سيقوم المغرب بمحاولة سادسة لاحتضان نهائيات كاس العالم لكرة القدم 2030، وذلك بعد أعلن جلالة الملك محمد السادس، ذلك في رسالته بمناسبة حصول جلالته على جائزة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم للتمييز لسنة 2022، بمعية جارين قويين جدا على مستوى البنية الرياضية الكروية. وسبق للمغرب أن ترشح لاحتضان بطولات 1994 و1998 و2006 و2010 و2026، لكنه خسر المنافسة -تواليا- لصالح الولاياتالمتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وجنوب إفريقيا، والملف الثلاثي (الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك). وسيكون مونديال 1930 مناسبة للاحتفال بمرور 100 عام على تنظيم العرس الكروي، ما يمنح نسبيا أفضلية تاريخية للملف الرباعي للأرجنتين وتشيلي وباراغواي وأوروغواي، بحكم أن الأخيرة نظمت أول نسخة وتوجت باللقب. وفي انتظار الإعلان الرسمي عن موقف الجانبين الإسباني والبرتغالي من الفكرة، سيخوض المغرب تجربته السادسة في التنافس على شرف استضافة كأس العالم بنسخة جديدة ومعدلة، إذ ستضم 48 منتخبا مقسمين على 12 مجموعة. وأعلنت إسبانيا والبرتغال عام 2021 نيتهما الترشح معا لتنظيم المونديال، قبل أن تضما في أكتوبر 2022 أوكرانيا الغارقة تحت وطأة الغزو الروسي، والبعيدة جدا عن شبه الجزيرة الإيبيرية، عكس المغرب الذي تفصله 14 كلم فقط بحرا عنها. وسيكون رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جياني إنفانتينو، أبرز الداعمين لمونديال إفريقي-أوروبي، إذ سبق أن كشف في حوار مع صحيفة «AS» الإسبانية مطلع 2021، عن إعجابه بهذه «الفكرة المغرية». وقال رئيس (فيفا) في هذا الصدد « أعتقد أن مشاركة كأس العالم بين قارتين وثقافتين وديانتين شيء لا تستطيع تحقيقه سوى كرة القدم. كأس عالم منظمة بشكل مشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال سيكون لها سحر خاص». في المقابل، لا يبدو رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) السلوفيني ألكسندر سيفيرين، متحمسا للفكرة التي علق عليها قائلا في دجنبر 2019 «لا أؤيد فكرة تنظيم البطولة في أكثر من قارة»، معلنا دعمه لمونديال بريطاني. وتعول الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شخص رئيسها فوزي لقجع، على العلاقات القوية مع أغلب الاتحادات الكروية، وعلى وجه الخصوص الاتحادان الإسباني والبرتغالي، إضافة إلى معظم اتحادات الإفريقية والعربية. وستعزز موافقة البلدين الأوروبيين بشكل كبير جدا حظوظ المغرب لتحقيق حلم طال انتظاره، نظرا للدعم القوي التي ستقدمه إسبانيا مستضيفة مونديال 1982 وبطلة العالم في مونديال 2010، بينما تطمح البرتغال إلى اختبار قدراتها التنظيمية لأول مرة منذ كأس أمم أوروبا 2004. وسيكون المنافس الأبرز للترشيح ال»إفريقي-أوروبي» (المغرب وإسبانيا والبرتغال) هو الملف اللاتيني (أوروغواي والأرجنتين وتشيلي وباراغواي)، خاصة بعد شبه انسحاب للملف البريطاني (إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية)، وصعوبة تواجد السعودية في ملف مشترك مع مصر واليونان بحكم أن قطر نظمت مونديال 2022.