أثار غياب الدكتور محمد اليوبي مدير مديرية علم الأوبئة بوزارة الصحة، عن الموعد اليومي لتقديم موجز الحالة الوبائية بالمغرب، تساؤلات لدى الرأي العام الوطني وخاصة في الوسط الإعلامي. وهذه ليست المرة الأولى التي يغيب فيها الدكتور محمد اليوبي عن تقديم الإيجاز الصحفي اليومي، والذي يتابع عبره المغاربة آخر تطورات وأرقام الحالة الوبائية الوطنية.. وقد علمت بيان اليوم من مصادر متطابقة بوجود خلاف بين الدكتور محمد اليوبي ووزير الصحة البروفيسور خالد أيت الطالب، دون الكشف عن فحوى هذا الخلاف، لكن المصادر ذاتها قالت «إن مدير مديرية الأوبئة قد يكون وضع استقالته أمام وزير الصحة». وبحسب المصادر ذاتها، فإن هذا الخلاف المستجد بين الوزير ومديره على مديرية الأوبئة، قد يكون سببه الخلاف المتكرر مع ديوان الوزير، كما أن هذا الخلاف المحتمل قد يكون نشب مباشرة بعد العرض الذي قدمه الوزير أمام لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، والذي قال فيه «إن المغاربة العائدين من الخارج يدخلون في حجر صحي لمدة تسعة أيام فقط» بدل 14 يوما التي توصي بها مديرية الأوبئة، وهو ما ظهر فيه نوع من التناقض بين الوزير والمديرية. فيما ذهبت مصادر أخرى إلى تفسير غياب اليوبي بخلافات عميقة مع الوزير في تدبير بعض الأمور المرتبطة بمواجهة فيروس كورونا، ومصادر أخرى ترجح أن شعوره بإرهاق نتيجة أزيد من شهرين من العمل المتواصل هو الدافع لغيابه. يشار إلى أن محمد اليوبي غاب لليوم الثاني عن الندوة الصحفية الخاصة بالإحصاء اليومي للحالة الوبائية بالمغرب وتم تعويضه بإطار آخر لتقديم الندوة. كثيرون من متابعي التصريحات اليومية للدكتور اليوبي يستغربون لهذا الغياب المفاجئ، ويتساءلون، في عدد من التدوينات في مواقع التواصل الاجتماعي، عما إذا كان يعاني من الإجهاد أو من وعكة صحية، أو أن الأمر فيه ما هو أكبر من قرار ذاتي، أو قد يكون إبعادا كما يروج في محيط وزارة الصحة هذه الأيام. لكن المؤكد لحد كتابة هذه السطور هو صمت وزير الصحة الذي لم ينبس ببنت شفة لتنوير الرأي العام ورفع اللبس. على كل حال، الشهرة والجماهيرية اللتان أصبح الدكتور اليوبي يحظى بهما لدى المغاربة، والثقة التي كرسها لدى المشاهدين الذين صاروا ينتظرون كل مساء تصريحاته التلفزيونية، تفرض على وزارة الصحة إخبار الرأي العام الوطني وتقديم توضيحات مقنعة لهذا الغياب المفاجئ. وفِي خضم الأزمة الصحية، وتطلع الناس لمزيد من الأخبار وللشروحات والنصائح، يصعب تفهم إقدام وزارة الصحة على هذا التغيير المفاجئ أو الاستغناء عن الدكتور اليوبي الذي كانت لقاءاته التواصلية تغطي على عدد من تجليات الضعف والارتباك التواصليين لدى وزارة الصحة.