فوز صعب للمنتخب المغربي على نظيره الموزمبيقي الثماني الدقائق الأخيرة من عمر المباراة كانت كافية للاولمبيين من تحقيق فوز ثمين على الموزمبيق بهدفين دون رد من توقيع حمد الله عبد الرزاق في الدقيقة 82 وزكرياء لبيض المحترف بنادي اندوفن الهولندي في الدقيقة 88 في مباراة ذهاب الدور الثاني من تصفيات الألعاب الأولمبية بلندن 2012 والتي جمعتهما بالملعب الكبير بمراكش أمام جمهور قليل قدر بحوالي 2000 مشجع مغربي وبحضور مكثف لوسائل الاعلام المغربية والموزمبيقية. وأهم ماميز مجريات شوطي هذه المباراة هو الخطة الدفاعية المحضة والمحكمة التي نهجها الفريق الزائر في نهجه التكتيكي، والتي اعتمد من خلالها على ملء وسط الميدان والدفاع، حيث كان يصل عدد اللاعبين الى تسعة واكتفى بالحملات المضادة المحتشمة والتي لم تشكل أي خطر على الحارس ياسين خروبي، مما أغلق على مهاجمي المنتخب المغربي جميع المنافد. هذا الإستعصاء دفع المدرب بيم فيربيك بإخراج كل أوراقه خاصة في الجولة الثانية بعد التغييرات التي أقدم عليها ولكن سوء الحظ والتسرع وعدم التركيز اهدر على المنتخب عدة أهداف بواسطة كل من عبد العزيز برادة في الدقيقة 27 وحمد الله عبد الرزاق في الدقيقة 71 حين اصطدمت كرته بالعارضة ونابت عنه بعد قدفة قوية ليأتي الفرج في الدقيقة 82 بعض ضربة خطأ على مشارف مربع العمليات نفذها لاعب اولمبيك اسفي حمد الله بقوة ليسكنها في الركن الايسر للحارس رغم ارتمائته الانتحارية. هذا الهدف نزل كالصاعقة على المنتخب الموزمبيقي كما ألهب حماس الجماهير المراكشية والتي على الرغم من قلتها اثتت فضاء الملعب وأعطت دفعة جديدة وشحنة كبيرة لللاعبين لإضافة أهداف أخرى، كما انها دفعت بالفريق الضيف بالخروج من قوقعته الدفاعية محاولا تعديل النتيجة ولكن بدون جدوى، مما فتح عدة ممرات ومساحات كبيرة في دفاع الخصم كاد على إثرها من مضاعفة الغلة وتأتي الدقيقة 88 وعلى اثر ضربة خطأ مباشرة من نفس موضع الخطأ السابق يتمكن لاعب نادي اندوفن الهولندي والبالغ من العمر 18 سنة من توقيع الهدف الثاني بعد قدفة قوية لم تترك أي حظ للحارس جوزي كيغيكو للتصدي لها. لينتهي هدا النزال في جو رياضي بديع على ايقاع صافرة الحكم محمودي جاميل من الشقيقة الجزائر بفوز مستحق للاولمبيين ولكنه غير مقنع لتبقى مباراة العودة ملغومة خاصة الظروف التي تجرى فيها مثل هذه المباريات. وعقب نهاية هذه المباراة أكد مدير المنتخبات الوطنية في تصريح لوسائل الاعلام في ندوته الصحفية أن الفريق الموزمبيقي لعب بخطة دفاعية من بداية المباراة مما أربك حساباتنا، وقال فيربيك أننا حاولنا في عدة مناسبات فك هذا اللغز، كما أن لاعبينا يضيف أضاعوا عدة أهداف محققة سانحة للتسجيل وبخصوص مباراة الاياب قال بأنها ستكون صعبة لأن نتيجة مراكش غير مطمئنة لتامين مباراة الاياب. وأضاف فيربيك انه بصدد تكوين فريق من المحليين انطلاقا من الخميس المقبل للتحضير بشكل ايجابي لخلق نوع من الانسجام الكفيل باعطاء مجموعة متجانسة قادرة على تحمل المسؤولية واللعب برجولية في مباراة الإياب. أما مساعد مدرب الموزمبيق جوا انطونيو شيسانو في غياب المدرب الرسمي الهولندي انتريخ المتواجد مع المنتخب الأول في اقصائيات كأس افريقيا للامم بانهم اعتمدوا على الدفاع بحكم معرفتهم بمؤهلات المنتخب المغربي وتوفره على لاعبين موهوبين يمتازون بمؤهلات فردية كبيرة يستطيعون في أي وقت من قلب النتيجة وقد كانوا يرغبون بالعودة بأقل الخسائر وأن مباراة العودة ستكن حاسمة وسيظهر من خلالها فريقه بمستوى عالي وسيعتمد على خطة هجومية لتقليص هدفي الذهاب وحسم النزال لصالحهم بقلب العاصمة الموزمبيقية.