عن منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي صدرت للباحث رشيد الحاحي كتاب جديد تحت عنوان،- الأمازيغية وأسئلة المستقبل- «Tamazight d isqsitn n imal»، وقد آثر الكاتب أن يكتب بلغته الأم، اللغة الأمازيغية، ولا يتعلق الأمر هنا بنص إبداعي، شعري، نثري أو قصصي روائي مثلا، ولكننا بصدد نص يطرح قضايا فكرية تقتضي التجريد، واختلاق المفاهيم الجديدة، واستحداث العبارات والأساليب التي تقتضيها الكتابة العصرية الحديثة، وهذه كلها معطيات ما زالت تفتقر إليها الأمازيغية، وحتى المعاجم المتخصصة التي يمكن أن تسعف في هذا الباب فهي قليلة، أو نادرة. ومع ذلك، فقد تجشم الكاتب هذه المغامرة. ينطلق الكاتب رشيد الحاحي في خوض هذه التجربة من اقتناع مؤداه أنه آن الأوان لجعل اللغة الأمازيغية لتتحدث بنفسها عن نفسها بدل أن نتحدث عنها، وهي صامتة أو خرساء وكأنها لغة لا قدرة لها على مسايرة العصر. ويحتوي الكتاب على اثني عشر عنوانا إضافة إلى مقدمة وفهرس. وباستعراضنا لعناوين الكتاب، نتعرف على نوعية القضايا التي عالجها الكاتب في هذا المؤلف، وهي كالأتي: مقدمة، الإنسان والهوية، اللغة والسياسة الثقافية، إعداد التراب والجهات، مشاكل تعليم الأمازيغية، الحركة الأمازيغية وتحديات المستقبل، معوقات الوعي الأمازيغي، الأمازيغية والتنمية، التعددية في المغرب، سياسة المهرجانات، الإبداع ودور الصورة في إشعاع الثقافة الأمازيغية، التواصل والصحافة الأمازيغية، وفهرس المواد. وقد سبق للكاتب أن أ ثار أغلب هذه القضايا في كتابه «الأمازيغية والسلطة» ودراسته حول الجهوية المنشورة بمجلة وجهة. وقد صدر لنفس الكاتب ثلاثة كتب هي: الأمازيغية والسلطة، نقد استراتيجية الهيمنة (2009)، والفن والجسد والصورة (2001)، والنار والأثر، دراسة أنتربولوجية في الثقافة الأمازيغية (2003).