تقدمت رئيسة المفوضية الأوربية، أورسولا فون دير لاين، أمس الأربعاء بالرباط، بتعازيها الحارة للشعب المغربي، على إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل ريان، بعد سقوطه في بئر بإقليم شفشاون. وأبرزت فون دير لاين، خلال لقاء صحفي مشترك مع رئيس الحكومة، عقب المحادثات التي أجرياها، أن «العالم أجمع حبس أنفاسه أمام هذه الفاجعة»، معربة عن تعازيها الحارة لوالدي الطفل وللشعب المغربي قاطبة. كما أشادت بالجهود «الجبارة» التي بذلتها فرق الإنقاذ، معبرة عن حزنها للنهاية المأساوية لهذا الحادث. وقالت فون دير لاين، التي بدأت الثلاثاء زيارة إلى المغرب، تعد الأولى لها إلى المملكة بصفتها رئيسة للمفوضية الأوربية، «إننا نقف إلى جانبكم في هذه اللحظات الصعبة». من جانبه، قال رئيس الحكومة إن المغرب سيعمل بجدية على تقوية هذه العلاقات التي يوليها جلالة الملك محمد السادس أهمية خاصة»، مبرزا أن المغرب يسعى للمضي قدما في شراكته مع الاتحاد الأوروبي عبر إقامة مشاريع كبرى مستقبلا. وتابع أن المملكة والاتحاد الأوروبي، اللذين يجمعهما مستقبل مشترك، يتقاسمان نفس وجهات النظر، مشيرا إلى أن محادثاته مع فون دير لاين شكلت مناسبة لاستعراض الأوراش المهمة التي تم إطلاقها تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والتي تحظى فيها الحماية الاجتماعية بالأولوية. وقال في هذا الصدد، إنه أوضح للمسؤولة الأوروبية الأهمية التي يحظى بها هذا الورش بالنسبة للمغاربة، لاسيما في ظل تفشي جائحة كوفيد-19. كما أشار رئيس الحكومة إلى أن هذا اللقاء شكل مناسبة لمناقشة قضايا أخرى ذات أولوية مثل الطاقة الخضراء والانتقال الرقمي والاستثمار والإنعاش الاقتصادي والنهوض بالثقافة. من جهتها، جددت السيدة فون دير لاين التأكيد على إرادة الاتحاد الأوروبي مواصلة تعميق الشراكة «الاستراتيجية، الوثيقة والمتينة» مع المغرب. وجرت المحادثات بين رئيس الحكومة وفون دير لاين بحضور، على الخصوص، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اناصر بوريطة، وسفيرة الاتحاد الأوروبي في المغرب، باتريشيا بيلار لومبارت كوزاك. يذكر أن المغرب والاتحاد الأوروبي أطلقا في 27 يونيو 2019 في بروكسيل «الشراكة الأورو-مغربية من أجل ازدهار مشترك» والتي تعد إطارا قانونيا جديدا ينظم العلاقات الثنائية. وتتمحور هذه الشراكة حول أربع مجالات مهيكلة، تتمثل في تقارب القيم، والتقارب الاقتصادي والتماسك الاجتماعي، والمعرفة المشتركة، ثم التشاور السياسي والتعاون المتقدم في قضايا الأمن. كما تقوم على محورين رئيسيين يهم ان التعاون في مجال البيئة ومكافحة تغير المناخ، والتعاون في مجال التنقل والهجرة.