رفع آلاف الأساتذة أطر الأكاديميات “المتعاقدون” بالونات وبطاقات حمراء في وجه وزير التربية الوطنية والتعليم أمزازي، وذلك تعبيرا عن رفضهم للمقترحات التي جاء بها وطريقة تدبيره لملف التعاقد. وجاب الأساتذة المتعاقدون شارعي الحسن الثاني ومحمد الخامس وسط العاصمة الرباط أول أمس الاثنين وأمس الثلاثاء، منددين بما أسموه “تجاهل” الوزارة المعنية لمطالبهم والالتفاف عليها بقرارات أخرى. وجدد الأساتذة رفع شعار “الإدماج أو البلوكاج”، و”الشعب يريد إسقاط التعاقد” من جديد في وجه الوزارة التي سبق وأن أكدت أنها تخلت عن التعاقد بصفة نهائية وعوضته بالتوظيف الجهوي الذي يؤطره القانون الأساسي لموظفي أطر الأكاديميات. وإلى جانب المسيرة، خاض الأساتذة اعتصاما جزئيا استمر إلى ما بعد التاسعة ليلا من عشية الاثنين أمام البرلمان، بالإضافة إلى وقفة صباح أمس الثلاثاء أمام وزارة التربية الوطنية ب “باب الرواح”، وذلك في إطار البرنامج النضالي الذي كانت “التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد” قد سطرته. هذا، وكانت قوات الأمن قد منعت تجمهر الأساتذة في ساحة 16 نونبر بمنطقة حسان، وهي الخطوة الأولى التي كان الأساتذة يعتزمون الانطلاق منها في إنزالهم الوطني الذي من المفترض أن ينتهي يومه الأربعاء. من جانبها، ما تزال وزارة التربية الوطنية تتشبث بالتوظيف الجهوي، حيث كان أمزازي قد أكد أن جميع المطالب تم الاستجابة لها بالنسبة للأساتذة، مشيرا إلى أن النقطة الخلافية الوحيدة هي الانتقال على الصعيد الوطني، حيث أكد أن خيار التوظيف الجهوي يفرض الانتقال على مستوى الجهة فقط مع إبداءه ليونة في التعامل مع بعض الحالات الاستثنائية. وكان أمزازي قد دعا المحتجين إلى العودة إلى فصول الدراسة لاستئناف الموسم الدراسي وتعويض الحصص الدراسية لفائدة التلاميذ، لاسيما وأن الموسم الدراسي تبقى منه 45 يوما فقط. يشار إلى أن الأزمة بين الأساتذة المتعاقدين ووزارة التربية الوطنية، دخلت أسبوعها السادس على التوالي، حيث شل الأساتذة فصول الدراسة على مستوى جميع الجهات لمدة أربعة أسابيع متتالية، كما دعوا إلى الاستمرار في الإضراب بعد العطلة المدرسية التي تنتهي الأحد المقبل.