بعد التجربة التي عاشتها الإدارة التقنية الوطنية السابقة بقيادة ناصر لارغيت، والتي لم تتمكن من تحقيق كل الأهداف المنتظرة منها، لأسباب عديدة لا ترتبط فقط بكفاءة المسؤول الأول، أو بسبب سوء الاختيارات على مستوى العنصر البشري، أو برامج العمل، ولكن أيضا لحدوث تدخلات واختراقات متعددة، أفرغت الجهاز من محتواه وأهدافه. انطلقت تجربة جديدة مع الإدارة التقنية التي يقودها حاليا الويلزي أوشن، على أساس تفادي تكرار نفس الأخطاء، أو إعادة تجربة مماثلة لنسخة لارغيت، والتي تجاوزت الأربع سنوات، دون أن تتمكن من تحقيق كامل الأهداف المطلوبة منها، على الأقل مرحليا. هذا الأسبوع عقد فوزي لقجع رئيس الجامعة، سلسلة من الاجتماعات مع فريق العمل الذي يقوده أوشن، كان الهدف منها وضع الخطوط العريضة، لتطوير منظومة كرة القدم الوطنية، والجديد في التجربة، التعامل على أساس عقد برنامج لفترة 2020/2024، بتحديد المسؤوليات والمهام. بنود هذا التعاقد تتحدد في محاور متفرعة، وخطوط عريضة متنوعة، تشمل كل الجوانب التقنية المرتبطة بممارسة كرة القدم على الصعيد الوطني، وهذا يمكن من المتابعة والمحاسبة، لكن شريطة برمجة عمليات التقييم عبر مراحل. يتمحور برنامج العمل المحدد للإدارة التقنية الوطنية الجديدة، كما جاء في بلاغ صادر عن الجامعة، بضرورة الاهتمام بالعمل القاعدي على الصعيدين المحلي والجهوي، مع مواكبة كل هذا ببرامج تكوين وهيكلة قادرة على الرفع من المستوى التقني والبدني. يتضمن البرنامج أيضا تكوين المدربين والمدربات، وتجهيز الأندية والعصب بالمعدات الكروية بتكنولوجيا جديدة، تمكن الأطر التقنية من الاطلاع بمهامها، مع إعادة هيكلة منظومة كرة القدم النسوية، وإنشاء دوري وطني احترافي لكرة القدم النسوية، بالإضافة إلى الاعتماد على برنامج رياضة ودراسة، علاوة على المواكبة المالية لتطوير كرة القدم النسوية. أما فيما يتعلق بكرة القدم داخل القاعة، فطلب من هذه الإدارة تكوين منتخب وطني لأقل من 17 سنة و23 سنة (ذكور وإناث)، ووضع تصور لتطوير البطولة الوطنية بقسميها الأول والثاني. هذه أهم مرتكزات برنامج العمل المحدد للإدارة الجديدة في شق التكوين والتأطير والتطوير، كما طلب منها الرفع من وتيرة استعدادات المنتخبات الوطنية للاستحقاقات المقبلة، في انتظار معرفة الاختبارات على المستوى البشري، والمفروض ان تعطي الأسبقية للكفاءة والتكوين العالي، بعيدا عن أي ميز أو محاباة، كما كان الحال خلال التجربة السابقة. مهام حيوية وأهداف محددة تتطلب انخراط كل المتدخلين بالمنظومة الكروية على الصعيد الوطني، لكن هذا مرتبط بمدى نجاعة المراقبة والمتابعة والتتبع عن قرب، والسماح بالتدخل في الوقت المناسب، قصد معالجة الاختلالات، التي يمكن أن تطرأ اثناء تطبيق هذا البرنامج الطموح، بعد دخوله حيز التطبيق.