غادر المغرب التطواني حظيرة الكبار ونزل إلى القسم الإحترافي الثاني مرغما، وأكدت المباريات الخمسة الأخيرة عجز الفريق عن تحقيق انتصار مترجما ضعفا بينا، ومردودا فنيا متواضعا دون مستوى رهان التنافس من أجل الحفاظ على البقاء. وسقط المغرب التطواني من القسم الاحترافي الأول، بعد أن قضى به ستة عشر سنة منذ أن تمكن من الإنعتاق من القسم الثاني واسترجاع مقعده في موسم 2004 – 2005 بفضل جهود مكتب مسير ترأسه عبد المالك أبرون، مكتب نجح في تحويل النادي ونقله احترافيا إلى الصفوة مع العمل على تصحيح أعطاب جسدت معاناة المؤسسة خلال عقود. وباجتهاد جماعة أبرون تم توفير مركز للتكوين ومقر في منطقة الملاليين مجهز بالحاجيات من المرافق الرياضية والصحية، إضافة إلى الإيواء والتغذية. وبعد ستة مواسم، أحرز المغرب التطواني أول لقب له في تاريخ البطولة الوطني موقعا على ملحمة غير مسبوقة في مباراة حاسمة ختمت الدوري 2011 – 2012، كان موعدها الاثنين 12 ماي بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، حيث حل المغرب التطواني ضيفا على الفتح الرباطي معززا بآلاف الجماهير من الشمال، وحقق المغرب التطواني الفوز بهدف واحد حمل توقيع عبد الكريم بنهنية في الدقيقة 52. وبعد موسمين 2013 – 2014، جدد الفريق الإنجاز وأحرز لقبه الثاني وحسم الأمر في أخر مباراة بهزم النهضة البركانية يوم الأحد 26 ماي 2014 وبحصة 2 – 1، وسجل هدفي الفوز للفريق التطواني عبد المولى الهردومي في د16 ود32، وسجل هدف بركان الوحيد لاعبه لحسن أخميس في د 81. وبالفوز وهزيمة منافسه في الصدارة فريق الرجاء بأسفي أمام الأولمبيك المحلي أضاف المغرب التطواني اللقب الثاني في البطولة، ومن غريب الصدف أن فريق النهضة البركانية هزمت المغرب التطواني في الدورة الأخيرة، الثلاثاء الأخير وضرب آخر دقات المسمار في نعشه و حسم أمر نزوله. فماذا حدث للمغرب التطواني وما سر تراجعه و خليه عن مشروع التطور ولماذا خرج من دائرة الكبار وهو الذي أحرز لقبين وشارك في مونديال الأندية.. يبدو أن المحطة المفصلية في تاريخ النادي جاءت في الجمع العام الذي عقده برلمان المغرب التطواني يوم الجمعة 13 يوليوز 2018، جمع تحول من عادي إلى إستثنائي وأعلن فيه المكتب المسير برئاسة عبد المالك أبرون عن استقالة جماعية، وسقطت مفاتيح تسيير النادي من يدي أبرون إلى يدي محمد رضوان غازي المرشح الوحيد لكن المهمة صعبة والمسؤولية ثقيلة، وتابعنا كيف لم ينعم المغرب التطواني بالاستقرار التقني وكيف أغلق ملعبه من أجل الإصلاح، وأجرى الفريق جميع مبارياته مغتربا بعيدا عن تطوان يتنقل بين ملاعب الرباط وطنجة وفاس، قبل أن يسقط و يودع غريبا في ملعب الأب جيكو في الدارالبيضاء. والنزول إلى القسم الثاني جاء نتيجة تراكمات، وصراعات وتغييرات وإلا كيف يقبل مسيرو المغرب التطواني إقالة إبن الفريق جمال الدريدب وتعويضه بمدرب إسباني (كوسانو كانطوني أنطونيو) قبل اثني عشر يوم عن نهاية الموسم والرجل غريب عن فضاء المغرب التطواني وعن الدوري المغربي، والمصير محتوم، فهي أخطاء بالجملة مقرونة بضعف الإمكانيات وكذا الصراعات الخفية بين مختلف الفعاليات. وطبيعي أن تحدث السقطة هزة عنيفة أخرجت الجمهور للتنديد والاحتجاج والمطالبة بتصحيح المسار، وفي المقابل خرج مكتب رضوان غازي يعلن عن الأربعاء 25 غشت موعدا للجمع العام الانتخابي، ويتعهد الرئيس بتبليغ المنخرطين بجدول أعمال الجمع فما الذي يحمله هذا الجمع وهو منعرج هام في المسار؟ وهل يتم قراءة المرحلة التاريخية الاستثنائية التي نجحت في نقل الفريق و تحويله إلى الصفوة ودخول خارطة الألقاب؟ و كيف يكون التغيير دون أضرار؟ نتساءل لأن الوضع مقلق وتطوان تستحق فريقا ضمن الكبار.