يوسف فرتوت واحد من المدربين الشباب الذين يشقون طريقه بثبات، في عالم التدريب من خلال مجاورته كمدرب للعديد من الأندية المغربية، واليوم يقود للمرة الثانية فريق نهضة الزمامرة بعدما تعاقد معه لموسم واحد. “بيان اليوم” استغلت تواجد الفريق في معسكر تدريبي بالجديدة استعدادا لمنافسات البطولة الاحترافية التي تنطلق شتنبر القادم، وأجرت معه حوارا أكد فيه أن تعاقده مع “صقور دكالة” لم يستغرق وقتا طويلا بحكم أن الطرفين يعرفان بعضهما البعض معرفة جيدة. وتحدث فرتوت عن أهدافه التي تتمثل في تكوين فريق قوي يقارع أعتد الأندية في قسم الصفوة، لافتا إلى أنه ينتظره عمل شاق بحكم قوة الفرق الممارسة بالقسم الوطني الأول. وشدد المدرب السابق للمغرب التطواني، على أن الممارسة بقسم الصفوة تختلف كليا عن نظيرتها بالقسم الوطني الثاني، ومعربا عن ارتياحه لمستوى انتدابات الفريق. وأشار فرتوت إلى أنه منفتح عن أبناء الفريق الذين يبرهنون عن علو كعبهم، مؤكدا أنه لن يتوانى في المناداة عليهم لتعزيز صفوف الفريق الأول بالمدينة. كيف جاء تعاقدكم مع فريق نهضة الزمامرة؟ الأكيد أننا لم نستغرق وقتا طويلا في مناقشة العقد، لأننا نعرف بعضنا البعض من خلال إشرافي في وقت سابق على تدريب الفريق، وأعرف جيدا أهل الدار، لذا فأنا لم أتردد حين طلب مني الإشراف على الإدارة التقنية للفريق، وأظن أن نهضة الزمامرة فريق محترف بكل ما تعني الكلمة من معنى من خلال عقلية المكتب المسير وتوفره على بنية تحتية تشجع على العمل. ما هي عقدة أهدافكم مع الفريق؟ قبولي تدريب الفريق ينبني على هدفين أساسين يتمثلان في الحفاظ على الفريق بالقسم الأول كخطوة أولى في أفق تكوين فريق تنافسي ومنسجم ومؤهل لمقارعة أعتد الأندية المغربية، ولنا من الإمكانات البشرية ما يجعلنا نبلي البلاء الحسن في بطولة الموسم المقبل. فقط يلزمنا الانضباط في العمل والتسلح بالجد والمثابرة. من اخترت لمساعدتك في مهمتك؟ لاشك أن الفريق أضحى اليوم يتوفر على معد بدني وذهني ذي كفاءة عالية حامل لدكتورتين في علم النفس والإعداد الذهني، والأمر يتعلق بالأستاذ عزيز خيويش الذي إلى جانب الإعداد البدني والذهني، يسهر على تقديم دروس في التغذية وفوائد النوم في مستقبل اللاعب المحترف، وهو البرنامج الذي وضعته منذ التحاقي بفريق نهضة الزمامرة على طاولة المكتب المسير. برنامج يومي يواكب الحصص التدريبية، لأن التدريب لا يقتصر فقط عن الجانب التقني والبدني، بل أيضا المواكبة النفسية وتحديد نوع التغذية. الفريق ليست له قواعد أي فرق للفئات الصغرى باستثناء الفريق الرديف، ألا يشكل هذا الأمر عائقا بالنسبة لمشروعكم بالفريق الأول؟ صحيح أن الفريق لا يتوفر على قواعد، لكن نحن منفتحون على الجهة التي تتوفر على مواهب كروية وتزخر بطاقات شابة، كما أن الفريق الرديف يضم لاعبين برهنوا أكثر من مرة عن علو كعبهم، والباب مفتوح لهم بالفريق الأول بالمدينة. فقط يلزمهم الثقة اللازمة والاستئناس بأجواء الممارسة بالقسم الأول. نهضة الزمامرة حطم الموسم رقما قياسيا من حيث عدد إقالة المدربين، ألا يخيفكم ذلك؟ من يخاف من الإقالة عليه ألا يركب سفينة تدريب أي فريق، بل الأفضل له أن يبقى حبيس داره ويلزم بيته. أظن أن الإخلاص في العمل والتفاني فيه لا يجعلك تفكر بمنطق الخوف. صحيح أن عالم التدريب ليس سهلا، لكن على المرء أن ينصهر في ذلك وكله ثقة في عمله، وإذا لم أنجح في عملي لا أنتظر أحدا أن يقيلني، فمن الواجب احترام شروط التعاقد. أتمنى أن أكون عند حسن ظن من وضعوا ثقتهم في، وسنجتهد ونطلب العون من الله. المنافسة في القسم الأول تختلف عن القسم الثاني، هل وضعتكم في حسبانكم هذا المعطى؟ واهم من يعتقد أن الممارسة في القسم الثاني لا تختلف عن القسم الأول، فشتان بين القسمين على مستوى البنيات التحتية ومستوى الفرق الممارسة، وإن وجدت بعض الفرق في القسم الثاني ذات مستوى يضاهي نظيرتها بقسم الصفوة، فبسبب عامل التجربة، وبالتالي فأنا واع بهذا المعطى، ونضع في الحسبان قيمة الفرق بالقسم الوطني الأول، ونحن نستعد بشكل إيجابي من أجل تقديم مستوى طيب وتثبيت الأقدام بالقسم الأول . ماذا عن مستوى انتدابات الفريق؟ معلوم أنه ومنذ التحاقي بالفريق كان هناك تشخيص لنقاط قوة وضعف الفريق ومراكز الخصاص، وبناء على ذلك وبتنسيق مع المكتب المسير وضعنا لائحة حاجيات الفريق على المستوى التركيبة البشرية، ويمكن القول إن الانتدابات ولله الحمد ستكون في مستوى التطلعات، بعدما أبلت البلاء الحسن في المباريات الودية الأخيرة التي خاضها الفريق خلال معسكره الأخيرة بالجديدة. كيف ترى مستوى البطولة الاحترافية؟ كما أسلفت فمستوى الأندية المغربية بخير وفي تطور مستمر، ولم يعد هناك فريق قوي وآخر ضعيف، وإنما الاختلاف في الإمكانات المادية، ولا ينبغي أن ننكر أن هناك فرقا لها تجربة سواء على المستوى الإفريقي أو المحلي، إلا أنه في عالم كرة القدم ينبغي التأكيد على دور العمل الجاد في تكوين فريق تنافسي. ما رأيك في تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) التي ستستخدم لأول مرة في البطولة المغربية ؟ أعتقد أن تقنية (VAR) التي تعتزم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم العمل بها بداية الموسم الكروي ستحد ولو نسبيا من اللغط والاحتجاج الذي يرافق المباريات نتيجة بعض الأخطاء التحكيمية، والأكيد أن هذه التقنية ستساهم لا محالة في تطوير المنظومة الكروية وتسويق منتوج كروي دون شوائب. كلمة أخيرة .. كل ما هناك أتمنى أن أوفق في عملي لإسعاد جماهير نهضة الزمامرة، والتي لا تبخل عن مؤازرة فريقها، وآمل أن نقدم موسما استثنائيا، لأن الفريق متشوق للبصم على انطلاقة جيدة.