أضاف المنتخب الوطني للشبان لقبا آخر الى خزانة الرياضة الوطنية بفوزه بكأس البطولة العربية لكرة القدم في نسختها الأولى في المغرب. وتألق الفريق المغربي ضمن مجموعته بين فرق السودان- الجزائر- فلسطين- وسوريا، قبل أن يتأهل ويفوز في لقاء النهاية على منتخب المملكة العربية السعودية ويظفر باللقب. ومن حسنات هذه الدورة العربية التي أقيمت في مدينتي الرباط والقنيطرة جمع منتخبات عشرة بلدان عربية وفسح المجال أمام لاعبين من فئة أقل من 19 سنة، وخلال ثلاثة أساليب وقفوا على تجارب وخبرات بعضهم في المباريات. وقد شهدت الدورة إحدى وعشرين مباراة أسفرت منافساتها عن فوز المغرب باللقب وتميز منتخب السعودية بأقوى هجوم لتسجيله تسعة أهداف، كما تألق صف دفاع المنتخب المغربي وخروجه بشباك نظيفة في أربعة مباريات وظهر الأقوى. وانتهت مبارتان بفوز كبير لمنتخب الجزائر على نظيره السوداني (4-0) ومنتخب البحرين على نظيره الكويتي (4-1) وبقيت المباراة الوحيدة بدون أهداف هي التي جمعت منتخبي المغرب والجزائر وانتهت بصفر لمثله. وبتحقيق هذا الإنجاز العربي الهام تحت إشراف الإطار الوطني حسن بنعبيشة وبتركيبة شابة يؤثت مدارها مجموعة من المواهب والطاقات الواعدة: عدنان العصمي، المهدي جرباوي، محمد الشيبي، رضا النوالي، محمد تاراف، المهدي لمفضل، محمد السعيدي، آدم المنفاتي، يوسف السعيدي، حمزة حفيظي، عمر العاطي الله، أيوب قاسمي، وليد الكراطي، عدنان الوردي. نتساءل هل ستتم رعاية هذه المجموعة واستثمار الانجاز بالحرص على الاستمرارية لينتقل هؤلاء الأولاد الى مستوى أرقى ويلتحقون بمنتخب الكبار مستقبلا؟ نتساءل لأن الانجاز هام في المحطة ضمن المسار، وقد عاشت كرة القدم الوطنية محطات مشرقة مع منتخبات الفئات العمرية الصغرى، وكانت قليلة جدا من بينها إحراز لقب كأس افريقيا للشبان مع المدرب المغربي رشيد الطاوسي وبلوغ نصف النهاية في منافسات كأس العالم للشبان في هولندا تحت إشراف الإطار الوطني فتحي جمال، ولن ننسى ذلك الجيل من المواهب الذي تألق في تلك المناسبة في سنة 2005 بهولندا على حساب منتخبات: هندوراس- الشيلي- إيطاليا- اليابان. وضمن التشكيلة آنذاك: نبيل أزهر- هرماش- الأحمدي- بورقادي- محسن ياجور- تيبركانين- لمساسي- رابح- العمراني. وفي نفس المناسبة شارك لاعبون تحولوا الى نجوم من بعد، من بينهم «ليونيل ميسي» الذي توج أحسن لاعب في الدورة، إضافة الى أغويرو، ديفيد فيا، راموس، لوي راند، فابريغاس وغيرهم ممن تحولوا الى نجوم وعمالقة في العالم، في حين احتجب جل لاعبي منتخبنا لتلك الفترة (2005) عندما عادوا الى فرقهم، ومنهم من توقف عن اللعب، ومنهم من وجدوا أنفسهم في ظروف صعبة دون مستوى ما توفر لهم في المنتخب الوطني، ومنهم من لم يحظى باهتمام مسؤولي المنتخب الوطني لفئة الكبار. إننا اليوم أمام جيل جديد تمكن من التألق في الأندية وفي منتخب الشبان وقد حضر مسؤولو الجامعة وتابعوا مباراة النهاية والتتويج رفقة الآباء والأولياء والمدير التقني جان بيير مورلان، والمكلف بالمنتخبات الهولندي بيم فيربيك اضافة الى المدرب البلجيكي إيريك غيريتس ومساعده الفرنسي كوبرلي، ونتمنى أن لا يقتصر هذا الحضور الوازن على التشجيع والتحفيز في محطة عابرة، بل يستمر ويتعزز بالرعاية والاهتمام وفق ستراتيجية ترمي الى تحضير المواهب للحاضر والمستقبل.