عقد المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية اجتماعه الدوري يوم الثلاثاء 18 يونيو 2019، حيث تداول بداية، على ضوء تقرير تقدم به الرفيق الأمين العام، في مستجدات استمرار الاحتقان الذي تشهده كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، بما يهدد جديا بضياع الموسم الجامعي الجاري بالنسبة لآلاف الطالبات والطلبة الأطباء، معبرا عن أسفه بخصوص التطورات السلبية للملف، ومُعربا عن يقينه في إمكانية إيجاد حل مناسب للموضوع. وإذ يؤكد المكتب السياسي على المواقف التي عَبَّرَ عنها خلال اجتماعه السابق، لاسيما في ما يتعلق بتثمين التفاعل الإيجابي لقطاعي الصحة والتعليم مع معظم المطالب الواردة ضمن الملف المطلبي للطلبة الأطباء، وكذا في ما يتصل بانتصار الحزب مبدئيا للحق في التعبير عن مطالب مشروعة بشكل مسؤول ومتشبع بثقافة الحوار والانفتاح على الحلول الوسطى الممكنة، والبعيد عن أي توظيف سياسوي مُغرض،،، فإنه يدعو كافة الأطراف المعنية إلى تغليب العقل والحكمة وتفادي التشنج وشد الحبل، والحرص على التحلي بالاتزان والتبصر والمسؤولية، والسعي المشترك نحو حسن تدبير الملف، وتجنب السقوط في ارتكاب أخطاء سواء من خلال اتخاذ إجراءات وقرارات لا تساهم في تهدئة الأوضاع، أو عبر إنتاج مواقف تُفاقِمُ الوضع أكثر مما تساهم في انفراجه. إعادة الاعتبار للفعل السياسي الجاد بالمناسبة، وإذ يعبر المكتب السياسي عن استعداد حزب التقدم والاشتراكية لمواصلة مساعي الوساطة التي شرع فيها بخصوص ملف الطلبة الأطباء، فإنه يشدد على ضرورة إعطاء الأسبقية للفعل والحضور السياسيين كمقاربة أساسية لحل المشاكل وتجاوز الأزمات المرتبطة بالشأن العام، وذلك في إطار التقيد بمقتضيات دولة الحق والقانون، وفي ظل امتثال الجميع لثنائية الحقوق والواجبات، وضرورة التعامل الذكي والمتوازن مع ما يمكن تحقيقه من مطالب. كما يؤكد حزب التقدم والاشتراكية على أن الاستغلال السياسوي والمتطرف لمختلف الحركات الاحتجاجية والأشكال النضالية لفئات وشرائح الشعب المغربي يشكل ظاهرةً سلبية ومزمنة تنتعش أكثر في ظل أجواء الفراغ التأطيري وضعف مؤسسات الوساطة المدنية والسياسية الناجعة. وعلى هذا الأساس يجدد المكتب السياسي نداءه من أجل ضخ نَفَس ديموقراطي جديد في الحياة الوطنية العامة وإعادة الاعتبار للفعل السياسي الجاد، مع ضرورة سعي الهيئات السياسية والنقابية الديموقراطية والجادة، ومنها حزبنا بكافة تنظيماته وقطاعاته ومنظماته، إلى تقوية حضورها، وذلك من أجل الاضطلاع بالواجب النضالي في تأطير المواطنات والمواطنين وحمل قضاياهم العادلة والمشروعة، والتواجد إلى جانبهم في قلب المعارك الاجتماعية. النهوض باللغة الأمازيغية من جانب آخر، وبعد مصادقة مجلس النواب على مشروعي القانونيين التنظيميين المتعلقين بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، وبالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، فإن المكتب السياسي إذ يجدد تثمينه عاليا لهذه الخطوة المتقدمة على درب تفعيل المقتضيات الدستورية ذات الصلة، فإنه يدعو إلى الإسراع في اتخاذ وتفعيل كافة التدابير الموازية التي من شأنها النهوض بالثقافة الوطنية عموما، وباللغة الأمازيغية على وجه التحديد، بشراكة فعلية ومتفاعلة مع الفعاليات المجتمعية الحية. ووفاءً للمواقف التاريخية المبدئية والمتواصلة لحزب التقدم والاشتراكية المُدافعة عن المُكون الثقافي واللغوي الأمازيغي ضمن الهوية الحضارية المغربية، يعرب المكتب السياسي عن عزم الحزب الإسهامَ في الدفع القوي، من كافة مواقعه وبجميع وسائله الممكنة، باتجاه التفعيل السليم والقوي للطابع الرسمي للأمازيغية، وبأجرأة إدماجها في مجالات التعليم والتشريع والقضاء والإعلام والإبداع، وفي ميدان الإدارة وكافة الفضاءات العمومية، بما يتيح أمام الأمازيغية تبوأ المكانة التي تستحقها ضمن المنظومة الثقافية واللغوية والحضارية لبلادنا، في إطار وحدة اللحمة الوطنية والتنوع الثري لمكوناتها. القضية الفلسطينية أما في ما يتصل بدعم القضية الفلسطينية، وعلى إثر النداء الذي وجهته عدد من الهيئات المدنية والحقوقية، إلى مختلف القوى الوطنية الحية، من أجل المشاركة في مسيرة وطنية مقررة يوم الأحد 23 يونيو الجاري بالرباط، فإن المكتب السياسي أقر مبدأ مشاركة الحزب في هذا الشكل النضالي، على أنْ يشكل لحظةً وطنيةً قوية لمساندة الشعب الفلسطيني، وفرصة للتعبير عن رفض الخطوات الإمبريالية والصهيونية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الحقوق التاريخية والمشروعة للشعب الفلسطيني المكافح، لاسيما بالنظر إلى ما يتم تسريبه من توجهات خطيرة يتضمنها ما يُسمى ب”صفقة القرن” المشؤومة التي تُقابَلُ برفض وإدانة واسعين. وإذ يدعو المكتب السياسي كافة مناضلات ومناضلي الحزب إلى المشاركة في هذه المسيرة التضامنية، فإنه يعبر عن اعتزازه الكبير بكون مساندة القضية الفلسطينية كانت دائما، ولا تزال، محط إجماعٍ من قِبَلِ كافة المكونات والقوى والمؤسسات الوطنية، في جميع مستوياتها، رسميا وشعبيا. الأجندة الداخلية وعلى صعيد الحياة الداخلية للحزب، تناول المكتب السياسي بالتقييم مُجمل نشاط التنظيمات خلال الفترة الأخيرة، ومن بينها الندوة الناجحة التي نظمها الفرع الإقليمي لمراكش حول موضوع “إصلاح التعليم ضرورة لكل تنمية الحقيقية”، فضلا عن الاجتماعات التي عقدتها قطاعات الصحة، والتربية والتكوين، والمحامين، وتمخضت عنها صياغة برامج عمل مرحلية. وإذ نوه المكتب السياسي بمختلف مظاهر هذه الدينامية المتصاعدة، وثمن الخلاصات الإيجابية للاجتماع الشهري للخلية الوطنية للمواكبة والتتبع، فإنه يدعو كافة المناضلات والمناضلين إلى مواصلة التعبئة على هذا المستوى، وإلى الانخراط في تحضير كافة الشروط التنظيمية والسياسية لالتئام المؤتمرات الجهوية وجعلها محطات نضالية وإشعاعية وتواصلية قوية وبارزة. كما أخذ المكتب السياسي علما، على ضوء تقرير للرفيق الأمين العام، بمستجدات تهيئ منظمة الشبيبة الاشتراكية لعقد مؤتمرها الوطني الثامن، موجها تحيته النضالية العالية لشباب الحزب على النجاح الذي تميزت به الدورة الاستثنائية للمجلس المركزي للمنظمة، معربا عن دعمه الكامل للشبيبة الاشتراكية، وحرصه على مواكبتها في تنفيذ وتفعيل كافة الالتزامات الصادرة عن هيئتها التقريرية، وذلك في أفق التئام مؤتمرها الوطني الذي ينتظر أن يشكل محطة نضالية وعرسا ديمقراطيا يتلاءم ومكانتها المتميزة. كما اطلع المكتب السياسي على الخطوات التي تم الالتزام بها من أجل التقدم في تهيئ شروط انعقاد المؤتمر الوطني المقبل لمنتدى المناصفة والمساواة، وقرر مواصلة تتبع تنفيذها، بدء بالدعوة إلى عقد دورة للمجلس الوطني للمنظمة.