من منا لا يملك ذكريات من الماضي ما تزال مختزنة في ذاكرته يقدم صورها للغير عند الطلب أو عند المشورة لتقريب صورة أحداث ووقائع وطرائف سجلها الماضي القريب أو البعيد.. وتبقى ذكريات الشخصيات التي تطبع مسار التاريخ في كل المجالات الأكثر شدا للانتباه، ومنها ذكريات أبطالنا الرياضيين الذين غيبهم الاعتزال عن الميادين. لاعبون مروا بالملاعب وأثثوا المشهد الرياضي ببلادنا، لكن أخبارهم توارت إلى الخلف عن الجماهير .. جماهير لا تعرف عنهم الكثير فيما يتعلق بالجانب الشخصي وتتشوق إلى معرفة كل كبيرة وصغيرة .. فكيف إذا تعلق الأمر بأطرف المواقف التي مر بها هؤلاء اللاعبون في مسيرتهم مع أسود الأطلس، نعلم كل شيء عن مسيرتهم، ألقابهم الشخصية، أهدافهم، الأندية التي جاوروها .. لكننا لا نعلم ما هو أطرف، مواقف تعرضوا لها بقميص المنتخب وخارج الحياة الاعتيادية. في سبرها لأغوار صور الماضي، اختارت «بيان اليوم»، طيلة هذا الشهر الفضيل، التقرب من لاعبين سابقين بالمنتخب الوطني داعبوا كرة القدم بسحر ومهارة. لن نقف عند صولاتهم وجولاتهم في المستطيل الأخضر، أو بالقرب من دكة الاحتياط، أو داخل غرفة تبديل الملابس .. بل سنركز أيضا على ما جرى أيضا بالمستودعات وخلال الرحلات بل وخارج الإطار العام للممارسة كرة القدم. إنها سلسلة حلقات رمضانية نجول من خلالها وعبرها لتقطف من بساتين لاعبي كرة القدم المعتزلين نوادر وطرائف تزيل غبار النسيان عن ماضي جميل لأسماء كبيرة لن تغادر الذاكرة الجماعية للمغاربة. قبل أن العب إلى جانب الظلمي كنت مغرما بجمع صوره من الجرائد يعتبر عبد المجيد اللمريس أحد ركائز فريق الجيش الملكي والمنتخب المغربي في عقد الثمانينات، راكم زخما كبيرا من الانجازات والألقاب وكان من صانعي لقب كأس إفريقيا للأندية البطلة ونجما ساطعا في سماء المكسيك خلال مونديال 1986. كانت بدايته من فرق الأحياء بالضبط من حي سيدي بن سليمان الجزولي وذلك أيام الطفولة، تم التحق بفريق مولودية مراكش في موسم 76/77 كلاعب في صفوف الفتيان وشارك في مباراة نهاية الشبان ضد الفتح الرباطي بملعب سطات، حيث فاز هذا الأخير بثلاثة أهداف لصفر. ورغم أن اللمريس يعرف عنه ابتعاده عن الأضواء، وقليل الكلام، إلا أننا تمكنا من استضافته في إطار اللقاءات الرمضانية التي خصصناها لنجوم كرة القدم السابقين، تحدث عن بعض الطرائف التي صادفها خلال مسيرته الرياضية، مرورا بمحطات من هذه السيرة الغنية: « لا زلت أتذكر الرحلة التي قمنا بها إلى السودان في سنة 1988 ، حيث لعبنا ضد الهلال السوداني و بسبب الفيضانات التي عرفتها السودان و بأمر من المرحوم الحسن الثاني خصصت لنا طائرة محملة بكل ما نحتاج إليه من مئونة، وبينما نحن في فندق الإقامة نتناول إحدى الوجبات، استغرب السياح لقيمة تلك الوجبات غير الموجودة بقائمة الطعام التي يقدمها الفندق، والمثير أن مجموعة من السياح الذين كانوا حاضرين، طلبوا بإلحاح من النادل بمثلها، إلا انه لم يستطع تلبية طلبهم، ولم يتم حل الإشكال إلا بعدما تعرفوا على المنتخب المغربي. حدث آخر تعرضنا له بنيجيريا ضد فريق ناونيو، حيث انتقلنا في حافلة بدون زجاج للنوافذ و نظرا لشدة البرد والرياح القوية اختبأنا تحت الكراسي، كما أن المباراة المذكورة كانت جد قاسية بحيث ملئوا الملعب بالكامل بالمياه، أما درجة الحرارة فكانت تفوق ال 40، هذه الظروف ساهمت بقوة في حصدنا الهزيمة بأربع أهداف لواحد، وفي طريق العودة للمغرب وجدنا المطار مغلقا، نظرا لتحطم طائرة بمطار لاغوس، فغيرنا الوجهة نحو مطار آخر، وقد تطلب منا الأمر سبع ساعات إضافية للوصول المطار البديل. نودي علي للمشاركة في المنتخب الوطني حرف « ب « في موسم 79/80 حيث شاركنا في دوري بدولة ماليزيا وكنت آنذاك العب بفريق مولودية مراكش والذي ألحقني بالفريق الوطني الأول هو المرحوم محمد العماري، وسنة بعد ذلك وقعت لفريق الجيش الملكي في عهد المدرب كليزو وبعدما تألقت في مباريات البطولة مع هذا الفريق نودي علي للمنتخب الوطني للكبار، كان عطائي جيدا بشهادة الجميع، وكنت أسير في خط تصاعدي جعلني أكسب رسميتي وشاركت في عدة مباريات دولية سواء الحبية أو الرسمية مما يفوق سبعين مباراة دولية. من أجمل الذكريات خلال مسيرتي الرياضية الحصول على الميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1983، وبطبيعة الحال المرور إلى الدور الثاني في كأس العالم التي أقيمت في مكسيكو في عهد المدرب فاريا ثم الفوز مع الجيش بألقاب كاس إفريقيا، والبطولة وكأس العرش، أما أسوأ ذكرى فكان الكسر الذي لحق بي في اليد خلال مقابلة ضد الفتح الرياضي، قضيت أزيد من 9 أشهر في الراحة والعلاج، مما أثر كثيرا على مستواي التقني، واستعدادي البدني. من بين اللاعبين الذين تأثرت بمستواهم التقني وأخلاقهم العالية، هناك الظلمي، الزاكي، بودربالة، وأتذكر أنني كنت من المغرمين بجمع الصور التي تنشر بالجرائد لمجموعة من النجوم وخاصة صور الظلمي الذي حرصت على جمع صوره قبل العب إلى جانبه بالفريق الوطني، وعلى ذكر الظلمي فأحسن هدف سجلته كانت بمرمى الجزائر، بعدما طلبت منه ترك الكرة لتسديدها، فكان لي ذلك وتمكنت من توقيع هدف جميل وثمين. تلقيت عدة عروض للانتقال خاصة من طرف الوداد، الرجاء، خريبكة، الماص و الكوكب، و في سنة 1987 جاءني عرض من فريق لوكرين ببلجيكا، لكن فريق الجيش في تلك المرحلة كان لا يسمح باحتراف لاعبيه، علما أن الجيش الملكي كان فريقا محترفا و أي لاعب كلن يتمنى أن يلعب ضمن صفوفه، مجموعة من المدربين ساهموا في تكويني وكان لهم تأثير بالغ في مسيرتي كعبد اللطيف المنصوري هو سبب تألقي حينما كنت مع المولودية المراكشية، كذلك هناك عبد الله بوستة دون أن أنسى كل من حمادي حميدوش والمرحوم العماري». غدا مع عزيز بودربالة- أقراص مصطفى يغشا السويسرية وعفاريت بالصين الشعبية