اختار الدولي الكاميروني السابق روجي ميلا، راديو مارس، مباشرة من الكامرون، للتراجع عن تصريحات في حق المغرب، مع تقديم اعتذار علني عما صدر عنه من ترهات مست عموم المغاربة. قال روجي، في تصريح لبرنامج «مباشر من مارس»، بأن تصريحه تم فهمه بشكل خاطئ، وأنه لم ينتقد المغرب، وكل المغاربة بالنسبة له هم إخوانه. وتابع صاحب الرقصة الشهيرة بمونديال إيطاليا سنة 1990 «يجب إيقاف هذا الجدل، أعتذر للمغرب، ونحن نعرف جيدا أن جلالة الملك يدافع عن أفريقيا وكرة القدم الأفريقية، وأن المغرب ساهم من أجل إجراء هذه الكأس في موعدها». فقد فاجأ كل الأوساط الأفريقية وحتى الدولية، بتصريحات خص بها الصحافة الفرنسية، هاجم فيه بصفة مجانية، دول شمال أفريقيا، بالتحديد كل من المغرب ومصر، متهما إياهما بمحاولة عرقلة مسار كأس أفريقيا بالكامرون، بل ذهب بعيدا في هذيانه، إلى درجة مطالبة الدولتين بمغادرة القارة، واللعب بأوروبا وآسيا. وبالرغم من تراجعه وتقديمه اعتذار، فإن الأمور لايجب أن تقف عند هذا الحد، لأن ما فاه به من اتهامات ليس قليلا، ولهذا لا يجب الوقوف عند هذا الحد، انطلاقا من معرفتنا بالشخص، وشطحاته ومواقفه التي لا تستقر على مبدأ واضح وصحيح. فهذا النجم الأفريقي صاحب المسار الرياضي المشرف، تحول للأسف بعد الاعتزال إلى كائن يبحث بشى الطرق عن المنفعة الشخصية. صحيح أن هذا يهمه كشخص، إلا أن هناك بعض المناسبات تختبر مصداقية الرجل ومواقفه المبدئية. وهنا يمكن أن نحيلكم على مساندته المطلقة لمنافسي كل الملفات التي سبق أن تقدمها بها المغرب باسم افريقيا، لنيل شرف تنظيم مونديال كرة القدم. صاحبنا، الذي لم تكن تهمه أفريقيا التي يدافع عنها اليوم، بقدر ما كان يبحث عن الجهة التي تدفع أكثر. ساند بشكل علني ملفات دول وتكتلات نازعت حق أفريقيا في تنظيم المونديال. لم نكن نعتقد في يوم من الأيام أننا سنتحدث عن واحد من النجوم الكبار، بكل هذه السلبية، فغالبا ما كنا نتجاوز كل شطحاته، إلا أن الأمور وصلت الى حد لا يطاق، ولا يمكن السكوت عنه، خاصة وأن ما قاله يمكن وصفه ب»العنصرية» المرفوضة. فهو يتحدث عن دولة تعطي الدليل على تشبثها بعمقها الإفريقي، وما استثماراتها الكبيرة، والاستراتيجية التي قادها جلالة الملك محمد السادس داخل مختلف ربوع القارة، إلا دليلا ساطعا على إيمان بلاد جبال الاطلس بإفريقيا قوية ومتضامنة. فهل تعرض روجي لتأثير جهة معينة؟ وهل سعى إلى الاستفادة من التناقضات المطروحة على الساحة الأفريقية؟ وهل سعى إلى استمالة عطف إحدى الدول التي لا تخفي عداءها للمغرب، وقضاياه ورموزه؟ كثيرة هي الأسئلة والتساؤلات التي تطرح في هذه الحالة غير الطبيعية في العلاقة الإنسانية المفروض أن تطبع العائلة الأفريقية عموما. بعد تراجع ميلا عما جاء لسانه في حق المغرب، ننتظر أن يعقبه تصحيح في المواقف، والاحتكام من الآن فصاعدا الى الروح الوحدوية والتضامن الأفريقي…