مهنيو أعالي البحار وأرباب مراكب الصيد بالداخلة يحتجون بالرباط نظم أرباب مراكب الصيد البحري بمدينة الداخلة ومهنيو الصيد بأعالي البحار، صباح أمس الأربعاء وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الفلاحة والصيد البحري بالرباط، للمطالبة بفرض الراحة البيولوجية على جميع المهنيين بدون استثناء طوال شهر أكتوبر القادم. وتأتي الوقفة الاحتجاجية في اليوم ذاته الذي كان من المقرر فيه أن تبعث زكية دريوش مديرة الأحياء المائية بوزارة الفلاحة والصيد البحري إرسالية إلى مناديب الوزارة بمختلف موانئ الصيد، تدعوهم فيها إلى السماح لأرباب مراكب الصيد بالجر بصيد الأخطبوط، شرط الالتزام بالعمل بنظام الكوطا الذي يفرض احترام كمية معينة لا يمكن تجاوزها. وهي إرسالية وعدت زكية دريوش بتعميمها على المناديب عقب اجتماعها ب «لجنة الإنقاذ» المشكلة من أرباب مراكب الصيد بالجر، المنضوين تحت لواء الفيدرالية الوطنية للصيد الساحلي والأحياء المائية، بمقر الوزارة، الأسبوع الماضي. وحسب تصريح أدلى به بعض ممثلي مهنيي أعالي البحار لبيان اليوم، لا تستهدف وقفتهم الاحتجاجية أي أحد من زملائهم، بل ترمي فقط، مواصلة العمل لما أسموه «حالة المنع» التي أقرتها الوزارة، مراعاة ل «الظرفية الحرجة التي تجتازها الثروة السمكية الوطنية، والتي عرف إنتاجها، حسب إحصائيات رسمية، تراجعا كبيرا هذه السنة، حيث تجاوزت نسبة هذا التراجع 40 في المائة في شهر يوليوز2011 ، بالمقارنة مع السنة الماضية». وأضافت مصادرنا أن «الحفاظ على الأمن الغذائي للبلاد وعلى مصدر عيش مئات الآلاف من الأسر المغربية يفرض راحة بيولوجية»، رغم كون هاته الأخيرة «لا تتناسب زمنيا مع التزامات مهنيي أعالي البحار بتموين الأسواق الأوروبية والأسيوية». من جانبهم، عبر مهنيو الصيد البحري عن دفاعهم على الموقف ذاته، وطالبوا الوزارة بعدم الوقوف موقف المتفرج حيال السلوكات التي تنخر جسم قطاع الصيد البحري، خاصة في ظل التقارير الواردة عليها من غرف الصيد، التي لاحظت تنامي الفوضى في المصايد والتي ستضاعف أزمة قطاع الصيد بأعالي البحار وبعض أصناف الصيد الساحلي، وستحدث أزمة مالية خانقة تكبد الجميع، مهنيين وبحارة وممونين ومصلحة الضرائب، خسارات مالية غير مسبوقة. وقال الهاشمي الميموني رئيس أرباب مراكب الصيد بأسفي، في تصريح لبيان اليوم، إن كل مهنيي الصيد الساحلي يدافعون عن كل فكرة تذهب في اتجاه المحافظة على الثروات البحرية الوطنية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الوزارة الوصية هي المخول لها وحدها إقرار مكان وزمان الراحة البيولوجية، وفئة المهنيين الملزمين بها، وذلك استنادا إلى المعطيات التي تتوصل بها من المعهد الوطني للبحث في الصيد. ويرى مهنيو الصيد الساحلي، في تصريحات للجريدة، أن الوقفة الاحتجاجية لأرباب مراكب الصيد بأعالي البحار ليست بريئة، ولا تعدو أن تكون تشويشا من هذه اللوبيات القوية للتأثير في تعهد زكية دريوش بفتح مصايد الشمال (من شمال بوجدور إلى رأس كبدانة) أمس الأربعاء، والسماح لأرباب مراكب الصيد بالجر بصيد الأخطبوط وفق نظام الكوطا.