السبسي خلفا للغنوشي والاتحاد التونسي للشغل يحمل الحكومة المؤقتة مسؤولية غياب الأمن رضخت الحكومة التونسية المؤقتة لمطالب الشارع أول أمس الأحد، حيث أعلن فؤاد المبزع الرئيس المؤقت عن تعيين الباجي قائد السبسي وزيرًا أولا، بعدما قدم محمد الغنوشي استقالته من المنصب، مؤكدا أن تلك الاستقالة لم تكن «هروبًا من المسؤولية». وقال الرئيس المؤقت إن استقالة محمد الغنوشي «لم يكن أمرًا يترقبه، غير أنه أمام إلحاحه وإصراره، قبل هذه الاستقالة». وفي سياق ذلك، سادت حالة من «الدهشة» الأوساط التونسية مع تداول اسم السبسي سويعات قبل الإعلان رسميًا عن تعيينه على رأس الحكومة، فالأنظار كانت متجهة إلى السياسي المخضرم أحمد المستيري. ورغم وجود حالة من التململ حول تعيين السبسي دون جلوس وتشاور مع ممثلي المعارضة وممثلي المجتمع المدني ممن ظلوا خارج الحكومة وبشكل بدا «متسرعا»، فإن كثيرين طالبوا بمنحه الفرصة والوقت لإخراج تونس من المرحلة الصعبة التي تمر بها. هذا وطالب الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر منظمة نقابية في البلاد، بتشكيل مجلس تأسيسي منتخب من الشعب يضمن الديمقراطية وحرية الاختيار، وذلك في أعقاب استقالة الغنوشي. واعتبر في بيانه أن الدعوة لتشكيل حكومة جديدة تأتي لعجز الحكومة المؤقتة الحالية عن ضمان أمن المواطنين وعن الدفاع عن مؤسسات الإنتاج والممتلكات العمومية والخاصة وعدم التسريع بحل هياكل التجمع الدستوري الديمقراطي من أجل الاستجابة لمطلب كل المكونات المدنية والسياسية وعموم الشعب. وعلى صعيد آخر، عين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أول أمس الأحد ألان جوبيه وزيرا جديدا للخارجية خلفا لميشال أليو ماري، التي تورطت في فضيحة سياسية متعلقة بسفرها على متن طائرة خاصة مملوكة من أحد المقربين من الرئيس التونسي السابق. كما عين كلود غيون في منصب وزير الداخلية وجيرار لونغي على رأس وزارة الدفاع. وتباينت ردود الأفعال في الأوساط السياسية الفرنسية، حيث قال لوران فوكييز وزير الشؤون الأوروبية إن خطة الرئيس الفرنسي واضحة مثل وضوح الشمس، فهو أعاد الاعتبار للدبلوماسية الفرنسية وجعلها تواكب الأحداث التي تهز العالم العربي. بالمقابل، انتقد لوران فابيوس رئيس الحكومة السابق في عهد الرئيس فرانسوا ميتران عن حزب اليسار، خطاب نيكولا ساركوزي، قائلا «إن هذا التعديل يدل على أن الدبلوماسية الفرنسية فشلت في مهامها وأن نيكولا ساركوزي يبرر فشل حكومته وسياسته بالتغييرات القائمة في العالم العربي».