنظيم ورشات التخطيط الاستراتيجي والمصادقة على مخططات التنمية الجماعية للجماعات الست ووضع آلية مشتركة لتدبير المشروع. وأبرز الكاتب العام لجمعية تارغا التي تواكب وضع مخططات التنمية الجماعية، أن الموارد الغابوية تشكل حوالي ربع العائدات الجماعية، مشددا على أن المداخيل المالية المنتظرة من وراء انتعاش السياحة القروية يتعين أن تعوض النقص الذي قد يحصل بعد الحد من الاستغلال الغابوي. ودعا إلى القيام بمبادرات تحسيسية وسط السكان حول ضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية بالمنطقة وتبني سلوكات التنمية المستدامة. وتميز هذا اللقاء بمشاركة رؤساء وأعضاء الجماعات الواقعة في جبل بوهاشم والذين عبروا عن انتظارات السكان إزاء إحداث المنتزه الطبيعي، كما تساءلوا عن الرهانات التي تعترض التدبير المشترك له. ويمتد مشروع المنتزه الطبيعي على مساحة 105 ألف هكتار، نصفها يوجد فوق الملك الغابوي لمدينة شفشاون، وتضم المنطقة حوالي 50 ألف نسمة، بينما يحتضن منطقة ذات أهمية إيكولوجية تمتد على 8 آلاف هكتار، لتوفرها على نباتات وحيوانات مستوطنة.