أحيت منظمة الصحة العالمية أول أمس الثلاثاء 7 أبريل “اليوم العالمي للصحة” الذي يحل هذه السنة في ظروف استثنائية تتميز بمعركة شرسة تخوضها البشرية قاطبة في مواجهة جائحة كوفيد 19، هذا الوباء المخيف الذي أودى وما يزال بحياة أزيد من مليون شخص عبر العالم وسلط في نفس الوقت الضوء على دور الطواقم الطبية التي وجدت نفسها مضطرة في خط المواجهة لهذه المعركة المكلفة للصحة العالمية على عديد المستويات. كشف تقرير منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع المجلس الدولي للممرضات، أن هناك اليوم أقل من 28 مليون ممرض وممرضة حول العالم، وفي الفترة بين عامي 2013 و2018، ازداد عدد العاملين في مجال التمريض بواقع 4.7 ملايين شخص. وتشكل فئة الممرضين أكثر من نصف العاملين في مجال الصحة حول العالم، وتقدم خدمات حيوية تشمل النظام الصحي كاملا، وما زال الممرضون والممرضات، على مر التاريخ وحتى اليوم، في الخطوط الأمامية لمكافحة الأوبئة والجائحات التي تهدد صحة الناس في أنحاء المعمورة. ونبه التقرير إلى أن العالم يواجه نقصا في أعداد التمريض بواقع 5.9 ملايين ممرض وممرضة، حيث تتركز الفجوات الأكبر في بلدان أفريقيا وجنوب شرق آسيا وإقليم المنظمة لشرق المتوسط، بالإضافة إلى بعض مناطق أمريكا اللاتينية. وبمناسبة اليوم العالمي للصحة، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها خصصت موضوع هذه السنة للإعراب عن التقدير لفئة مهمة من مهنيي الصحة هي فئة الممرضين والممرضات، ملائكة الرحمة الذين يعملون يوميا إلى جانب الأطقم الطبية من أجل إنقاذ مرضى كوفيد 19 ورعاية عموم المرضى عبر العالم. ودعت إلى استخدام هاشتاغ # معا لدعم كادر التمريض والقبالة و# كوفيد-19 تعبيرا عن التقدير لجهودهم. وقالت المنظمة إن هذا الاختيار يأتي بهدف تذكير القيادات العالمية بالدور الحاسم الأهمية الذي تضطلع به هذه الفئة من مهنيي الصحة. وبالمناسبة، أصدرت المنظمة وشركاؤها سلسلة من التوصيات الهادفة إلى تعزيز القوى العاملة في التمريض والقبالة ومن خلال ذلك تحقيق الغايات الوطنية والعالمية المتعلقة بالتغطية الصحية الشاملة وصحة الأم والوليد والأمراض المعدية والأمراض غير السارية، بما في ذلك الصحة النفسية، والتأهب، والاستجابة للطوارئ، وسلامة المرضى وتقديم الرعاية المتكاملة. ودعت المنظمة الأممية إلى تنفيذ الاستثمارات التي تمكن الممرضين من العمل على نحو يحقق كامل إمكاناتهم، واتخاذ خطوات في سبيل تحسين جمع البيانات الخاصة بهاته الفئة لتوجيه الموارد على نحو أفضل وإدخال التغييرات الإيجابية والضرورية على عملها. كما حثت على المزيد من التقدير والاحترام للعاملين في مجال التمريض والقبالة وسائر العاملين الصحي، فضلا عن إشراكهم في اتخاذ القرارات. النساء قوة كبرى في القطاع وضمن التقرير الدي نشر بالمناسبة، أفادت المنظمة أن النساء يشكلن 70% إلى 90% من القوى العاملة الصحية والاجتماعية على الصعيد العالمي. وتشكل الممرضات والقابلات جزءا كبيرا من هذه القوى وغن كانت قلة منهن هي التي تتقلد مناصب قيادية عليا في مجالهن، حيث يحتل الرجال معظم هذه المناصب. واعتبر التقرير أن تمتع الجميع بالصحة يتوقف على مدى توفر الأعداد الكافية من العاملين في مجال التمريض والقبالة المكونين والمدربين بشك جيد والخاضعين للتنظيم والذين يتلقون الدعم الكافي ويحصلون على الأجر والتقدير على نحو يتناسب مع الخدمات وجودة الرعاية التي يقدمونها. ويضطلع طاقم التمريض والقبالة بدور رئيسي في رعاية الأشخاص في كل مكان، خاصة في وقت الفاشيات الصحية وفي البيئات الهشة وتلك التي يمزقها النزاع. وأضاف أن العاملين في التمريض والقبالة تربطهم بالمرضى علاقة قائمة على الثقة، ومن شأن تكوينهم لصورة كاملة عن صحة المريض أن يساعد على تحسين الرعاية له. كما أنهم على معرفة بالتقاليد والثقافات والممارسات السائدة في مجتمعاتهم المحلية؛ مما يجعل دورهم اساسيا أثناء الفاشيات الصحية أو وضعية الطوارئ. وأكد التقرير أن زيادة الاستثمار في القابلات يمكن من تلافي أكثر من 80% من جميع وفيات الأمومة والمواليد التي تحدث في يومنا هذا. وعندما تتولى إحدى القابلات أو مجموعة من القابلات تقديم الرعاية منذ بدء الحمل وحتى نهاية فترة ما بعد الولادة، يمكن تلافي ربع حالات الولادة المبتسرة تقريبا. ونبه التقرير إلى أن أكثر من 80 % من الممرضين والممرضات في العالم يعملون في بلدان تؤوي نصف سكان العالم فقط، وأن واحدا من كل ثمانية ممرضين أو ممرضات يعملون خارج البلد الذي وُلدوا فيه أو تلقوا فيه تدريبهم، واعتبر أنه لتفادي العجز العالمي في كادر التمريض، لابد من زيادة عدد خريجي التمريض بنسبة 8% سنويا.