تم مؤخرا تقديم المؤلف الأخير للباحثة نوال بنبراهيم بعنوان «جمالية الافتراض من أجل نظرية جديدة للإبداع المسرحي» وذلك في إطار فعاليات مهرجان العاصمة للمسرح المغربي. ويطرح الكتاب الصادر عن منشورات (دار الأمان)، والذي حضر حفل توقيعه مجموعة من الباحثين والمهتمين بالشأن المسرحي، جمالية الافتراض في سياق مفهوم يجعل الافتراض أساسا جوهريا لنشأة الإبداع. وحول هذا المؤلف الجديد، قال الأستاذ سالم أكويندي إنه يتعلق ببناء أسلوب لقراءة العرض لدى المتلقي من خلال افتراض مجموعة من الإسقاطات لتقديم هذه القراءة في التلقي، فضلا عن تضمنه مجموعة من النظريات الحديثة. ومن جهته، أبرز الأستاذ فؤاد أزروال أهمية هذا العمل الجديد في مجال التنظير في العملية الإبداعية في شموليتها، مشيرا إلى أنه كتاب يحلل برؤى معاصرة وبأدوات وآليات حديثة العملية الإبداعية في عمومها. وأضاف أن كتاب نوال بنبراهيم، المعروفة باشتغالها في المسرح المغربي، يركز بالخصوص على المسرح فضلا عن كونه يمتاز بنوع من المغامرة في البحث والجدية في التناول والاقتراح. وقد قسمت المؤلفة كتابها الجديد إلى ثلاثة فصول، عالج الأول «جوهر الافتراض الذهني الذي يحمل قوة الحياة الافتراضية» وذلك من خلال أربع نقط هي «الوجود الافتراضي»، و»العالم الافتراضي»، و»وعي الافتراض»، ثم «الافتراض الجمالي». وسجل الفصل الثاني وجود أنواع مختلفة من المفترضين منها «مفترض العلوم» و»مفترض الفلسفة» و»مفترض الفنون»، لكنه اهتم أكثر بالنوع الأخير لأنه أقدر على تفسير أطروحة جمالية الافتراض وتوضيح مفهوم المفترض، الذي ينقسم إلى ثلاثة أنواع «مفترض مبدع»، و»مفترض مبتدع»، ثم «مفترض نصي». وقسمت الكاتبة الفصل الثالث إلى قسمين، الأول حول «الصورة الافتراضية والزمن الافتراضي»، استكشفت فيه صيرورة الصورة من الذهن إلى العين، حيث تكون في البداية سالبة تنتظر حدوثا مغايرا يجسد حقل الممكن، ويحققها تحقيقا عينيا، فتصبح حاضرا موجبا يحتضن شعاع الماضي والمستقبل. غير أن هذه الصيرورة تضيف نوال بنبراهيم- تظل صورة فوق الخشبة تملك واجهتين، آنية وافتراضية يستوعبها المشاهد في آن واحد، لأن الأولى تبلور الثانية على مدار داخلي. أما القسم الثاني، فعرض معاني الزمن في المعاجم العربية، والقرآن، والسنة، واللسانيات، والفلسفة، وعلم النفس، وانتقل إلى تعريف الزمن الافتراضي الذي يملك أحوالا ثلاثة هي «المعية» و»التأقت» و»التتالي»، وبنية تتألف من ثلاثة مركبات هي: «الاشراقة» و»الحالة» و»الصيرورة» تظهر بتوسط الحركة الافتراضية. يشار إلى أن نوال بنبراهيم، الحاصلة على دكتوراه الدولة في الدراسات المسرحية، أستاذة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، ولها أبحاث ومقالات منشورة في مؤلفات جماعية ومجلات وطنية وعربية، كما شاركت في العديد من الملتقيات والندوات داخل المغرب وخارجه، حول الركح بكل تلاوينه.