أثارت التصريحات التي أدلى بها رئيس الجمعية الرياضية السلاوية لكرة القدم، الحاج محمد شكري، حول اتصال بعض السماسرة بالمدينة بحارس مرمى الفريق بنونة من أجل التلاعب في المباراة التي جمعت فراس أبي رقراق وشباب المحمدية برسم بطولة القسم الثاني الكثير من الشكوك حول مصداقية نتائج بعض المباريات، سواء بالنسبة للأندية التي تسعى لتحقيق الصعود أو التي تعمل جاهدة من أجل الحفاظ على مكانتها بهذا القسم. وقال رئيس الفريق السلاوي في تصريح لبرنامج «الأحد الرياضي» الذي ينشطه الزميل محمد العزاوي، أن أحد السماسرة اتصل بالحارس بنونة وعرض عليه مبلغ 10 مليون سنتيم من أجل « أن يخدم الماتش»، وهو ماجعل الأخير يتصل بالمكتب المسير للفريق المحلي ويخبره بهذه الواقعة. أما رئيس شباب المحمدية فقد علق على ذلك بقوله أن مثل هذه الإتهامات تسعى إلى تشويه سمعة الفريق والنيل منه، وأن الشباب ليست في حاجة لهذه الممارسات من أجل الحفاظ على مكانتها ضمن أندية القسم الثاني، و مازالت ثلاث مباريات للإنفلات من مخالب قسم الهواة. تأسيسا على هذه الإتهامات التي قد تكون صحيحة أم غير ذلك، يبدو أن الأجواء العامة داخل الشأن الرياضي ببلادنا جد ملوثة، وتتداخل فيها العديد من الأطراف التي تساهم سواء من قريب أو بعيد على تسميمها، وهذه من الأسباب التي جعلت الكثير من ذوي السوابق إلى دخول دواليب التسيير، فيما فضل البعض الآخر الرحيل في صمت حتى لاتلتصق بهم مثل هذه الإتهامات. فالمدرب عبد الرزاق خيري، سبق بدوره ان صرح لإحدى الإذاعات الأثيرية بأن هناك تلاعبات في مباريات القسم الثاني، خصوصا بعد إقالته من تدريب الجمعية السلاوية، ولم تقف اتهامات خيري عند هذا الحد، بل اتهم بعض الصحفيين بالتشويش على العمل الذي كان يقوم به داخل الفريق السلاوي، وكذا دخولهم كطرف في عملية البيع والشراء التي تقوم بها الأندية الراغبة في الصعود إلى قسم الكبار، وذلك بلعب دور الوسيط بين مسؤولي الفرق و بعض الحكام الذي يفتقرون على الضمير المهني في قيادتهم للمباريات.. فكرة القدم الوطنية أصبحت مدعاة للسخرية وكل الأوصاف المثيرة للجدل، سواء من طرف الأطر الأجنبية أو المحلية، والكل مازال يتذكر التصريح الشهير للمدرب الفرنسي لوزانو الذي كان وقتها مدربا لفريق الوداد البيضاوي عندما نعث كرة القدم المغربية بالمتعفنة، وكان القرار الذي اتخذته الجامعة آنذاك هو توقيفه إلى نهاية الموسم ليعود بعد ثلاث سنوات إلى الوداد مرة أخرى. وكانت أكثر التصريحات إثارة هي التي فجرها الفرنسي دييغو كارزيتو المستقيل من تدريب الوداد البيضاوي، والذي اتهم من خلالها مسؤولي الفريق بشراء ثلاثة مباريات للفوز بلقب البطولة الموسم الماضي، مما جعل الفريق يرفع دعوى قضائية لدى الإتحاد الدولي لكرة القدم، دون أن تتخذ الجامعة أي قرار إدانة في حق المدرب الفرنسي. وهذا غيض من فيض للعديد من الغرائب التي يعيشها المشهد الكروي المقبل على الدخول إلى الإحتراف بداية من الموسم المقبل الذي سيعرف مجموعة من الإصلاحات والتغييرات التي من شأنها أن تمس بعض الفرق التي اعتادت على بعض الممارسات المشبوهة. مرة أخرى لايمكن أن تمر اتهامات عبد الرزاق خيري مرور الكرام، على اعتبار أنها رسالة موجهة لكل الفاعلين بالدوري المحلي، كما أنها تتضمن اتهاما مبطنا لمسؤولي هذه الفرق التي تتصارع على الصعود، وبالتالي فهي المتهم الرئيسي في هذه العملية. خلاصة القول أن البطولة الوطنية حبل بالعديد من الممارسات الخارجة عن النطاق الرياضي، لكنها كانت تعتبر من الطابوهات التي لايمكن الحديث عنها، لكن مع التغييرات التي شهدتا بلادنا في السنوات الأخيرة، بدأت تتضح العديد من الحقائق التي كانت غائبة في الزمن الماضي، لذا بات من الضروري البحث فيها واتخاذ كل الإجراءات القانونية في حقها، وإلا سيبقى المشهد الكروي يراوح مكانه ولا يمكننا أن نتقدم خطوة على الأمام.