منذ تأسيسه بقاعة نادي الأسرة التابعة للمسرح الوطني محمد الخامس، مطلع يونيو سنة 2000، لنادي القصة بالمغرب كرئيس فعلي مؤسس إلى جانب الرئيس الشرفي الفعلي المؤسس القاص والروائي المغربي والعالمي الكبير الراحل محمد زفزاف، والقاص هشام حراك لا يألو جهدا تطوعيا صرفا لخدمة القصة المغربية من داخل النادي، بل والأدب والثقافة المغربيين كذلك كلما اقتضى الواجب الثقافي ذلك.٫ وعلى امتداد عشر سنوات بالتمام، قام هشام بالتأسيس لمجموعة من التقاليد الثقافية الجديدة محورها وجوهرها أن يكون ويظل نادي القصة المغربي حلقة وصل بين كافة الأجيال الأدبية المغربية من رواد وشباب وناشئة.. فيما يلي دردشة معه في هذا الخصوص. * أسستم نادي القصة بالمغرب قبل عقد من الزمان بمعية الأستاذ محمد زفزاف رحمه الله.. هل لكم تقريبنا من لحظات المخاض؟ - المخاض لم يكن سهلا بكل تأكيد.. كانت فكرة، بناء على تجربة قصصية شخصية جد متواضعة، راودت ذهني آنذاك واستشرت بخصوصها أستاذي الراحل محمد زفزاف، فكان أن حمسني على تفعيلها بمعية ثلة من مجايلي من القصاصين المغاربة من أصدقائي آنذاك.. كانت الفكرة وكانت المبادرة وكان التشجيع من الراحل محمد زفزاف وكان التفاف ثلة من قصاصي الجيل المغربي الجديد حول المشروع بدد كل الاكراهات المادية وحتى المعنوية آنذاك، وكان الانتقال إلى الانجاز وتحقيق الحلم: تأسيس ناد للقصة بالمغرب. * هل لكم أن تتفضلوا بإيجاز منجزات النادي منذ التأسيس إلى الآن للقارئ؟ - أول منجز أنجزناه مع إنجاز تأسيس النادي، وأنا أقول منجز والكتاب ما يزال حيا بقصصه وبأسماء أصحاب تلك القصص الشباب آنذاك مع أن معظمهم طعن النادي غدرا عن طموح وصولي أتفهمه وفق مفهوم: (عنف الحاجة)الماركسي أو مفهوم: (الله يحسن لعوان) المغربي، مباشرة بعد تأسيس النادي كان تجميع أكبر عدد ممكن من قصص القصاصين المغاربة الشباب آنذاك في السن طبعا والذي بلغ 36 قصة قصيرة أصدرناها بدعم كريم من منشورات الزمن في إطار انطولوجيا قصصية منحناها من العناوين: (منارات) تلاه عمل جبار أنجزناه بمعية مجموعة من القصاصين والنقاد المغاربة الذين تطوعوا معنا مشكورين تمثل في تجميع أكبر عدد ممكن من القراءات النقدية في الإصدارات القصصية للقصاصين المغاربة الشباب وهو العمل الذي أصدرته لنا مشكورة دار النشر البوكيلي من خلال مجلتها الفصلية: (مجرة) ليلي هذا العمل، وقبل ثلاثة أشهر بالتحديد، منجز جديد والمتمثل في إصدار مجموعة قصصية مشتركة منحناها من العناوين: (انطولوجيا قصص الهامش المغربي) وهي المجموعة التي خصصنا بها، بعد أن كنا قد أصدرنا بلاغا صحافيا في هذا الخصوص، قصص القصاصين المغاربة المنتمين جغرافيا إلى قرى ومدن صغرى بعيدة ونائية عن المراكز الثقافية حيث كافة الوسائل المادية واللوجستيكية متوفرة للمضي قدما بالتجربة الإبداعية إلى الأمام، كما أننا انتهينا مؤخرا من إنجاز انطولوجيا جديدة تهم الإبداعات القصصية للشباب المغاربة من أبناء جاليتنا المقيمة بالخارج منحناها من العناوين: (انطولوجيا قصص المهجر) مثلما أنجزنا كذلك ترجمة فرنسية لمختارات قصصية لقصاصي المغرب الجدد وهما العملان اللذان سنصدرهما بكل تأكيد قبل متم السنة الجارية... هذا فيما يتعلق بالإصدارات، أما فيما يتعلق بالأنشطة الثقافية فقد كنا منذ التأسيس نحرص أشد الحرص من باب إيماننا في النادي بأن استمرارية التوهج الذي تعرفه ثقافتنا المغربية رهينة بخلق صلة الوصل ووشائج الأواصر بين مختلف الأجيال الأدبية كنا وما نزال وسنظل نهتم بالرواد عبر تكريمهم وبالشباب عبر طباعة إصدارات مشتركة لكتاباتهم وتنظيم ملتقيات وطنية لأجل منحهم فرص اللقيا وبمدن مغربية متنوعة وبالناشئة عبر تخصيص جوائز تحفيزية لها. * أي دعم مادي تلقيتموه إلى حد الآن؟ - الدعم؟ أؤكد لك أننا كنا ومانزال في النادي نشتغل فقط على حساب جيوبنا وعلى حساب قوت أبنائنا، بتضحياتنا المالية كأعضاء من خلال واجبات الانخراط السنوي، بل والأفظع من كل هذا أننا وعلى امتداد عشر سنوات نشتغل بدون مقر، مقر النادي الوحيد إجتماعات دورية في مقاهي الرباط وحاسوبي المحمول، ولولا الدعم اللوجستيكي الذي كان يوفره لنا بعض الشركاء الغيورون على ثقافتنا الوطنية لكانت الطامة الكبرى.