تعيش وزارة التربية الوطنية منذ بداية الموسم الجاري تخبطا في كثير من الملفات التي جعلتها وسط دوامة من الجدل والاتهامات، حيث أدى إسقاط اسم معلن عن نجاحه في الاختبارات الكتابية لمباراة توظيف الأساتذة أطر الأكاديمية التي جرت بشفشاون جدلا واسعا بمواقع التواصل الاجتماعي. ووجه عشرات المرشحين الذين اجتازوا مباريات توظيف الأساتذة أطر الأكاديميات والملحقين الإداريين والتربويين والاجتماعيين اتهامات للأكاديميات التربوية والوزارة بالتخبط في عملية التصحيح وببعض الممارسات التي وصفوها "بالمرفوضة". وطالب العشرات بإتاحة تصحيح الاختبارات الكتابية للتوظيف للاطلاع عليها من قبل المرشحين وإعطاء فترة زمنية للطعن في النتائج التي يشوبها الغموض، وذلك في الوقت الذي ردت فيه أغلب الأكاديميات ببلاغات نفي لهذه الاتهامات. كما أثار بلاغ لوزارة التربية الوطنية حول ملابسات استدراك نتائج امتحان مباراة ولوج مركز تكوين مفتشي التعليم الابتدائي، جدلا واسعا وانتقادات لاذعة لوزارة التربية الوطنية، خصوصا وأنه لم تمر سوى أسابيع قليلة عن الجدل الذي خلقته مباريات توظيف الأساتذة المتعاقدين بالأكاديميات الجهوية. وكان بلاغ الوزارة قد أوضح أن خطأ وقع في مسك أرقام الامتحان لمباراة ولوج مركز تكوين مفتشي التعليم الابتدائي، وأفرز إعلان نجاح مترشح بدلا عن مترشحة راسبة سبق الإعلان عن نجاحها. إلى ذلك، دخل رشيد حموني النائب البرلماني عن حزب التقدم والاشتراكية على خط هذه الانتقادات وما أحدثته هذه الوقائع من جدل، حيث وجه سؤالين كتابيين لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الأول يهم الإعلان عن نتائج الاختبارات الكتابية لمباراة توظيف الأساتذة أطر الأكاديمية – دورة نونبر 2020 الخاصة بسلك الابتدائي المزدوج التي جرت بالثانوية التأهيلية مولاي رشيد بشفشاون. فيما هم السؤال الثاني ملابسات استدراك نتائج امتحان مباراة ولوج مركز تكوين مفتشي التعليم الابتدائي. وقال حموني في سؤاله الكتابي الأول إن قوائم النتائج المعلنة والخاصة بدورة نونبر 2020 الخاصة بسلك الابتدائي المزدوج التي جرت بالثانوية التأهيلية مولاي رشيد بشفشاون، خلقت جدلا بسبب واقعة إسقاط اسم أحمد العيساوي، رقم امتحانه 600287، والذي تم وفقها إعلان نجاحه، ليفاجأ هذا الأخير بعد ساعات من هذا الإعلان بإسقاط اسمه ضمن الناجحين، وتعويضه باسم سيدة تسمى (ش.ج). وأضاف حموني أن هذه الواقعة أثارت عدة أسئلة لدى الرأي العام المحلي ببولمان، الذي يتحدث عن "عملية ممنهجة ضد مواطن مغربي من المغرب العميق"، بحكم أن المعني بالأمر ينحدر من جماعة تاندينت بإقليم بولمان. وساءل النائب البرلماني عن حزب "الكتاب" سعيد أمزازي عن التدابير التي ستتخذها الوزارة من أجل التحقيق في نازلة إسقاط اسم ناجح في الاختبارات الكتابية لمباراة توظيف الأساتذة أطر الأكاديمية التي جرت مؤخرا بشفشاون، وتعويضه باسم آخر، وترتيب الآثار القانونية عن ذلك. في ذات السياق، وجه ذات النائب البرلماني سؤاله الكتابي الثاني والذي هم إدارة مركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط، التي أصدرت نهاية الأسبوع الماضي استدراكا بشأن ما أسمته "خطأ وقع في مسك أرقام الامتحان لمباراة ولوج مركز تكوين مفتشي التعليم الابتدائي"، وأفرز إعلان نجاح مترشح بدلا عن مترشحة راسبة سبق الإعلان عن نجاحها. وقال حموني إنه "بغض النظر عما يمكن أن يشوب هكذا عمليات من أخطاء مادية وتنظيمية معتادة، إلا أننا لم نتصور يوما أن يصل الأمر إلى هذا المستوى من التخبط بين إعلان النجاح والرسوب، لاسيما في ظل التجربة التي راكمتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في تنظيم الامتحانات والمباريات، ورصيدها في تدبير عدد كبير من الموارد البشرية والمادية". ودعا البرلماني والقيادي في حزب التقدم والاشتراكية إلى فتح تحقيق إداري معمق ومجرد في شأنه، وإعلان نتائجه للرأي العام الذي تفاعل بقوة مع ما وقع، وترتيب الآثار القانونية عنه، وإحالة المشتبه فيهم على النيابة العامة، إن اقتضى الحال ذلك، مشيرا إلى أن خطورة الموضوع تقتضي ذلك، وكذا قصد اتخاذ ما يلزم من إجراءات حفاظا على صورة الوزارة ومصداقية المباريات التي تنظمها مصالح الدولة.