قضت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بآسفي، في ساعة متأخرة من يوم الخميس الماضي، بالإعدام في حق متهمين اثنين، قتلا متشردا بالجماعة القروية اثنين الغيات التي تبعد عن مركز المدينة بحوالي 40 كلم إلى الجنوب، وذلك بعد متابعتهما من أجل تهمة القتل العمد والتمثيل بجثة. وجاء النطق بالحكم، جاء بعد 11 شهرا من جلسات البحث التمهيدي والتحقيق الابتدائي والتفصيلي مع المتهمين المنحدرين من نفس المنطقة، سواء من قبل رجال الدرك الملكي أو من قبل قاضي التحقيق بذات المحكمة، وذلك بعد اعتقالهما في نفس اليوم التي ارتكبا فيها جريمة بشعة في حق متشرد في عقده الرابع، يعيش في فضاءات الجماعة، ويتخذ من جنبات المحلات والبنايات مكانا للمبيت، حيث تفيد محاضر التحقيق، بأن رجال الدرك الملكي تلقوا مكالمة ليلة 11 مارس 2019 ، تفيد بوجود جثة متشرد مذبوحة من الوريد إلى الوريد، مع تشويه وبثر طال جهازه التناسلي. وجاء في محاضر التحقيق، أن أفراد الدرك الملكي وبعد إجراء معاينة للضحية، والأمر بنقل الجثة نحو مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة آسفي، انطلقوا مباشرة في إجراء تحريات ميدانية أفضت إلى إخبارية تفيد بأن شابين من أبناء المنطقة كانا في جلسة خمرية بالقرب من المتشرد، وأنهما شوهدا بالقرب منه دون تقديم إفادات إضافية، وبعد التأكد من هويتهما انتقلت دورية لرجال الدرك الملك لمكان إقامتهما بأحد دواوير الجماعة، حيث تم اعتقالهما ونقلهما للتحقيق في جريمة القتل. المتهمان أنكرا في بداية التحقيق أية علاقة لهما بالجريمة، بل أنكرا تواجدهما بنفس المكان ليلة الحدث، لكن مواجهتهما بدلائل ملموسة وعلمية تفيد تواجدهما بالمكان ليلة الحادث، جعلتهما ينهاران ويقران بجريمتهما النكراء التي هزت تراب الجماعة والمدينة وتناولتها العديد من المنابر الإعلامية على الصعيد المحلي والوطني، حيث اعترفا بأنهما وبعد جلسة خمرية عادية بأحد أزقة الجماعة، كانا عائدين إلى مقر سكناهما بأحد دواوير الجماعة، فأثار انتباههما المتشرد في أحد أركان الجماعة، فشرعا يستفزانه وبعدها تحول الأمر إلى اعتداء جسدي وينتهي بذبح ومحاولة فصل الرأس عن الجثة، وبعدها تشويه الجثة بطعنات في مختلف أنحاء الجسم وانتهاء ببتر جهازه التناسلي ورميه غير بعيد عن الجثة، تم الانسحاب في هدوء نحو مقر سكناهم بعد أن تأكدا بأن لا أحد من الحراس الليليين انتبه لما قاما به من جريمة بشعة. رجال الدرك الملكي وبعدها النيابة العامة كان سؤالها الحقيقي والأول، هو لماذا هذه البشاعة في القتل والتشويه، لذلك انصبت التحقيقات حول إمكانية وجود نزاعات أو صراعات سابقة دفعتهما للانتقام من الضحية، فكان جوابهما أثناء جلسات التحقيق وأثناء جلسات المحاكمة بأنهما والضحية لا تجمعهما أية عداوة سابقة، وأن الخمر والدخول في مشاداة كلامية مع الضحية كانا سببا رئيسيا في ما وقع، لتنتهي المحكمة إلى أن القتل تم بدم بارد وأن ما قاما به في حق الضحية فعل شنيع هز أركان المجتمع، فتم الحكم عليهما بالإعدام مع تعويض مدني لفائدة ذوي الضحية، وبذلك انتهت قصة متشرد عاش الضياع وانتهت حرية شابين دفعهما تهورهما لارتكاب جريمة بشعة بكل المقاييس.