تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار جهود محاربة الهدر المدرسي، عناية خاصة لتحسين شروط عيش التلاميذ، لاسيما الفتيات بالوسط القروي. وتشكل مؤسسات الحماية الاجتماعية من قبيل (دار الطالب) و(دار الطالبة) آليات جوهرية أحدثتها المبادرة في مجال محاربة الهدر المدرسي بالوسط القروي على مستوى إقليمالقنيطرة. وهكذا، يستفيد التلاميذ من فضاء استقبال يتيح لهم الإيواء والإطعام والتأطير، بغرض تعبيد الطريق لهم أمام ولوج ملائم نحو الدراسات الجامعية. ومن بين مؤسسات الحماية الاجتماعية هذه، (دار الطالبة) بجماعة عرباوة (إقليمالقنيطرة) التي تستقبل حوالي 60 فتاة ينحدرن بشكل أساسي من الوسط القروي. وصرح لوكالة المغرب العربي للأنباء مدير هذه المؤسسة كرايمي بوسلهام أن هذه البنية التي أنجزتها وجهزتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تطمح إلى محاربة الهدر المدرسي وتحسين شروط العيش والدراسة للطلبة الصغار بالإقليم. وتابع أن 60 فتاة استطاعت مواصلة تعليمهن بفضل هذه البنية الاجتماعية التي توفرت فيها الظروف المرضية للتركيز الكامل في دراستهن. وفضلا عن ذلك، ومن خلال اقتناء حافلات النقل المدرسي، ساهمت المبادرة بتعاون مع السلطات الجماعية بشكل كبير، في الرفع من حظيرة هذا النوع من النقل كوسيلة لمكافحة الهدر المدرسي. وفي هذا الصدد، أكد النائب الأول لرئيس المجلس جماعة عرباوة علال الهلالي أن اقتناء هذه الحافلات المدرسية يهدف إلى محاربة الهدر المدرسي وتشجيع الفتيات القرويات على مواصلة دراستهن. وكشف أن حوالي 600 تلميذا يستفيدون من النقل المدرسي بجماعة عرباوة، غالبيتهم من الإناث بما مجموعه تسع حافلات. وفيما يتعلق بتشجيع التعليم الأولي في المناطق النائية من الإقليم، جعلت المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من دعم هذا التعليم في العالم القروي أولوية محورية في دعم تنمية رأس المال البشري للأجيال الصاعدة. وفي أفق تحقيق هذه الغاية، أشارت رئيسة قسم الشؤون الاجتماعية بإقليمالقنيطرة ابتسام عيادي خلال زيارتها لوحدات التعليم الأولي بجماعتي سيدي علال التازي وسوق ثلاثاء الغرب، إلى أن 43 وحدة و68 فصلا تم تخصيصها لهذا التعليم لفائدة أطفال واقعة أعمارهم بين 4 و6 سنوات بالإقليم.