أنهت الرياضة المغربية مشاركتها بدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي أقيمت بوهران الجزائرية، باحتلال المرتبة الخامسة عشرة بسبورة الميداليات، بمجموع 33 ميدالية، في مختلف الرياضات التي شارك فيها الرياضيون المغاربة. توزعت الميداليات ال33، على 3 ذهبيات، و13 فضية، و17 برونزية، علما أن الميداليات الذهبية كانت من نصيب، كل من سفيان بوقنطار في بسباق 5000 متر رجال، ومحسن أوطلحة في نصف الماراطون، ومحمد حموت في الملاكمة، وزن أقل من 60 كلغ. وكالعادة، حققت رياضتا الملاكمة وألعاب القوى، الحصة الأكبر في عدد الميداليات، بحصد الأولى 7 ميداليات، منها ذهبية واحدة وفضيتان و4 نحاسيات، فيما تمكنت الثانية من حصد 12 ميدالية، منها ذهبيتان و6 فضيات و4 برونزيات. باقي الميداليات المحصل عليها، توزعت على باقي الرياضات، من بينها كرة القدم التي فاز منتخبها لأقل من 18 سنة ببرونزية، عقب انتصار بين على تركيا بأربعة أهداف لهدفين، في مقابلة الترتيب، قدم هذا المنتخب مستوى لافتا، بفضل لاعبين واعدين، ينتظرهم مستقبل زاهر، أغلبهم تكون إما بأكاديمية محمد السادس، أو أكاديمية الفتح الرباطي. وإذا كانت بعض التقارير تعتبر حصيلة المشاركة بدورة وهران، إيجابية وغير مسبوقة في تاريخ المشاركات بهذه الدورة الجهوية، بالنظر إلى عدد الميداليات المحصل عليها، فإن الرتبة 15 تعتبر متواضعة، قياسا مع المستوى العام للتظاهرة ككل، وضعف إمكانيات الأغلبية الساحقة من الدول المشاركة، مع العلم أن المغرب شارك في هذه التظاهرة بوفد ضم 130 رياضيا، في 15 نوعا رياضيا. ومن بين المعطيات التي تؤكد أن الحصيلة كانت متواضعة، مشاركة العديد من الأنواع بأفضل ما لديها من رياضيين، حتى ولو كانوا متقدمين في السن، بينما تعمدت أغلب الدول المشاركة برياضيين صغار السن، بهدف منحهم التجربة وكسب الخبرة الدولية، وفرصة الاحتكاك والتنافس، وقياس القدرات مع رياضيي الدول المتوسطية. وما يؤكد أيضا بأن الحصيلة كانت ضعيفة، حرص اللجنة الأولمبية الوطنية على مشاركة أفضل ما هيأت الجامعات الرياضية من رياضيين، وذلك بوضع شروط المشاركة، إما بالتصنيف العالمي أو الأفريقي، بالإضافة إلى رياضيي "المشروع الرياضي المقدم من الإدارات التقنية الوطنية". هكذا يتبين أن الرياضة المغربية لم تتطور ، ولم تقدم مؤشرات إيجابية حول مستقبل أفضل، ونتائج المشاركة بدورة وهران، كانت مقياسا لهذا التراجع، في غياب سياسة رياضة مندمجة، تحدد بوضوح الاستراتيجيات العامة، حسب كل نوع رياضي على حدة، تضع الأولويات وتخطط للأسبقيات، كما توفر الإمكانيات الضرورية لتنفيذ هذه البرامج والمشاريع، المفروض أن يشرف عليها خبراء، يشهد لهم بالدراية والكفاءة، والاختصاص. أمام هذه الخلاصات الصادمة، من يتجرأ على القول بأن حصيلة المشاركة بدورة وهران، كانت إيجابية؟