كثيرة هي الحالات التي يجد فيها بعض الأزواج من الرجال أنفسهم مضطرين إلى البحث عن امرأة عشيقة أو زوجة ثانية بديلة للزوجة الشرعية الأولى، وقد تكون لأسباب منطقية أو شرعية، لكن أن يلجأ زوج ما إلى البحث عن خليلته مقابل طرد زوجته فتلك حالة غير منطقية ولا أخلاقية، ويعتبرها القانون خيانة زوجية يعاقب عليها. قصة اليوم واحدة من القصص، وتروي استغناء زوج عن زوجته لأسباب مرضية، فعوضها بخليلته التي استقدمها إلى بيت الزوجية، غير أنه لم يكتفي بذلك، بل رحب بالخليلة وطرد أم أبنائه الشرعيين. ترى كيف كانت حياة هاذين الزوجين، قبل أن تتحول إلى نفور وخيانة ومقابلة وجها لوجه أمام هيئة المحكمة؟ حياة زوجية مضطربة عاشت زهرة حياة طفولتها بالعالم القروي بمنطقة احد أولاد افرج باقليم الجديدة، محرومة من حقوق الأطفال، ومن ذلك حق التعليم. كانت تساعد والدها في الأعمال الفلاحية، ترعى الأبقار وتجمع الحشائش وتنكس الإسطبلات إلى ذلك من الأعمال الشاقة بالبادية. كبرت البنت وأصبحت امرأة صالحة مناسبة للزواج، فتقدم لخطبتها احد الشباب بسبب معرفته لأحد أقاربها. مرت الخطوبة بطقوسها البدوية، حيث لم تتعرف زهرة عن زوجها وشريك حياتها المستقبلية عن قرب من قبل، ولم تخرج معه لتكشف عقليته وأفكاره وحقيقة حياته، بل رأته في لحظات وهي محتشمة أمام والدها. انتهت مرحلة الخطوبة بسرعة فائقة، وجاءت لحظة كتابة عقد الزواج، فتحدد مصيرها الذي لم تكن تعلم عنه أي شيء. تزوجت زهرة من مصطفى، وانتقلت لتعيش معه بإحدى دواوير المنطقة، وبمجرد أن مرت الأيام الأولى للزواج، بدأت زهرة تكشف عن أشياء لم تكن في حسبانها، ومنها أن زوجها عنيف مع أسرته، فتساءلت كيف لا يكون عنيفا معها أيضا. لم تعد مرتاحة البال، أصبحت قلقة جدا على مستقبل حياتها الزوجية، وزاد من قلقها لما تبين لها أنها حامل في شهرها الثاني. وكانت المفاجأة السلبية الكبرى عندما اكتشفت أن زوجها مدمن على شرب الخمر، وخاصة ماء الحياة «الماحيا»، فصدمت زهرة ذات ليلة وهي تستقبل زوجها عائدا في حالة سكر بين. لقد استقبلته وهي تحاول أن تساعده، لكن دفعها إلى أن سقطت على الأرض، وجمعت المسكينة قواها وقامت ثانية تحاول أن تهدئ من شغب زوجها، الذي الذي لا يهدأ له بال حتى يعنفها. زهرة تبلغ عن زوجها رجال الدرك الملكي نفذ صبر زهرة من تعنيف زوجها لها، وقبل أن تضع مولودها الأول بحوالي بضعة أشهر، استشارت مع والديها، فقررت أن تبلغ رجال الدرك الملكي .توجهت فعلا إلى مركز الدرك وهي مترددة وفي نيتها أنها تريد تخويف زوجها عسى أن يكف عن تعنيفها اليومي. أبلغت الضحية زهرة عناصر الدرك الملكي بقصة تعذيبها على يد زوجها، فاخبروها بأنهم سيتوجهون إليه لاستقدامه والبحث معه. ولما حل رجال الدرك الملكي بالدوار الذي تسكنه الضحية رفقة زوجها، تراجعت عن دعوتها ضد زوجها، وكانت تتمنى أن يأخذ العبرة ويكف عن ضربها، لكن زوجها لم يبالي بذلك فاستمر في ضربها لأتفه الأسباب لمدة أزيد من أربع سنوات. خلال هذه الفترة وضعت الضحية مولودها الأول ثم الثاني، ولم يتخلى الزوج عن عادته السيئة وهي تعنيف زوجته لأبسط الأسباب إلى أن تسبب لها في مرض ببطنها، اضطرت على إثره أن تجري عملية جراحية، ونصحها الطبيب بأن لا تمارس الجنس مع زوجها لمدة شهرين، وكان ذلك سببا دفع الزوج إلى البحث عن امرأة بديلة. الزوج يستقدم خليلته إلى بيت الزوجية بسبب قرار الطبيب المعالج للزوجة الضحية، بحث الزوج، المتهم بالسكر، عن خليلة تلبي رغباته الجنسية مادامت زوجته ممنوعة من ذلك بسبب العملية الجراحية. ودون أن يراعي مشاعر الزوجة الضحية، أخبرها بأنه تعرف على امرأة متزوجة وأن زوجها لا يهتم بها. نزل الخبر على زهرة كالصاعقة، حاولت أن تتعايش معه لكنها لم تستطيع، وزاد ذلك من محنتها مع المرض، وكانت الصدمة الكبرى عندما استقدم زوجها خليلته المتزوجة إلى بيته، وقدمها لها ببرودة أعصاب على أنها خليلته، فلم تقبل زهرة الوضعية واحتجت بما تملك من قوة، لكن زوجها طردها بالعنف خارج منزله، ورجع إلى خليلته ليقضي رفقتها ليلة حمراء، وكان قد احضر مشروبه المفضل وتوابعه... اعتقال المتهمين بالخيانة الزوجية وفي تلك اللحظات قررت الضحية، التي صدمت بما وقع، إبلاغ الدرك ودون أن تستشير مع والدها، كما فعلت المرة الأولى. أمسكت بيد أحد أطفالها وضعت الطفل الثاني على ظهرها، وتوجهت إلى مركز الدرك الملكي، حيث أخبرتهم بأن زوجها يخونها مع امرأة متزوجة ببيتها. طلب رجال الدرك الملكي الإذن من النيابة العامة، وتوجهوا إلى مسكن الزوج، فوجدوه في حالة تلبس بالخيانة الزوجية رفقة امرأة متزوجة. أثناء الاستماع إليهما في محضر قانوني، اعترف الزوج ،المتهم بممارسة العنف في حق زوجته وخيانتها مع امرأة متزوجة، بما نسب إليه، فيما صرحت السيدة المتهمة بالخيانة الزوجية أنها لم تكن تعلم أن خليلها متزوج. بعد استكمال ملف التحقيق أحيلا المتهمان على المحكمة التي أدانت الزوج بثلاثة أشهر حبسا نافذا، من أجل المنسوب إليه، في حين برأت خليلته بعد أن تنازل لها زوجها الشرعي شريطة أن يطلقها؟.