تشكل مبارة غينيا بيساو المدرجة ضمن الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، فرصة مواتية لأسود الأطلس لتصدر المجموعة التاسعة، يوم الأربعاء المقبل، قبل مواجهة نفس الخصم في تاسع أكتوبر الجاري، وغينيا كوناكري في 12 منه. وعقب الجولة الثانية التي أجلت من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والاتحاد الدولي للعبة، يسعى المنتخب الوطني لتحقيق أفضل بداية في خضم الأسبوع الشاق الذي ينتظره من خلال الظفر بالنقاط الثلاث في المباراة ضد غينيا بيساو، المتصدر المؤقت برصيد أربع نقاط، إثر تعادله مع منتخب غينيا (1-1) وفوزه على منتخب السودان (2-4). وعلى الورق، لا ينبغي أن تكون مهمة أسود الأطلس صعبة علما أن المبارتين المقبلتين ستقامان أيضا في المغرب،مما يشكل عاملا ايجابيا أمام زملاء غانم سايس لكسب المزيد من النقاط و التموقع في الصدارة . ويبدو المدرب الوطني، وحيد حاليلوزيتش، واثقا من المجموعة التي اختارها لهذه المهمة، والتي وصفها بنفسه بأنها «معقدة»، نظرا للظروف التي تجرى فيها التصفيات الإفريقية لكأس العالم 2022، وعلى وجه الخصوص، إجراء ثلاث مباريات في سبعة أيام. ومع استمرار تطور مستوى المجموعة الوطنية والتغييرات الضرورية وفقا لحاليلوزيتش، يبدو أن شباك أسود الأطلس ستبقى مؤمنة جيدا من قبل الثلاثي ياسين بونو (نادي إشبيلية) ومنير الكجوي (هاتايسبور) وأنس الزنيتي (الرجاء البيضاوي)، والذي ينضاف إليه ولأول مرة حارس مرمى نادي تشيلسي الشاب سامي تلمساني. أما خط الدفاع المكون من العميد رومان سايس (ولفرهامبتون) ونايف أكرد (رين)، الذي خاض 90 دقيقة من مباراة السودان (2-0) فيتعين ان أن يكون متوازيا ومنسجما . وبالمثل، فإن الظهيرين أشرف حكيمي ( باريس سان جيرمان ) وآدم ماسينا (واتفورد) سيلعبان على التوالي على الرواقين الأيمن والأيسر من أجل تقديم المزيد من الحلول للأجنحة، دون اغفال المساهمة الهجومية التي يمكن أن يقدمها حكيمي باختراقاته وتمريراته وتسديداته، نظير ما يقدمه من عروض رفقة النادي الباريسي (3 أهداف وصنع 2). وبعد الاستغناء عن خدمات عادل تعرابت (بنفيكا)، الذي كان عنصرا أساسيا في تنظيم اللعب، سيعتمد حاليلوزيتش لتقوية خط الوسط على كل من سفيان أمرابط (فيورنتينا) وأيمن برقوق (فرانكفورت) وسليم أملاح (ستاندار دي لييج). ومع ذلك، فإن كل شيء سيرتكز على نظام اللعب الذي سيتبناه المدرب البوسني في غياب حكيم زياش، الذي تم الاستغناء عنه لأسباب انضباطية، وخاصة فيما يتعلق بمركز إلياس شاعر، الحاسم في الوقت الحالي مع كوينز بارك رينجرز، بثلاثة أهداف في دورتين متتاليتين (2 ضد برمنغهام و 1 ضد بريستون). ويستطيع الياس الشاعر الذي شغل مركز الجناح الأيمن في المباراة الأخيرة، أن يلعب في نهاية المطاف كصانع ألعاب، خلف المهاجمين التقليديين، للاستفادة من الأجنحة، وهي كثيرة في القائمة المناداة عليها. وسيكون وحيد حاليلوزيتش في حيرة من أمره لاختيار الجبهة الهجومية، خاصة أن لديه عدة خيارات يمكن أن تعطي مزيدا من الفعالية للخط الأمامي، الذي من المحتمل أن يحرم من يوسف النصيري، المصاب مع نادي إشبيلية الأسبوع الماضي. وبإمكان سفيان بوفال، التي استعاد مستواه مع نادي أنجي هذا الموسم، وزكريا أبوخلال (أزد ألكمار) تقديم العديد من الحلول على كلا الجانبين من خلال اللعب المتقاطع لخلق المزيد من الفرص. كما سيصنع سفيان رحيمي، المتألق في الإمارات العربية وأشرف بنشرقي الذي أصبح نقطة مرجعية في هجوم الزمالك، الفارق على الأجنحة بسرعتهما ولعبهما الفعال. ومع ذلك، بات مركز رأس الحربة اشكالية تؤرق الطقام التقني للمنتخب الوطني. بالرغم من الأداء الرائع الذي قدمه النصيري على مستوى النادي، إلا أن أداءه مع أسود الأطلس مازل غير مرضي. وقد يعوض الشاب ريان مايي لاعب فيرينكفاروسي (6 أهداف في 6 مباريات) بالدخول من الدقيقة الأولى غياب مهاجم إشبيلية (المصاب)، ما لم يقرر حاليلوزيتش إقحام أيوب الكعبي لاعب هاتاي سبورت (4 أهداف في 7 مباريات) منذ البداية. والأكيد أن التوقيع على نتيجة ايجابية في مباراة غينيا بيساو سيمنح لأسود الأطلس مزيدا من الثقة لإنهاء جولة التصفيات المؤهلة لكأس العالم بأحسن صورة. يذكر أن المنتخب المغربي يحتل المركز الثاني مؤقتا (3 نقاط)، وذلك عقب فوزه على منتخب السودان على أرضه بهدفين دون رد، من توقيع نايف أكرد (د 10) ومحمد أبو عقلة عبد الله ضد مرماه (د 54) بعد محاولته إبعاد تسديدة من الدولي المغربي إلياس شاعر.