يثبت الفيلم الجديد للمخرج المغربي سعد الشرايبي «نساء في المرايا», من جهة الحضور القوي للمرأة في السينما المغربية منذ ستينيات القرن الماضي, وانشغال الشرايبي بقضايا وهموم المرأة واشتغاله عليها من خلال ثلاثيته التي دشنها بفيلم «نساء ونساء» (1998) من جهة أخرى. فبعد ملامسته للمقاربة الحقوقية في فيلم «نساء ونساء», والسياسية في فيلم «جوهرة بنت الحبس», يعالج الشرايبي في فيلمه الجديد, الذي قدم العرض ما قبل الأول له مساء الإثنين الماضي بالمسرح الوطني محمد الخامس, الجانب النفسي للمرأة من خلال تناوله حكاية أربع نسوة من أوساط مختلفة, تجمع بينهن المعاناة. ومن تم فإن فيلم «نساء في مرايا», كما يقول الشرايبي, محطة جديدة للتأمل في مآل وضعية المرأة في مغرب القرن ال21. وأوضح أن هذه الثلاثية اهتمت بالدور الذي تضطلع به المرأة في تطور المجتمع المغربي, الذي نصفه نساء وبالتالي ضرورة منحهن مساحة للتعبير بحرية عن وجودهن وقضاياهن وهمومهن. وأضاف أن فيلم «نساء في المرايا» هو إطلالة على موقع المرأة في مجتمع اليوم, وعلى علاقتها مع الرجل من جهة, ومع نساء أخريات من جهة أخرى, وإن كانت هذه العلاقة علاقة تآزر أم تنافس, مشيرا إلى أن النساء بعد أن كن يطالبن في سنة 1998 بحقوقهن, فهن يطالبن اليوم بالاعتراف بكيانهن وقدراتهن داخل البيت وخارجه. وأشار إلى أن ما تعاني منه السينما المغربية اليوم هو تلك المفارقة العجيبة بين غزارة الإنتاج وتقلص قاعات العرض وبالتالي مشاهدة الأعمال المغربي, ليبقى الخاسر الأول هو المتفرج المغربي, وهذا يحتم التفكير في السبل الكفيلة بالزيادة في عدد القاعات السينمائية بما يسمح لعشاق الفن السابع بمشاهدة الإنتاجات الوطنية بمجرد نزولها إلى السوق. يؤدي الأدوار الرئيسية في فيلم «نساء في المرايا» كل من نفيسة بنشهيدة ومريم الزعيمي وسعيد باي وأمال عيوش ولطيفة أحرار وفريد الركراكي وخالد البكوري, إلى جانب نخبة من الممثلين والممثلات المغاربة.