طارق سقي: الرياضية طائرة بلا ربان تحكمها الفوضى والزبونية «هي فوضى» ليس عنوانا للفيلم المصري الذي أخرجه المخرجان الراحل يوسف شاهين وخالد يوسف، بل هي فوضى عارمة تعيشها إحدى المنابر الإعلامية بالمشهد الإعلامي المغربي، يتعلق الأمر بقناة «الرياضية» التي انطلقت سنة 2006 وأوشكت على إطفاء شمعتها الخامسة، جو فوضوي مليء بالمشاكل والاختلالات ما تعيشه القناة المغربية المختصة في عالم الرياضة، وهو ما حال دون ارتفاع أداء القناة التي باتت شبه مهجورة من لدن المتتبع المغربي، اللهم إن تعلق الأمر بمباراة لكرة القدم في البطولة الوطنية. وفي هذا السياق، نظمت نقابة مهنيي الرياضية المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل يوم الاثنين الماضي، وبحضور أعضاء المكتب ومجموعة من المنخرطين والمنخرطات ووسائل الإعلام المكتوبة، ندوة صحفية لتسليط الضوء على مجموعة من النقاط المثيرة والمتعلقة بالتسيير الكارثي الذي تتخبط فيه القناة منذ عهد مديرها السابق يونس العلمي إلى مديرها الحالي طارق نجم، إضافة إلى التهميش التي تتعرض له القناة عمدا عكس مثيلاتها من قنوات الشركة الوطنية للإذاعة. واستهل طارق سقي الكاتب العام لنقابة مهنيي الرياضية، كلمته بشكر جميع الحاضرين على تلبيتهم الدعوة، مؤكدا أن حضورهم دليل على غيرتهم على القناة الرياضية التي فقدت ثقة أغلب المغاربة من حيث قدرتها على تقديم نفسها في الساحة الإعلامية المغربية، مضيفا أن تعامل أغلب الصحف كان إيجابيا وحياديا، حسب قوله. وتطرق سقي للحديث عن نشأة النقابة التي تدافع عن حقوق كل العاملين سواء إداريين، صحفيين أو تقنيين، وكيف أن هاته الأخيرة ظهرت إلى الوجود في 20 دجنبر 2010 حيث تم عقد أول جمع عام بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بحضور 71 منخرط ومنخرطة، أسفر عن انتخاب تسعة أعضاء بشكل نزيه وشفاف وتبعا للمساطير القانونية المؤطرة للعمل النقابي، إضافة إلى إخبار المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بتأسيس العاملين بالقناة الرياضية مكتبا نقابيا يدافع عن حقوق مستخدميها. من جهة أخرى، تحدث الكاتب العام لنقابة مهنيي الرياضية، عن سوء التسيير الذي تتخبط فيه القناة وتفشي المحسوبية والزبونية في تعامل المسؤولين الذين لا يؤمنون سوى ب «باك صاحبي»، كاشفا في الآن ذاته عن مجموعة من الخروقات التي أوصلت مردودية القناة إلى الحضيض، بحيث أن نظام الأجور لا يخضع لأي معيار سوى مدى القرب أو البعد من المدير العام، في حين أن الكفاءات يطالها التهميش على حساب عناصر لا علاقة لها بالإعلام، وشبه سقي قناة الرياضية ب «الطائرة» التي فقدت ربانها قبل أن تستنجد بشخص لا يجيد فنون الملاحة بالمرة، ما يعني أن نهايتها ستكون وشيكة ولن تهبط إلى بر الأمان في حال من الأحوال. وقال سقي إن سياسة اللامبالاة كانت عنوانا بارزا لطريقة تعامل فيصل العرايشي المدير العام للشركة، حيث قال «لم نشاهد السيد المدير العام إلا في مناسبتين: الأولى عند انطلاق القناة، والثانية عند تنصيب طارق نجم ربانا جديدا للرياضية»، مضيفا أن مدير القناة ارتكب «مذبحة تسييرية» كما أنه لا يملك أدنى المقومات التي تؤهله إلى التحكم في دفة الرياضية، بحكم أنه «رجل يفهم في الاقتصاد والمال، ولا علاقة له بالتلفزة سوى أنه يملك واحدة في منزله». وأضاف أن القناة تستحق بالفعل الدخول في خانة الفرائد نظرا لمجموعة من الأمور التي يمكن تلخيصها في كونها، القناة الوحيد التي انطلقت بشكل فعلي ومباشر من دون أي بث تجريبي، وأنها صاحبة أصغر أستوديو في العالم (8-4)، وأنها الرياضية تفتقد لأدنى المقومات التي تجعل منها قناة تبث فضائيا، كغياب الهواتف والفاكس وحتى الكراسي (كرسي لكل 5 أفراد). وقدم الكاتب العام مجموعة من الأرقام التي تتعلق بالميزانيات المخصصة لبرامج القناة، علما أن النقابة طالبت في أكثر من مناسبة بإرسال لجنة لإجراء افتحاص مالي للقناة، حيث كشف عن مبالغ مالية تصرف ببذخ على برامج دون المستوى، منها ما تنتهي مسيرته قبل البداية أو العرض، في حين أن أجور العاملين بالقناة لا تتجاوز 4500 درهم عند الغالبية، أما التعويضات عن التنقل والأكل والملابس فإنها تظل في خبر كان. وعن محضر الاتفاق الموقع بين النقابة ومدير الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، قال سقي إن 30 يوما هي المدة الزمنية التي كانت محددة لتنفيذ بنود الاتفاق، لكن توضح جليا، يضيف ذات المتحدث، أن سياسة اللامبالاة ولغة الخشب هي ما تتلقاه النقابة سواء من إدارة القناة أو من الإدارة المركزية. وأوضح الكاتب العام لنقابة مهنيي الرياضية في الأخير، أنه في حالة الاستمرار في تجاهل مطالب مستخدمي القناة فإن النقابة سترفع من وتيرتها الاحتجاجية ضد الإدارة المركزية، والتي ستصل إلى حد الإضراب عن العمل لساعات بشكل منظم ومدروس من طرف كافة المنخرطين البالغ عددهم 102 مستخدما، حسب الكاتب العام، بعد أن كانت النقابة قد استنزفت جميع أشكال الاحتجاج عبر الوقفات التي نظمها مستخدمو القناة في وقت سابق.