تمكن فريق علمي فرنسي يقوده البروفيسور المغربي منصف بنكيران مؤخرا من تحقيق إنجاز كبير في مجال البحث حول عدوى فيروس داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا). وتم نشر نتائج هذا البحث الذي أجراه البروفيسور بنكيران مع خبراء في علم الفيروسات الجزيئية بمعهد علم الوراثة البشرية التابع للمركز الوطني للبحث العلمي بمونبلييه (جنوب) بتعاون مع فريقين فرنسيين آخرين، مؤخرا في مجلة «نايتشر» البريطانية المرموقة. وحدد باحثون البروتين الخلوي (سام إتش د1) الذي يجعل الخلايا الجذعية تقاوم عدوى فيروس نقص المناعة المكتسبة1، النوع الأكثر فتكا وتواجدا في العالم. وأوضح الدكتور أوليفييه شوارتزر مدير مجموعة «الفيروسات والمناعة»، والمشارك في هذه الدراسة أنه في حالة الخلايا الجدعية فإن «فيروس نقص المناعة المكتسبة 1 لا ينمو بفعالية لحد الآن، ونحن لا نعرف لماذا». وأوضح البروفيسور بنكيران في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن «الخلايا الجذعية هي التي تقوم بالسيطرة على استجابات جهاز المناعة. فالجواب الأول يكون فطري وغير محدد، في حين أن الثاني الذي يلي، هو استجابة محددة ضد جرثومة جد معينة». وأبرز أن نتائج هذه الدراسة ستفتح آفاقا «مهمة للغاية» للبحوث الأساسية»، مشيرا إلى أن مثل هذه البحوث تعطي معرفة واسعة للتفاعل بين الفيروسات والخلايا. ومن جهة أخرى يشارك فريق البروفيسور بنكيران في برامج البحث حول النماذج الحيوانية بالتعاون مع فريقي جائزة نوبل فرانسواز باري سنوسي من معهد باستور، والبروفيسور إيف ليفي رئيس مصلحة علم المناعة السريرية في مستشفى هنري موندور (كريتيي). وذكر أن هذه النتائج تفتح أيضا آفاقا واسعة لتلقي العلاج، ولا سيما أن «95 بالمائة من الأدوية التي توجد اليوم ضد فيروس نقص المناعة المكتسبة هي عناصر مستمدة من البحوث الأساسية». وأشار إلى أنه «وعلى الصعيد العلاجي، فإن ما يريده الأطباء هو استهداف الخلايا الجذعية من خلال لقاحات لتكون هناك استجابة مناعية مناسبة...». وبالإضافة لفريق بنكيران، قام فريق من معهد باستور وآخر من معهد كوشين (جامعة باريس ديكارت)، بالتعاون على إنجاز هذه الدراسة بدعم من الوكالة الوطنية للأبحاث حول السيدا ومؤسسة الأبحاث الطبية في فرنسا والمجلس الأوروبي للبحوث.