تتواصل بالرباط عروض الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للمعاهد المسرحية الذي تنظمه جمعية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي في الفترة ما بين 4 و9 نونبر الجاري.. والتي انطلقت الجمعة الماضي بالمسرح الوطني محمد الخامس، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبشراكة مع كل من وزارة الثقافة والشباب والاتصال، والمسرح الوطني محمد الخامس، وجامعة محمد الخامس، والمكتب الوطني المغربي للسياحة.. بمشاركة تسع معاهد من أوروبا وإفريقيا والمغرب.. منها أكاديمية المسرح إيفردينغ بميونيخ (ألمانيا)، المعهد الوطني للفنون والعمل الثقافي بأبيدجان (جمهورية كوت ديفوار)، أكاديمية الفنون بالقاهرة (مصر)، المدرسة العليا للفن المسرحي بمدريد (إسبانيا)، المعهد العالي للفنون موري كانتي بدوبريكا (غينيا)، أكاديمية المسرح صوفيا أمندوليا بروما (إيطاليا)، كلية الآداب واللغات والفنون جامعة ابن طفيل بالقنيطرة (المغرب)، جامعة الفنون أوترخت (هولندا) وأكاديمية ديميتري (سويسرا). وهكذا شهدت كل من قاعة باحنيني ومسرح محمد الخامس وجامعة محمد الخامس تقديم عروض مسرحية شيقة من إنجاز طلبة وأساتذة هذه المعاهد الدولية، وتنظيم ورشات فنية خاصة لفائدة الطلبة والشباب المغربي العاشق للمسرح، وذلك بتعاون مع جامعة أوترخت (هولندا)، وأكاديمية المسرح صوفيا أمندوليا بروما (إيطاليا)، ومدرسة السيرك لوس (إسبانيا). ويترأس لجنة تحكيم مسابقة هذه الدورة، الدكتور محمد بوبو، كاتب ومسرحي مغربي، ورئيس شعبة التنشيط الثقافي سابقا بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافية بالرباط، والكاتب العام للرابطة الإفريقية للمعاهد المسرحية. فيما تضم اللجنة عدة أكاديميين ومسرحيين متخصصين، وهم الأستاذة ريجينا جول الأمينة العامة للرابطة الأوروبية للمعاهد المسرحية من ألمانيا، والأستاذ رولف ألمي، سينوغرافي نرويجي، ثم الأستاذة فاطمة مقداد، وهي أستاذة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافية بالرباط. والأستاذ والفنان والمخرج محمود بلحسن، أستاذ التعليم الفني والرئيس المؤسس لمهرجان الدراما التلفزيونية بمكناس، والكاتب المغربي الفنان المبدع عبد اللطيف فردوس. ويعتبر هذا المهرجان، حسب بلاغ لمنظميه، منصة للقاء والتكوين والتبادل الفني المسرحي بين المتخصصين في الفنون من خريجي وأساتذة المعاهد العليا للفن المسرحي عبر العالم0 وبعد الأزمة الصحية العالمية، يقول ذات البلاغ، يعود المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية ببرنامج غني بمسارح مختلفة في عاصمة المملكة: مسرح محمد الخامس، قاعة باحنيني وجامعة محمد الخامس0 كما أن هذا الحدث الفني والثقافي الدولي يندرج ضمن برنامج «الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية».. وتهدف هذه التظاهرة التي تنظمها جمعية "إيسيل" تحت إدارة الفنان سعيد أيت باجا، تكريم الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية، وتعزيز قيم الحوار والتعايش، من خلال فرجة المسرح التي تشكل إحدى أقوى لحظات الفرح والانتشاء الفني التي تجمع مختلف الثقافات والشعوب حول سحر أبي الفنون. كما تروم الدورة تنويع الأنشطة الإبداعية في الرباط، وجعل عشاق المسرح في مختلف أنحاء العالم، يتقاسمون تجاربهم، والاستفادة من بعضهم البعض، عبر عروض وورشات ومنتديات وحوارات مباشرة، والتأكيد على أن المسرح رافد من روافد التواصل الفني، والتنمية الثقافية والفنية ومعززا للديبلوماسية الثقافية الراقية. يشار إلى أن المهرجان انطلقت فعالياته يوم الجمعة 4 نونبر بحفل افتتاح جميل قدمت فيه فقرات من فنون السيرك وكلمات رسمية للشركاء.. وقال الأستاذ محمد بنيعقوب، المندوب العام لتظاهرة الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية، في كلمة خلال افتتاح هذه التظاهرة، إن هذا الحدث الثقافي يندرج في إطار النهوض بالفنون المسرحية" و"دعم الحوار الثقافي بين المواهب الشابة المغربية ونظرائهم الأجانب مبرزا أن "هذا المهرجان الذي يحظى بشرف الرعاية السامية لصحاب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يعد محفلا مسرحيا ومنصة للتعريف بالمسرح وفضاء لاحتكاك المبدعين المغاربة الشباب بنظرائهم من دول أخرى ترسيخا لحوار الثقافات والفنون بين مختلف شباب العالم، وهو من التظاهرات الثقافية التي خلقت أصداء مهمة لدى الجمهور وفسحت المجال لساكنة الرباط والجهة لمشاهدة عروض مسرحية عالمية". ونوه المتحدث بالبرمجة الغنية لهذه الدورة ولاسيما ما يتعلق بالمشاركات الأجنبية التي مافتئت تعرف ارتفاعا في عددها من دورة لأخرى، وتشهد هذه الدورة، كسابقاتها، يؤكد المتحدث، مشاركة دولية وازنة بحضور سويسراوألمانيا وإسبانيا وغينيا والكوت ديفوار ومصر وإيطالياوهولندا. وأبرز محمد بنيعقوب أن "تنظيم المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية يكتسي هذه السنة صبغة خاصة بفضل إدراجه ضمن الأنشطة التي تعيشها بلادنا في إطار التظاهرة الكبرى "الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية" التي تعد تكريسا جليا للإرادة المولوية السامية في خلق جسور تعاون بين الدول الإفريقية وجعل الرباط صلة وصل بين إفريقيا وأوروبا في مختلف المجالات ومن بينها المجال المسرحي". وأضاف بنيعقوب، وهو مدير الفنون بوزارة الثقافة، أنه "في إطار التوجه الجديد لدبلوماسية بلادنا، التي يريدها صاحب الجلالة أن تصب نحو بلدان القارة الإفريقية، تسعى الدبلوماسية الثقافية إلى ترسيخ العلاقات التي تربط المغرب بالدول الإفريقية الشقيقة، ويهدف قطاع الثقافة، في هذا الصدد، من خلال تظاهرات وأنشطة فنية وثقافية مختلفة، إلى خلق جسور فنية بين طلبة المعاهد العليا للمسرح عبر العالم عبر تقديم آخر إبداعاتهم المسرحية على المستوى الأكاديمي خلال أيام المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية التي يعرف، كذلك، تنظيم ندوات في مجال التربية الفنية وأوراش فنية لفائدة الشباب العاشق للمسرح والطلبة المتخصصين بالفنون يؤطرها خبراء دوليون ووطنيون". ووعيا منها بأهمية الصناعات الثقافية، يقول المتحدث، "كان لزاما على وزارة الشباب والثقافة والتواصل تقوية نسيج البنيات التحتية الثقافية بما فيها قاعات المسارح كأداة من أدوات تنزيل مشروع الصناعات الثقافية.. إلى جانب مواصلة الوزارة سياستها الرامية إلى الاعتناء بمنظومة بنية التكوين والاستقبال والعمل على تجويدها حيث تم إنجاز البناية الجديدة للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي كما تم تأهيل قرابة 150 فضاء ما بين قاعة المسرح والسينما بما يتلاءم وتحقيق طفرة تؤهلنا للانتقال إلى صناعة ثقافية وإبداعية، قادرة على تسهيل الولوجية للثقافة عموما وللمسرح على وجه الخصوص". ويسعى القطاع، يؤكد المتحدث، إلى "نهج سياسة القرب بهدف تعميم المسارح الوطنية على مجموع التراب الوطني، ومواصلة الجهود الرامية إلى إحداث مجموعة من المسارح والمراكز الثقافية، مع إعطاء ألأولوية للمدن البعيدة والمناطق الشبه قروية، وهي منشآت تشمل قاعات للعروض ومرافق للقراءة والورشات والتداريب والمعارض وغيرها. مع الحرص على جعل هذه المنشآت الثقافية بؤرة إشعاع ثقافي يصل مداه مواطني الأقاليم والجماعات المحيطة بها". وذكر مدير الفنون بأن الوزارة رفعت قيمة المبلغ المخصص لدعم المسرح من 15 إلى 20 مليون درهم، إضافة إلى مضاعفة قيمة الجوائز الوطنية للمسرح التي تسلم بمناسبة المهرجان الوطني للمسرح الذي سينعقد في دورته المقبلة خلال الشهر القادم بمدينة تطوان.. وختم الأستاذ بنيعقوب كلمته بالإعلان أن بلادنا ستنظم الدورة الأولى لمهرجان المسرح الإفريقي التي ستحتضنها مدينة الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية، فيما ستشهد مدينة الدارالبيضاء فعاليات الدورة المقبلة لمهرجان المسرح العربي بتشارك بين الوزارة والهيئة العربية للمسرح.. من جانبه، نوه رئيس جامعة محمد الخامس الرباط، الدكتور محمد غاشي، بالإنجاز الجديد الذي بلغته الشراكة بين الجامعة وجمعية إيسيل وجمعية خريجي الجامعة، مبرزا التزام المؤسسة التي يترأسها بالمساهمة في الإشعاع الثقافي الوطني وتثمين الرموز الثقافية المغربية من خلال المسرح والأدب والموسيقى والسينما والفنون التشكيلية. وفي هذا الصدد قال رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، وهي مؤسسة شريكة للمهرجان، "فتحنا صفحة جديدة داعمة للفعل الثقافي، مع بدء فعاليات احتفالات الرباط عاصمة للثقافة الإسلامية، من خلال الشراكة التي جمعت جامعة محمد الخامس، بجمعية إيسيل، وجمعية خريجي جامعة محمد الخامس، بحيث أن مياها كثيرة جرت تحت الجسر، وأنشطة عديدة جمعتنا كأطراف تشترك في الهدف والفعل الثقافي، وها نحن اليوم نصل مرحلة أخرى فيها من الإنجاز والطموح الشيء الكثير، لنؤكد مرة أخرى بأن جامعة محمد الخامس، تنخرط، كما هو دأبها، في القضايا الكبرى ومنها قضايا الحركية الثقافية ببلادنا، سواء تعلق الأمر بالمسرح أو الأدب أو الموسيقى أو السينما أو التشكيل.. بهدف المساهمة في الإشعاع الثقافي الوطني وتثمين القيم والرموز الثقافية المغربية". وأضاف المتحدث أن الأزمة الصحية التي مرت منها بلادنا كان لها "أثر بالغ على مختلف بيئات العمل، لذلك نعتقد بأن علينا استرجاع كل الطاقات، بالرغم من كل الإكراهات العالمية التي نعيشها، التي ستصنع وتسمح ببناء ديناميات التغيير الإيجابي التي نطمح إليها". وأكد رئيس جامعة محمد الخامس أن الاختيارات التي رست عليها هذه الدورة تصنع برنامجا غنيا متعدد الرؤى والجنسيات، وهناك عروض تمثل أوجه التنوع، بالإضافة إلى فضاءات النقاش والتبادل التي تخلقها الأنشطة الموازية، والتي تنخرط فيها جامعة محمد الخامس بكل نخبها على اعتبار أن المهرجان منصة للقاء، والتكوين والتبادل الفني المسرحي بين المتخصصين في الفنون من خريجي وأساتذة المعاهد العليا للفن المسرحي عبر العالم، وبين طلبة جامعة محمد الخامس بمختلف تخصصاتهم العلمية". ونوه الدكتور غاشي بغنى برنامج هذه الدورة من عروض مسرحية من مختلف الآفاق، وورشات فنية خاصة لفائدة الطلبة والشباب المغربي العاشق للمسرح، وهي ورشات تشكل بالنسبة لرئيس جامعة محمد الخامس جامعة مفتوحة باعتبار أنها ليست فقط لتبادل المعارف والتدريب فيما يخص أدوات العمل الفني لأبي الفنون، ولكن هذه الورشات التي سيستفيد منها طلبتنا، يقول الدكتور غاشي، إنما هي ورشات لبناء الشخصية، ولتبادل المدارك وآفاق التفكير، ونافذة ينفتح منها الذكاء المغربي على آفاق أخرى.. إنها، يؤكد المتحدث، نوع من المثاقفة التي نؤمن بها في دول المتوسط، والتي هي من سمات الشخصية المغربية المنفتحة والمتعددة. من جانبه، عبر مدير المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية، الفنان سعيد أيت باجا، في كلمته عن عميق شكره لمختلف الجهات المعنية التي تشارك في إنجاح النسخة الثامنة للمهرجان. وأشار إلى "أن انفتاح المهرجان على الجامعة لمن شأنه أن يوطد أواصر العلاقات بين شباب العالم ومنهم الشباب المغربي، سواء من خلال العروض الفنية التي يقدمها الطلبة أو من خلال ورشات عمل يؤطرها أساتذة وباحثون لفائدة الطلبة، وكذلك من خلال العروض التي ستتاح لهم الفرصة لمشاهدتها واكتشافها بمسرح محمد الخامس وبجامعة محمد الخامس"…