اجتازت عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد عتبة جديدة في العالم مع تلقيح أكثر من 224 ألف شخص في الهند وتسارع الحملات في أوروبا حيث يريد المسؤولون الطمأنة إزاء مهل تسليم اللقاح. وفي مختلف أنحاء العالم، يجري تشديد القيود فيما تنتشر السلالة المتحورة من فيروس كورونا المستجد. جعلت بريطانيا، الدولة الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا مع 88,590 وفاة، ابراز فحص سلبي لكوفيد-19 إلزاميا من قبل الوافدين من الخارج اعتبارا من الاثنين. واعتمد إجراء مماثل للمسافرين من خارج دول الاتحاد الأوروبي في فرنسا (أكثر من 70 ألف وفاة) التي وسعت السبت حظر التجول ليشمل كل أراضيها وسبقت موعده الى الساعة السادسة مساء في كل أنحاء البلاد مع التفكير في إغلاق جديد «بدون تأخير» في حال «تدهور الوضع الوبائي بشكل كبير». والاثنين أيضا ستصبح كمامات «اف اف بي 2» إلزامية في وسائل النقل العام والمتاجر في بافاريا بجنوب ألمانيا والنمسا التي أعلنت الأحد أنها ستمدد الإغلاق الثالث الذي بدأ قبل الميلاد حتى 8 فبراير. في سويسرا، ولتجنب «موجة ثالثة» سيصبح العمل من بعد إلزاميا الاثنين «في كل مكان ممكن»، كما سيتعين على المتاجر غير الأساسية إغلاق أبوابها وستحصر التجمعات الخاصة بخمسة أشخاص. حظرت إيطاليا السبت الرحلات القادمة من البرازيل بسبب سلالة جديدة متحورة اكتشفت في هذا البلد وستعيد فرض إغلاق في ثلاث مناطق تعتبر شديدة العدوى اعتبارا من الاثنين. وفي مواجهة الوضع الوبائي في البلاد (حوالي 210 آلاف وفاة) وافقت الهيئة الناظمة البرازيلية الأحد على استخدام لقاحين ضد كوفيد 19 بشكل طارىء هما البريطاني استرازينيكا والصيني كورونافاك، وهما أول لقاحين يسمح بهما في البلاد. في كولومبيا كما في لبنان، فرضت السلطات إغلاقا صارما بينما وصلت المستشفيات إلى قدراتها الاستيعابية القصوى. قامت الهند، ثاني دولة من حيث عدد السكان في العالم مع 1,3 مليار نسمة، بتلقيح أكثر من 224 ألف شخص السبت والأحد. وقال وزير الصحة الهندي هارس فاردهان لنظرائه في الولاياتالهندية السبت «لقد حصلنا على أصداء مشجعة ومرضية في اليوم الأول» مضيفا «أن هذا اللقاح سيكون بالواقع +سانجيفاني+ (منقذ للأرواح)». وتعتزم الهند تلقيح 300 مليون شخص بحلول يوليو، أي ما يوازي عدد سكان الولاياتالمتحدة تقريبا، في إطار إحدى أكبر حملات التلقيح في العالم. وتستند هذه الحملة الى لقاحين: كوفاكسين الذي طوره بهارات بيوتيك والمجلس الهندي للأبحاث الطبية، وكوفيشيلد النسخة التي طورتها استرازينيكا وجامعة أكسفورد. اللقاحان ينتجهما معهد «سيروم انستيتيوت اوف انديا» وتمت الموافقة عليهما بشكل طارئ في مطلع يناير. والهند ثاني دولة أكثر تضررا في العالم بالوباء بعد الولاياتالمتحدة مع أكثر من عشرة ملايين إصابة معلنة رغم أن معدل الوفيات فيها يعتبر بين الأدنى في العالم. وبحسب وزارة الصحة فإن 447 شخصا شعروا بآثار سلبية بعد تلقيهم اللقاح مثل ارتفاع درجات الحرارة وأوجاع رأس وغثيان، وتم إدخال ثلاثة أشخاص الى المستشفى سرعان ما غادره اثنان منهم. في النروج، أعلنت وكالة الأدوية الأسبوع الماضي أن وفاة 13 مسنا في وضع صحي هش بعد الجرعة الأولى من اللقاح قد تكون مرتبطة بآثار جانبية للقاح. وبات المعهد النروجي للصحة العامة يوصي حاليا بتقييم معمق للفوائد والآثار السلبية للقاح لدى الأشخاص الضعفاء أو المسنين. وقال المسؤول في وكالة الأدوية ستينار مادسن كما نقلت عنه الخميس هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة «لسنا قلقين من هذا الأمر. من الواضح أن هذه اللقاحات تنطوي على مخاطر قليلة جدا، مع استثناء ضئيل للمرضى الأكثر هشاشة». تبدأ روسيا الاثنين حملة تلقيح واسعة النطاق ضد كوفيد 19 مستخدمة لقاحها سبوتيك-في الذي يصفه الرئيس فلاديمير بوتين بأنه «الأفضل في العالم». وتستعد فرنسا أيضا لتوسيع حملتها لتشمل الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 75 عاما ولا يعيشون في دور تقاعد (خمسة ملايين شخص) وكذلك حوالي 800 ألف شخص يعتبرون من الفئة التي تعاني أمراضا وتعد «عالية الخطر» (مثل الفشل الكلوي المزمن أو مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج). من جهتها بدأت إسبانيا الأحد إعطاء الجرعة الثانية من اللقاح للأشخاص الذين يعتبرون في فئة الأولوية والذين تلقوا الجرعة الأولى في دجنبر. وبعدما تجاوزت الأسبوع الماضي العتبة الرسمية لمليوني إصابة مؤكدة، سجلت إسبانيا الجمعة حصيلة قياسية بلغت 40,197 إصابة في 24 ساعة. وتعتمد الدول الأوروبية على لقاح تحالف فايزر/بايونتيك الأميركي الألماني بهدف السيطرة على الوباء، فيما تواجه القارة موجة وبائية ثانية مع انتشار نسخة بريطانية متحورة من الفيروس يعتقد العلماء أنها أكثر قدرة على نقل العدوى بنسبة 74%. وحاول المختبران السبت طمأنة الأوروبيين مؤكدين أنهما وضعا «خطة» تتيح الحد من التأخير أسبوعا في تسليم اللقاح المضاد لكوفيد 19 في الوقت الذي تخشى فيه أوروبا من تراجع تسليم الجرعات «لثلاثة أو أربعة أسابيع». وقالت الشركتان في بيان مشترك «وضعت فايزر وبايونتيك خطة تسمح برفع قدرات التصنيع في أوروبا وتوفير مزيد من اللقاحات خلال الفصل الثاني». وأكدتا أن سبب التأخير حصول «تعديلات على آليات الإنتاج» في مصنع بورس البلجيكي، ستسمح برفع قدرات التسليم اعتبارا من 15 فبراير. كانت المجموعتان أعلنتا الجمعة أنهما غير قادرتين على توفير كمية الجرعات التي كانتا قد التزمتا بتسليمها، ما أثار غضب الدول الأوروبية، التي تتعرض أصلا للانتقادات بسبب تباطؤ عملية التلقيح. وكشفت كمبوديا عن «مساعدة» صينية ستوفر لها مليون جرعة من لقاح سينوفاك. وتعهد وزير الخارجية الصيني وانغ لي توفير 500 ألف جرعة من اللقاح إلى الفيليبين. وبحسب آخر حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس، فإن كوفيد 19 تسبب بأكثر من 2,022،740 وفاة في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في نهاية دجنبر 2019.