سطر لاعبو نادي ليفربول الإنجليزي فصلا جديدا من أسطورة ملعب “أنفيلد” عندما نجحوا في تحقيق المعجزة المتمثلة بقلب تخلفهم 0-3 ذهابا أمام برشلونة الإسباني ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى انتصار مدو برباعية نظيفة إيابا أول أمس الثلاثاء ليبلغوا المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الثانية تواليا. لاعبو “الريدز” ينجزون المهمة بنجاح ونجح ليفربول في إنجاز المهمة بثنائية لكل من البلجيكي ديفوك أوريجي (7 و79) والهولندي جورجينيو فاينالدوم (54 و56) ملحقا الخسارة الأولى بمنافسه في المسابقة القارية هذا الموسم. وسيلتقي ليفربول الفائز باللقب القاري خمس مرات آخرها عام 2005، في النهائي المقرر في الأول من يونيو المقبل على ملعب “واندا متروبوليتانو” الخاص بنادي أتلتيكو مدريد الإسباني، مع الفائز من المواجهة الأخرى بين أجاكس أمستردام الهولندي وتوتنهام الإنجليزي. وكان ليفربول حقق إنجازا مماثلا في نهائي عام 2005 عندما قلب تخلفه 0-3 في الشوط الأول أمام ميلان الايطالي قبل إلى تعادل 3-3 في نهاية المباراة ثم حسم النتيجة في صالحه بضربات الترجيح، محرزا لقبه الخامس الأخير في المسابقة. وبلغ ليفربول النهائي مرتين بعد ذلك وخسر أمام ميلان بالذات عام 2007، وريال مدريد الإسباني العام الماضي. كلوب: لم أشاهد مباراة مماثلة في حياتي وقال كلوب بعد المباراة “لقد واجهنا أفضل فريق في العالم ربما. الفوز صعب لكن تحقيق الانتصار من دون أن يدخل مرمانا أي هدف أمر لا يصدق، لا أدري ما قام به هؤلاء الشباب. إنهم عمالقة”. وأضاف “لقد شاهدت مباريات عدة خلال حياتي لكن لا أذكر مباراة مماثلة”. أما قائد الفريق جوردان هندرسون فقال “لا أعتقد بأن كثيرين آمنوا بحظوظنا لقلب الأمور في صالحنا. كنا ندرك بان المهمة صعبة لكنها ممكنة بالنسبة إلينا”. وأضاف “الروح العالية التي تمتع بها اللاعبون مدهشة. كنا نؤمن بقدرتنا على تحقيق أمر مميز في ملعب أنفيلد”. وتابع “كنا نريد تحقيق بداية سريعة ونجحنا في تسجيل هدف مبكر ساعدنا كثيرا. كنا ندرك بأننا إذا أظهرنا شجاعة وشخصية نملك الفرصة”. فالفيردي: خسرنا بطريقة مؤلمة جدا وفشل ميسي في بلوغ النهائي وإحراز اللقب القاري للمرة الخامسة في مسيرته والسادسة في تاريخ النادي، والذي كان سيفتح له بلا شك باب إحراز الكرة الذهبية للمرة السادسة. كما تبخر حلم الثلاثية بالنسبة إلى برشلونة بعد الخروج من الباب الضيق، وسيسعى إلى التعويض من خلال الاكتفاء بالثنائية، فبعد حسمه الدوري المحلي سيخوض نهائي الكأس ضد فالنسيا في 25 ماي الحالي. وعلق مدرب برشلونة إرنستو فالفيردي على خروج فريقه بقوله “لقد حدث الأمر ذاته كما العام الماضي. بدؤوا المباراة بشكل جيد، ثم قمنا بردة فعل جيدة ثم منيت شباكنا بهدفين في مدى دقيقتين. إنها نتيجة مخيفة لنا ولأنصار الفريق”. وأضاف “لقد ضغط علينا الفريق المنافس عاليا واتخذ الكثير من المخاطرة. نشعر بإحباط كبير حاليا. الأيام المقبلة ستكون صعبة للغاية. خسرنا بطريقة مؤلمة جدا. إنها خسارتنا الأولى في دوري الأبطال لكننا خرجنا منها”. وكان برشلونة ضحية “ريمونتادا” أيضا الموسم الماضي عندما تقدم على روما 4-1 على ملعبه ذهابا قبل أن يخسر 0-3 إيابا في ربع النهائي. معجزة رغم تشاؤم الأنصار وغياب صلاح ولم يكن أشد أنصار ليفربول تفاؤلا بقدرة فريقه على تحقيق المعجزة لاسيما بان فريقهم خاض المواجهة من دون مهاجميه الأساسيين المصري محمد صلاح لإصابته بارتجاج دماغي والبرازيلي فيرمينو لمعاناته في المحالب، فحل بدلا منهما أوريجي والسويسري شيردان شاكيري. لكن الهدف المبكر الذي سجله أوريجي بعد مرور 7 دقائق، ساهم في منح حافز قوي لليفربول الذي أجهز على منافسه بثلاثية جديدة في الشوط الثاني. ولم يفز برشلونة سوى خمس مرات في آخر 19 مباراة خاضها خارج ملعبه في المسابقة القارية لكنه نجح في ذلك 4 مرات في مواجهة فرق إنجليزية أمام مانشستر سيتي مرتين ومرة واحدة ضد أرسنال ومانشستر يونايتد، أما الخامسة فكانت ضد باريس سان جرمان الفرنسي في أبريل 2015. بداية حالمة برأس أوريجي وحقق ليفربول البداية التي كان يحلم بها عندما منحه أوريجي التقدم بعد كرة رأسية للمدافع خوردي ألبا خطفها السنغالي ساديو مانيه ولعبها لقائده جوردان هندرسون الذي توغل داخل المنطقة وسددها زاحفة بيسراه تصدى لها مارك-اندريه تير شتيغن وارتدت إلى الدولي البلجيكي الذي تابعها داخل الشباك (7). وفي غمرة سيطرة ليفربول على مجريات اللعب، قام برشلونة بهجمة مرتدة سريعة وبعد لعبة مشتركة بين البرازيلي فيليبي كوتينيو والأوروغوياني لويس سواريز وصلت الكرة إلى ميسي والمرمى مشرع أمامه لكنه حاول تخطي الكاميروني جويل ماتيب الذي قطع الكرة في اللحظة الأخيرة (17). ثم سدد كوتينيو كرة زاحفة أبعدها مواطنه اليسون بيكر أحد نجوم المباراة (18)، وأخرى تسديدة على الطاير من ميسي من مشارف المنطقة مرت بجوار القائم (19). وأبعد تير شتيغن كرة قوية سددها المدافع الاسكتلندي أندرو روبرتسون (23). وأنقذ أليسون مجددا مرماه من هدف أكيد من هجمة مرتدة سريعة مرر فيها ميسي الكرة باتجاه ألبا المنسل وراء دفاع ليفربول في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول فسددها بيمناه أبعدها الحارس البرازيلي على دفعتين. واضطر مدرب ليفربول الألماني يورغن كلوب إلى إشراك لاعب الوسط الهولندي جورجينيو فاينالدوم في مطلع الشوط الثاني بدلا من الظهير الأيسر روبرتسون لإصابة الأخير، فتراجع جيمس ميلنر ليشغل مكان الأخير. شوط ثان وضربات قاضية ل البلوغرانا” استهل ليفربول هذا الشوط بصورة سريعة أيضا ما أربك دفاع برشلونة في التعامل مع تحركات الخط الأمامي. وأنقذ تير شتيغن مرماه من هدف أكيد عندما تصدى لتسديدة المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك بالكعب إثر ركنية (48)، ثم تدخل نظيره في الطرف الآخر ليبعد تسديدة سواريز (50). وأخطا ألبا مرة ثانية في السيطرة على الكرة فانتزعها ترينت ألكسندر أرنولد ومررها عرضية ليتابعها فاينالدوم قوية من داخل المنطقة داخل الشباك (54). ولم يكد برشلونة يستيقظ من صدمة الهدف الثاني حتى أضاف فاينالدوم الثاني الشخصي والثالث للفريق الإنجليزي بكرة رأسية بتمريرة عرضية من شاكيري لتشتعل مدرجات ملعب “أنفيلد”. وكسر ميسي مصيدة التسلل على الجهة اليمنى وسيطر على الكرة بصدره قبل أن يطلق كرة قوية بيسراه كان لها أليسون بالمرصاد (63). وجاءت الضربة القاضية عندما احتسب الحكم ركنية لصالح ليفربول، لعبها ألكسندر أرنولد على غفلة من دفاع برشلونة ومررها باتجاه أوريجي المتربص أمام المرمى ليتابعها الأخير في الزاوية العليا لمرمى برشلونة رغم تدخل جيرار بيكيه في اللحظة الأخيرة ليجهز على برشلونة تماما (79). وحاول برشلونة تسجيل هدف وينتزع بطاقة التأهل بفضل التسجيل خارج القواعد لكن ليفربول سد جميع المنافذ المؤدية إلى مرمى أليسون.